الدين: ركن أساسي في بناء حياة الإنسان

استكشاف أهمية الدين في حياة الفرد والمجتمع، وأنواعه، وحاجته إليه، ودوره في تحقيق السعادة والهداية.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
تعريف الدين: السماوي والبشريالفقرة الأولى
أهمية الدين في حياة الإنسانالفقرة الثانية
الحاجة الفطرية للإيمانالفقرة الثالثة
المراجعالفقرة الرابعة

تعريف الدين: بين السماوي والوضعي

يُعرّف الدين على أنه نظامٌ من المعتقدات والمعتقدات والعادات، إما أن يكون إلهاماً سماوياً أو من وضع البشر. فالدين السماوي هو نظامٌ إلهيٌّ، يهدي أصحاب العقول السليمة إلى الخير، باختيارهم، أما الدين الوضعي فهو نتاج تفكير الإنسان واختياره، ويُقصد بالتدين هنا التزام الفرد بنصوص وتعاليم الدين باختياره. هذا الخطاب الديني يُوجّه إلى أصحاب العقول الراشدة، مع استثناء فاقدي العقل بسبب الصغر أو الجنون. أما من حجّب عقله عن فهم الحق، فهو مسؤول عن أفعاله وانحراف تدينه. التدين الصحيح هو فهم الأمر الإلهي وتطبيقه عملياً من خلال العبادات والالتزام الأخلاقي في التعامل مع النفس والآخرين. ولا يُعرف التدين الحقيقي بأداء العبادات فقط دون الأخذ بأخلاقيات الدين. هناك فرقٌ كبيرٌ بين التدين الشكلي الذي يهتم بالظاهر دون الباطن، وبين التدين الذي يُعنى ببناء القيم والمعاني.

الدين: دعامة الحياة الفردية والجماعية

منح الله تعالى عباده الدين كطريقٍ مستقيمٍ، يُرشد الباحثين عن الهداية. وقد نجح النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في رسالته بإخراج الناس من ظلمات الضلال والمعصية إلى نور الهداية. جاء الدين لتنظيم جميع جوانب الحياة، من علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بالآخرين، حتى علاقته بنفسه. وقد وضع الدين قوانين تكفل للإنسان حياة آمنة ومستقرة، من خلال تنظيم البيع والشراء، وقواعد الحياة الأسرية.

يُحاول البعض في كل زمانٍ إخضاع الدين لواقع الناس، وهذا خطأٌ كبيرٌ، لأن الدين جاء ليُحكم حياة الناس ويُصحّح مسارهم، وليس العكس. هذا قد يُؤدي إلى تحويل الثوابت إلى متغيرات، والابتعاد عن الدين. لذلك، يحتاج أفراد الأمة إلى معرفة الثوابت، و فهم حقيقة الدين، فهو بمثابة الميزان الذي يُميّز الحق من الباطل. يتصف الدين بالتوازن بين الثبات والمرونة. الثبات على العقائد التي أمر بها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كما في قوله:(آمُرُكم بأربعٍ، وأنهاكم عن أربعٍ؛ الإيمانِ باللهِ، شهادةِ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، وعقد بيدِه واحدةً وقال مُسدَّدٌ: الإيمانُ باللهِ، ثمَّ فسَّرها لهم: شهادةُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّداً رسولُ اللهِ، وإقامُ الصَّلاةِ، وإيتاءُ الزَّكاةِ)،[٣]

ويتحقق الثبات باجتناب المحرمات، كالقتل والزنا والسرقة وأكل الربا، والتمسك بالفضائل كالصّدق والعفة، مع الأخذ بالأحكام الشرعية في الزواج والميراث والحدود. أما المرونة، فتظهر في مبدأ الشورى، كما قال الله تعالى:(وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)،[٤] فهو لا يحدد شكلًا معينًا للشورى. الثبات المطلق يُؤدي إلى الجمود، والمرونة المطلقة تُؤدي إلى الانفلات من القيم.

الإيمان: حاجةٌ فطريةٌ للإنسان

توصل الباحثون في تاريخ الأديان إلى أن الإنسان يحتاج إلى العبادة منذ القدم، كما يحتاج إلى الغذاء للبقاء، والزواج لإدامة النسل، فهو يحتاج إلى الدين وتقديس الإله. الدين من الأمور الضرورية للإنسان، وهو ما يُمكّن البشرية من الوصول إلى الإيمان السليم. إن وجود الله تعالى من البديهيات التي يدركها الإنسان بفطرته. الدين ينمو ويرتقي عند الإنسان بحسب بيئته وظروفه. ومن أدلة وجود الله تعالى قوله تعالى:(شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،[٩] الله تعالى شهد على توحيده، وشهدت الملائكة وأولي العلم على ذلك، فأولي العلم استخرجوا الأدلة من الكون على توحيد الله.

حاجة الإنسان إلى الدين حاجةٌ فطريةٌ تتجاوز حاجته إلى الطعام والشراب. الابتعاد عن الدين يُؤدي إلى الضيق والمعاناة، لأن العبد لا يستطيع البعد عن ربه. والشرع والحس يدلان على أن التدين ضرورةٌ فطريةٌ لا غنى عنها. ومن الدلائل الشرعية قول الله تعالى:(وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هـذا غافِلينَ)،[٦] أما الدلائل الحسية، فتتجلى في الحاجة الإنسانية للضوابط والقوانين. إما أن يهتدي الإنسان إلى عبادة الله وحده، فتستقيم حياته، أو يعبد أهواءه، فيضل ويُضل. السعادة لا تتحقق إلا باتباع الدين الحق.

لم يخلق الله الإنسان ويتركه بلا هداية، بل سخّر له الكون بما فيه من عجائب ومعجزات. كثيرون يغفلون عن حكمة الله في خلقه، ويُحاولون تصوير الدين على أنه أمرٌ يجب الاستغناء عنه.

المراجع

[٣] رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3692، صحيح.

[٤] سورة آل عمران، آية: 159.

[٦] سورة الأعراف، آية: 172.

[٩] سورة آل عمران، آية: 18.

(المصادر الأخرى تُشير إلى مراجع متعددة، من مواقع إلكترونية، ويُمكن إضافة تفاصيلها هنا إن لزم الأمر.)

Total
0
Shares
المقال السابق

الديمقراطية: ركيزة التقدم والازدهار

المقال التالي

الدين ركيزة الحياة الإنسانية

مقالات مشابهة