الخلافة العباسية: من الغرور إلى السقوط

تُعدّ نهاية الخلافة العباسية أحد أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، حيث مثّل سقوط بغداد على يد التتار نقطة تحول في تاريخ المنطقة. تعرّف على آخر الخلفاء العباسيين وقصة سقوط بغداد وكيف أدّت الخيانة إلى نهاية هذه الإمبراطورية العظيمة.

فهرس المحتوى

آخر الخلفاء العباسيين

كان أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله بن المستنصر آخر خليفة عباسي حكم بغداد. تسلّم منصبه في جمادى الآخرة من سنة 640 للهجرة، وتُوّج في ذلك الوقت بأبو أحمد عبد الله المستعصم بالله بن المستنصر.

كانت مبايعته على الخلافة حدثاً مهماً، وشاركت فيه جميع طبقات المجتمع من عائلات الخلافة والعائلة المالكة وأعيان الدولة، بما في ذلك الوزراء والأمراء والقضاة والعلماء والفقهاء وأهل الحل والعقد.

كان يُعرف المستعصم بالله بشخصيته الكريمة وحبه للخير، واشتهر بعفّة لسانه وإتقانه للقرآن الكريم. روى عنه الدمياطي أربعين حديثاً نبوياً، كما تميز بعبادته وزهده في الدنيا.

ولكن لم يُكتب للمستعصم بالله أن يحكم مدة طويلة، فقد واجه تحديات كبيرة وأزمات داخلية وخارجية أدّت إلى سقوط خلافته.

خلافة عبد الله المستعصم بالله

عُيّن عبد الله المستعصم بالله على الخلافة في سنّ الثلاثين عاماً بعد وفاة والده الخليفة المستنصر بالله.

يشهد التاريخ على صفاته الحميدة، فقد كان معروفاً بكرمه وحبه للمسلمين واهتمامه بفقرائهم، وتُذكر بِخير صدقاته التي أدّها خلال الوباء الذي ضرب العراق في عصره.

لكنّ خلافة عبد الله المستعصم بالله لم تُسفر عن حلّ الأزمات الداخلية التي كانت تعصف بالخلافة العباسية.

سقوط بغداد

سقطت بغداد في أيدي التتار في سنة 656 للهجرة،
وقد أدى الخونة والمنافقون من داخل الدولة إلى سقوطها.

من أهمّ من ساهم في سقوط بغداد هو الوزير “ابن العلقمي” الذي كان من الشيعة الرافضة وكره الخليفة المستعصم بالله وطبقة المسلمين.

سعى ابن العلقمي إلى تقليص عدد أفراد الجيش الإسلامي وتقويض قوته،
فأصبح عدد المقاتلين عشرة آلاف جندي فقط بعد أن كان عددهم مئة ألف جندي،
وأجرى اتصالات مع هولاكو خان، حاكم التتار، لتحريضه على غزو بغداد.

أثناء وجود هولاكو في بغداد، كان ابن العلقمي رسولاً بينه وبين الخليفة المستعصم بالله.

وُصفت خيانة ابن العلقمي بأبشع أنواع الغدر، فقد عمل على تهوين أمر اقتحام بغداد لهولاكو،
ودلّه على الطرق التي تُمكنه من اختراق المدينة واستباحتها.

ولم يكتف ابن العلقمي بهذا، بل اقترح على هولاكو قتل الخليفة.

عندما حاول الخليفة المستعصم بالله التفاوض مع هولاكو، خرج لذلك مع سبعمئة راكب،
ولكن أُخذ الخليفة أسيرًا مع ابنه الأكبر وابنه الأوسط،
وُقتلا على يد هولاكو

تمّ اعتقال ابن الخليفة الأصغر مع أخواته وألف بنت من بنات العباس،
وأسقطت الخلافة العباسية،
وانتهى حكمها في العالم الإسلامي.

المراجع

[1] “سقوط بغداد ونهاية الخلافة العباسية”،islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019. بتصرّف.

[2] “خلافة المستعصم بالله أمير المؤمنين”،www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019. بتصرّف.

[3] “سقوط بغداد”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019. بتصرّف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

آخر خلفاء الدولة الأموية: مروان بن محمد

المقال التالي

القرآن الكريم: آخر الكتب السماوية

مقالات مشابهة