الخصية غير النازلة: الأسباب، التشخيص والعلاج

مقدمة عن الخصية غير النازلة

الخصية غير النازلة، المعروفة أيضًا بالخصية الهاجرة أو المعلقة (Undescended testicle)، هي حالة طبية شائعة تصيب الذكور. تتميز هذه الحالة بعدم نزول إحدى الخصيتين أو كلتيهما إلى موقعهما الطبيعي داخل كيس الصفن. في الوضع الطبيعي، تنزل الخصيتان إلى كيس الصفن قبل وقت قصير من ولادة الطفل.

من المهم الإشارة إلى أن الخصية المعلقة غالبًا ما تنزل تلقائيًا إلى كيس الصفن لدى حوالي نصف الأطفال المصابين بها قبل بلوغهم سن الستة أشهر. ولكن في حالة عدم نزولها بحلول هذا الوقت، يجب استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.

الأسباب المحتملة لعدم نزول الخصية

على الرغم من أن السبب الدقيق للخصية غير النازلة لا يزال غير معروف حتى الآن، إلا أنه يُعتقد أن مجموعة من العوامل قد تلعب دورًا في حدوث هذه الحالة. وتشمل هذه العوامل المشاكل المتعلقة بإفراز الهرمونات، والتغيرات الجسدية، ونشاط الأعصاب، والتي قد تؤثر سلبًا على نمو الخصيتين وتطورهما.

تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الطفل حديث الولادة بالخصية غير النازلة ما يلي:

• انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
• الولادة قبل الأوان.
• وجود تاريخ عائلي للإصابة بالخصية غير النازلة أو مشاكل أخرى متعلقة بنمو الأعضاء التناسلية.
• معاناة الجنين من مشاكل صحية قد تؤثر على نموه، مثل متلازمة داون أو وجود عيب في جدار البطن.
• شرب الكحول أثناء فترة الحمل.
• تدخين الأم أو تعرضها للتدخين السلبي.
• تعرض الوالدين لبعض أنواع المبيدات.

تأثير الخصية المعلقة على الإنجاب

نعم، قد تتأثر خصوبة الرجل سلبًا في حال عدم علاج الخصية غير النازلة منذ الطفولة. وفي هذه الحالة، قد تنخفض الخصوبة إلى النصف تقريبًا. أما في حال تم علاج الحالة مبكرًا، فإن الخصوبة قد تكون مماثلة للرجال الطبيعيين.

فالخصيتين لهما وظيفة انتاج الحيوانات المنوية، ووظيفة أخرى وهي إنتاج هرمون التستوستيرون.

كيفية الكشف عن الخصية الهاجرة

يعتمد تشخيص الخصية غير النازلة بشكل أساسي على الفحص السريري الذي يجريه الطبيب للطفل. قد يوصي الطبيب أيضًا بإجراء بعض الفحوصات التصويرية، مثل:

• فحص السونار أو الموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
• الأشعة المقطعية (CT scan).

وسائل علاج الخصية غير النازلة

عادةً ما تتم مراقبة الطفل حتى يبلغ سن الستة أشهر. إذا لم تنزل الخصية إلى مكانها الطبيعي في كيس الصفن بحلول هذا الوقت، يجب اللجوء إلى العلاج، والذي يشمل الخيارات التالية:

• العلاج الهرموني: قد يوصي الطبيب في بعض الحالات النادرة بالعلاج الهرموني، خاصة إذا كانت الخصيتان قريبتين من كيس الصفن. يتم إعطاء الطفل مجموعة من الحقن التي تحتوي على هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG). قد يساهم هذا الهرمون في تحفيز الخصيتين على النزول في كيس الصفن.
• الجراحة: تعتبر الجراحة العلاج الأكثر شيوعًا وفعالية للخصية غير النازلة. يُعرف الإجراء الذي يتم من خلاله تحريك الخصيتين إلى أسفل في كيس الصفن بتثبيت الخصية أو إنزال الخصية (Orchiopexy). يُنصح بخضوع الطفل لهذه العملية عندما يتراوح عمره ما بين ستة أشهر وعام واحد.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، إلا داء واحداً: الهرم”.

وقال تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين}