الرأي الشرعي في إطلاق اسم يحيى

استكشاف حكم تسمية المولود باسم يحيى، مع نظرة على معايير الأسماء المستحبة والمحظورة في الإسلام.

الرأي الشرعي في التسمية بيحيى

يُستحب تسمية الأبناء باسم النبي يحيى -عليه الصلاة والسلام- تأسياً به، فقد اختار الله -عز وجل- هذا الاسم له، كما ورد في القرآن الكريم:(يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا). واسم “يحيى” مشتق من الحياة. ومن الجدير بالذكر أن اختيار الأسماء الجميلة للأبناء هو حق من حقوقهم على الوالدين. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إنَّكُم تُدعَونَ يومَ القيامَةِ بأسمائِكُم وبأسماءِ آبائِكُم فأحسِنوا أسماءَكُم). وأسماء الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- تعتبر من أفضل الأسماء التي يمكن التسمية بها.

مستويات الأسماء المستحسنة

استنبط العلماء مراتب للأسماء المستحسنة من خلال دراسة النصوص الشرعية، وفيما يلي توضيح لهذه المراتب:

  • المستوى الأول: التسمية بـ”عبد الله” و”عبد الرحمن” تحديداً، وذلك استناداً إلى ما ورد في الأحاديث الصحيحة بأنهما أحب الأسماء إلى الله تعالى. فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(إنَّ أحَبَّ أسْمائِكُمْ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ).
  • المستوى الثاني: الأسماء التي تتضمن التعبيد لله -عز وجل- بأي اسم من أسمائه الحسنى، مثل: عبد الخالق وعبد الرحيم وغيرهما. مع العلم أن الحديث المروي: (خير الأسماء ما عُبّد وحُمّد) ضعيف الإسناد، إلا أن معناه صحيح.
  • المستوى الثالث: أسماء الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وأفضلها اسم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ثم أسماء أولي العزم من الرسل، وهم: إبراهيم وموسى وعيسى ونوح -عليهم الصلاة والسلام-، ثم بقية أسماء الأنبياء.
  • المستوى الرابع: أسماء الصالحين من عباد الله، فيستحب التسمي بأسماء الصالحين، وأكثرها استحباباً أسماء الصحابة والصحابيات -رضي الله عنهم-، ثم سائر الصالحين.
  • المستوى الخامس: التسمي بالأسماء التي تحمل معنى حسناً، فقد حث الشرع على التسمية بالأسماء الحسنة، ودعا إلى تجنب الأسماء التي تحمل معاني سيئة أو منفرة.

محظورات في تسمية المواليد

ذكر العلماء بعض المحاذير التي يجب على الوالدين تجنبها عند اختيار اسم المولود، ومنها:

  • يحرم التسمية بالأسماء التي تحمل معنى العبودية لغير الله -تعالى-، سواء كان بشراً أو شجراً أو غير ذلك من الأسماء التي فيها تعبيد مضاف لغير الله -سبحانه-، مثل عبد النبي وعبد شمس وما شابه ذلك.
  • يحرم التسمية بالأسماء التي يختص بها الله -تعالى- وحده، كأسماء الرحمن والرحيم ونحوها من الأسماء الخاصة بالله -سبحانه- والتي لا تليق إلا به.
  • تكره التسمية بالأسماء التي تنفر منها النفس لسوء معناها، لما قد يتعرض له المولود للأذى النفسي والسخرية بسبب اسمه.
  • تكره التسمية بأسماء الملائكة، ويحرم تسمية الإناث بأسمائهم.
  • يكره كل اسم مضاف إلى لفظي الدين والإسلام، مثل: نور الدين، وسيف الإسلام، ونحوها من الأسماء التي تحمل معاني التزكية. وكان الإمام النووي -رحمه الله- يكره تلقيبه بمحي الدين، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية كره تلقيبه بتقي الدين.

المراجع

  1. سورة مريم، آية:7
  2. رواه ابن القيم ، في تحفة المودود، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:79، الحديث إسناده حسن.
  3. محمد صالح المنجد،”سبب تسمية يحيى عليه السلام بهذا الاسم، ومعناه”،إسلام سؤال وجواب.
  4. محمد صالح المنجد،”آداب تسمية الأبناء”،إسلام سؤال وجواب.
  5. محمد سلامة الغنيمي،”تسمية المولود ( رؤية تربوية )”،الألوكة.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2132، صحيح.
  7. محمد صالح المنجد،”الأسماء المحرمة والمكروهة”،إسلام سؤال وجواب.
  8. حسام الدين عفانة،فتاوى د حسام عفانة، صفحة 10.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

إرشادات حول تسمية المولودة باسم وفاء

المقال التالي

الضوابط الشرعية لإطلاق اسم يوسف

مقالات مشابهة