مقدمة
تعتبر صيانة المحيط الحيوي ضرورة ملحة يجب أن نوليها اهتمامًا كبيرًا. إنها ليست مجرد رغبة، بل هي هدف يجب أن نسعى جاهدين لتحقيقه على جميع المستويات، سواء كنا أفرادًا، مجتمعات، أو دولًا. إن الحفاظ على سلامة البيئة يمثل جوهر استمرارية الحياة على كوكبنا، فهو يضمن لنا القدرة على العيش بسلام وتجنب العديد من المشاكل والكوارث البيئية والأمراض التي تهدد وجودنا.
العلاقة المتبادلة بين عناصر النظام البيئي
من الخصائص الجوهرية للنظام البيئي هو ترابط عناصره وتفاعلها الدائم. لا يمكننا أن نعزل جزءًا من البيئة في مكان ما عن البيئة في مكان آخر، فالكل يؤثر ويتأثر. لذا، فإن جهود الحماية يجب أن تكون شاملة ومتكاملة، تغطي جميع المناطق والبيئات، سواء كانت برية، بحرية، أو حتى تلك المتعلقة بحماية الهواء والغلاف الجوي. هذه الطريقة الشاملة تضمن حماية متكاملة لجميع مكونات النظام البيئي.
إجراءات ضرورية لحماية النظام البيئي
هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها لضمان الحفاظ على المحيط الحيوي. من أهم هذه الخطوات: تجنب إلقاء أي نوع من الملوثات في البيئة. سواء كانت هذه الملوثات سائلة، مثل المواد الكيميائية والنفط، والتي تضر بالتربة ومياه البحار، أو صلبة، مثل المواد العضوية والمعادن الثقيلة والمواد البلاستيكية التي يصعب تحللها. يجب أيضًا تجنب إطلاق الملوثات الغازية، مثل الأبخرة المتصاعدة من المصانع والسيارات والمفاعلات النووية، والتي تلوث الهواء وتضر بالغلاف الجوي.
أثر الملوثات على البيئة البحرية
تسبب الملوثات التي تُلقى في مياه البحار والمحيطات دمارًا كبيرًا للبيئة البحرية، حيث تؤدي إلى موت الكائنات الحية فيها، مثل الأسماك والحيتان والشعاب المرجانية والنباتات البحرية. كما أن تصريف مياه الصرف الصحي إلى الأنهار والبحار والمحيطات يلوث المياه ويغير خصائصها، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على التوازن البيئي.
مخاطر بيئية عالمية
من بين المخاطر البيئية التي يجب التصدي لها بحزم مشكلة ثقب الأوزون، الذي ينتج عن تصاعد الغازات الكيميائية إلى طبقات الجو العليا، مما يؤدي إلى تآكل طبقة الأوزون وتقليل تركيزها. هذه الطبقة تلعب دورًا حيويًا في حماية الأرض والكائنات الحية من أشعة الشمس الضارة، وخاصة الأشعة فوق البنفسجية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة الأمطار الحمضية، التي تتسبب في موت الكائنات الحية البحرية وتدمير الغطاء النباتي وتآكل المنشآت والمباني. تعتبر هذه الأمطار كارثة بيئية حقيقية، ولهذا السبب تعاونت دول العالم لوضع خطط شاملة للحد من التلوث البيئي الذي يسبب هاتين المشكلتين.
نظرة الشريعة الإسلامية
إن الحفاظ على المحيط الحيوي هو أحد أهم القضايا التي دعت إليها جميع الشرائع السماوية، وخاصة الإسلام، الذي جعل حمايتها عبادة، واعتبر إلقاء القاذورات والأوساخ فيها من الأفعال التي تستوجب العقوبة، وينال فاعلها الإثم. لذلك، يجب علينا جميعًا أن نتعاون لحماية البيئة ومنع الضرر الذي قد يصيبها؛ حيث يقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم:(لا ضررَ ولا ضِرارَ)[الأذكار].