الحمى المتكررة عند الأطفال: الأسباب، الأعراض، والعلاج

تعرف على أسباب وأعراض الحمى المتكررة لدى الأطفال وكيفية علاجها. نصائح وإرشادات للأهل للتعامل مع ارتفاع درجة حرارة الطفل ومتى يجب مراجعة الطبيب.

نظرة عامة على تكرار الحمى

الحمى المتكررة، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل متكرر، هي حالة شائعة تصيب الأطفال، خاصةً من هم دون سن الخامسة. تُعرّف هذه الحالة بارتفاع درجة حرارة الجسم فوق المعدل الطبيعي عدة مرات خلال فترة زمنية محددة. يعتبر الارتفاع المتكرر في درجة الحرارة مؤشراً على وجود سبب كامن يستدعي الاهتمام والبحث.

تتميز الحمى المتكررة بحدوث نوبات ارتفاع في درجة الحرارة تفصل بينها فترات تكون فيها حرارة الطفل طبيعية وصحته جيدة. يختلف هذا النوع من الحمى عن الحمى التقليدية التي عادة ما تكون ناتجة عن عدوى بكتيرية أو فيروسية. قد تحدث الحمى المتكررة بدون وجود أي عدوى ظاهرة.

ذكرت المجلة الدولية للعلوم الجزيئية في عام 2016 أن الحمى المتكررة تمثل نسبة كبيرة من الحالات المرضية لدى الأطفال، حيث بلغت 69% من الحالات الحديثة.

للتوضيح، تُعتبر درجة الحرارة مرتفعة إذا كانت القراءة كالتالي:

  • عن طريق الفم: 37.8 درجة مئوية.
  • عن طريق الشرج: 38 درجة مئوية.
  • تحت الابط: 37.2 درجة مئوية.

الاشارات المصاحبة للحرارة المتكررة عند الأطفال

تختلف الأعراض المصاحبة لتكرار ارتفاع درجة الحرارة من طفل لآخر. قد تظهر على بعض الأطفال أعراض قليلة أو معدومة، بينما يعاني البعض الآخر من مجموعة واسعة من الأعراض. في بعض الحالات، قد لا يؤثر الارتفاع الطفيف في درجة الحرارة على الطفل بشكل ملحوظ، ويبقى مزاجه جيدًا.

تشمل الأعراض الشائعة للحمى المتكررة ما يلي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم أعلى من 37 درجة مئوية.
  • الشعور بقشعريرة وارتفاع حرارة الجلد.
  • التعب والإرهاق الشديد.
  • التهيّج والانزعاج العام.
  • فقدان الشهية وعدم الرغبة في الأكل أو الشرب.
  • البكاء بنبرة عالية.
  • شد الأذنين.
  • تراجع استجابة الطفل للمؤثرات الخارجية.

أسباب تكرار ارتفاع الحرارة لدى الأطفال

يمكن أن تكون أسباب الحمى المتكررة إما معدية أو غير معدية. من بين الأسباب المحتملة:

  • متلازمات الحمى الدورية: وهي حالات وراثية تسبب ارتفاع درجة الحرارة دون وجود عدوى. يتميز الأطفال المصابون بهذه المتلازمات بصحة جيدة بين نوبات الحمى.
  • بكتيريا بوريليا برغدورفيرية: هذه البكتيريا تسبب داء لايم، الذي ينتقل عن طريق لدغة القراد المصاب. إذا لم يتم علاج داء لايم، فإنه يمكن أن يؤدي إلى الحمى المتكررة.
  • قلة العدلات الدورية: حالة تتسبب في انخفاض عدد كريات الدم البيضاء بشكل دوري، مما يجعل الجسم غير قادر على مقاومة العدوى والبكتيريا، وبالتالي يؤدي إلى الحمى المتكررة.
  • الخراج السني: يحدث نتيجة لتسوس الأسنان. إذا تكرر ظهور الخراج، فإنه يمكن أن يسبب حمى متكررة.
  • مرض بهجت: هو مرض مناعي يسبب التهاب الأوعية الدموية في الجسم.
  • سرطان الغدد الليمفاوية وابيضاض الدم: هذه الأمراض تضعف جهاز المناعة وتؤثر على خلايا الدم البيضاء، مما يزيد من خطر الحمى المتكررة.
  • فيروس ايبشتاين- بار: فيروس شائع يسبب عدوى تسمى كثرة الوحيدات العدائية أو مرض التقبيل.
  • داء كرونز: هو التهاب القولون والجهاز الهضمي، وقد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • التهاب المفاصل الرثياني الشبابي: مرض مناعي ذاتي يسبب التهاب المفاصل.

طرق التعامل مع الحمى المتكررة عند الأطفال

يتم التعامل مع الحمى المتكررة بنفس الطريقة التي يتم بها التعامل مع الحمى التقليدية. يمكن استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لخفض درجة حرارة الجسم عند الحاجة.

من المهم قراءة نشرة الدواء لمعرفة الجرعة الصحيحة وعدد مرات تناول الدواء. يمكن إعطاء الباراسيتامول للأطفال منذ الولادة، بينما يمكن إعطاء الإيبوبروفين بعد عمر 6 أشهر.

لا يُعطى الأسبرين للأطفال لأنه قد يُسبب متلازمة راي، وهي متلازمة نادرة ولكنها قاتلة. يجب استشارة الطبيب لتحديد سبب الحمى وعلاجه. قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا إذا كانت الحمى ناتجة عن عدوى بكتيرية. المضادات الحيوية لا تعالج الالتهابات الفيروسية.

نصائح وارشادات للأهل

الحمى تسبب انزعاجًا للطفل. إليك بعض النصائح التي يمكن للوالدين اتباعها لتقليل ارتفاع درجة الحرارة:

  • شرب كمية كافية من الماء والعصائر والحساء لتعويض السوائل المفقودة بسبب الحمى. يمكن استخدام محلول الجفاف للأطفال دون السنة من العمر.
  • الراحة وتجنب النشاط الزائد الذي قد يزيد من درجة حرارة الجسم.
  • وضع قطعة قماش فاترة على جبين الطفل أو وضعه في حمام فاتر لمدة قصيرة.
  • تخفيف طبقات الملابس والبطانيات.

متى يجب مراجعة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر.
  • إذا استمرت الحمى لأكثر من 3 أيام.
  • إذا استمرت الحمى لمدة 3 أيام أخرى بعد البدء بتناول المضاد الحيوي.
  • إذا ساءت الحالة ولم تتحسن خلال 48 ساعة.
  • إذا كان لدى الطفل تاريخ من النوبات الحموية.
  • إذا كان الطفل يعاني من الأعراض التالية بالإضافة إلى الحمى:
    • سوء التغذية مع أو بدون تقيؤ مستمر.
    • يُخرج كميات قليلة من البول أو يتبول أقل من 5 مرات يوميًا.
    • طفح جلدي.
    • يبدو شاحبًا أو أزرق اللون.
    • صعوبة التنفس أو ضيق التنفس.
    • الشعور بالنعاس وسرعة الانفعال أو عدم القدرة على التعرف على الوالدين.
    • صداع أو تصلب الرقبة أو الشكوى من أن الضوء يؤذي العينين.
    • ألم مثل ألم البطن.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تفسيرات متنوعة لرؤية الكحل في الحلم

المقال التالي

عملية تنقية زيوت المحركات: استدامة وكفاءة

مقالات مشابهة