الدعاء في الأسواق: فضل وأحكام

استكشف فضل الدعاء في الأسواق، والآداب التي ينبغي مراعاتها عند دخولها، وأهمية السعي الحلال في طلب الرزق.

مقدمة

تعتبر الأسواق أماكن للتبادل التجاري وقضاء حوائج الناس، وقد حث الإسلام على التعامل فيها بأخلاق وقيم رفيعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن للدعاء في هذه الأماكن فضلًا عظيمًا، لما فيها من اختبارات وفتن.

فضل الدعاء في السوق

ورد في السنة النبوية فضل عظيم لمن ذكر الله تعالى ودعاه في السوق. فقد روي في سنن الترمذي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

“من دخل السُّوقَ فقال: لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ يحيي ويميتُ بيدِه الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ كتب اللهُ له ألفَ ألفَ حسنةٍ ومحى عنه ألفَ ألفِ سيئةٍ ورفعَ له ألفَ ألفِ درجةٍ.”

هذا الحديث يدل على الأجر العظيم الذي يناله المسلم عند ذكر الله في مكان قد يغفل فيه الكثيرون عن ذكره.

أخلاقيات التعامل في السوق

ينبغي على المسلم أن يتحلى بآداب وأخلاقيات عالية عند تعامله في السوق، سواء كان بائعًا أو مشتريًا. ومن هذه الآداب:

  1. الكسب الطيب الحلال والبعد عن المكاسب المحرمة.
  2. التيسير والمسامحة في البيع والشراء، وعدم المغالاة.
  3. ضرورة تعلم أحكام البيع والشراء لتجنب الوقوع في المحظورات الشرعية.
  4. تقديم النصيحة والإرشاد للناس في معاملاتهم، وتجنب الغش والخداع.
  5. تجنب البيع والشراء في أوقات الصلاة، والحرص على أدائها في وقتها.
  6. الابتعاد عن الغش والكذب في المعاملات، والصدق والأمانة في كل شيء.
  7. تحريم احتكار السلع واستغلال حاجة الناس، والعمل على توفيرها بأسعار عادلة.
  8. العدل والإحسان في الميزان والكيل، وتجنب التطفيف.
  9. تجنب كثرة الحلف والأيمان، والصدق في القول والفعل.
  10. بيع وشراء ما ينفع الناس، والابتعاد عن كل ما يضرهم.
  11. حفظ العورات، وصون الأسماع والأبصار عن المحرمات، وتجنب الفتن.
  12. تجنب الإسراف والتبذير في الإنفاق، والاقتصاد والاعتدال.
  13. المسارعة إلى وفاء الدين متى تيسر ذلك، وعدم المماطلة.
  14. حسن القضاء، والشكر والتقدير لمن أحسن إليك.
  15. عدم الانشغال بالبيع والشراء عن أمور الدين، والحرص على أداء الواجبات.
  16. إمهال المعسر ومسامحته إذا لم يتمكن من سداد الدين.
  17. إفشاء السلام على المسلمين، ونشر المحبة والألفة بينهم.
  18. الإكثار من ذكر الله -تعالى- في السوق، وعدم الغفلة عنه.
  19. التبكير في السعي لطلب الرزق الحلال.
  20. تقوى الله -عز وجل- في كل الأمور، وحسن التوكل عليه.
  21. الإكثار من الاستغفار والتوبة إلى الله -تعالى-.

الحث على طلب الرزق الحلال

حثت الشريعة الإسلامية على السعي الحلال في طلب الرزق، والتوكل على الله في ذلك. وقد وردت أدلة كثيرة في القرآن والسنة تدل على ذلك، منها:

قوله -تبارك وتعالى-:

“هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” [الملك: 15].

وقوله -صلى الله عليه وسلم-:

“ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ.”

وقوله -صلى الله عليه وسلم-:

“لَأَنْ يَحْتَطِبَ أحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فيُعْطِيَهُ أوْ يَمْنَعَهُ.”

ففي هذه النصوص حث على العمل والكسب الحلال، والبعد عن سؤال الناس والتذلل إليهم.

المراجع

  • سنن الترمذي، حديث عن عمر بن الخطاب، رقم الحديث: 3428.
  • موسوعة الفقه الإسلامي، التويجري، الصفحات 234-241.
  • صحيح مسلم، حديث عن المقدام بن معدي كرب، رقم الحديث: 2072.
  • صحيح البخاري، حديث عن أبي هريرة، رقم الحديث: 2074.
Total
0
Shares
المقال السابق

أدعية السفر المكتوبة: مجموعة من الأدعية للمسافر

المقال التالي

أدعية الشفاء السريع: رجاء و أمل

مقالات مشابهة