فهرس المحتويات
لمحة عن الحضارة السومرية
تعتبر الحضارة السومرية واحدة من أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية، حيث ازدهرت في منطقة ما بين النهرين، بين نهري دجلة والفرات. تميزت هذه الحضارة بالعديد من الإنجازات في مختلف المجالات، مما جعلها علامة بارزة في تاريخ الحضارات الإنسانية. [1][2]
اشتهر السومريون بتطورهم في مجالات متنوعة مثل اللغة، والهندسة المعمارية، وأساليب الحكم، والزراعة، وتربية الحيوانات، والنحت، وصناعة النسيج، وغيرها. لعبت هذه الجوانب دوراً كبيراً في تشكيل ملامح حضارتهم وتأثيرها على الحضارات اللاحقة.
استمرت هذه الحضارة العريقة لمدة تقارب الألفي عام، قبل أن يتمكن البابليون من السيطرة على الحكم في عام 2004 قبل الميلاد. تجدر الإشارة إلى أن اسم “سومر” مشتق من اللغة الأكادية، وهي لغة سكان شمال بلاد الرافدين، ويعني “أرض الملوك المتحضرين”. [3]
يعتقد أن أصول السومريين تعود إلى هضبة الأناضول، حيث استقروا في أرض سومر حوالي الألفية الثالثة قبل الميلاد. انتشروا في حوالي 12 دولة مدينة، بما في ذلك كيش، وأوروك، وأور، ولجش، ولارك، ونيبور، وغيرها. كانت كل مدينة من هذه المدن تتكون من عدة قرى وأراض محاطة بسور خارجي ضخم.
كانت لكل مدينة سومرية إله خاص بها، يتم تمثيله في المعبد الرئيسي للمدينة. في البداية، كانت السلطة السياسية في يد المواطنين، ولكنها تحولت تدريجياً إلى شخص واحد وهو الملك. تشير الدلائل إلى أن ثمانية ملوك حكموا بلاد سومر.
جوانب الحضارة السومرية
تعتبر الحضارة السومرية من أوائل الحضارات التي ظهرت في التاريخ، وتشمل مظاهر الحياة التي تعيشها المدن والمناطق الحضرية، بما في ذلك طرق التواصل، وتقسيم العمل، وإدارة الأراضي، وغيرها من الخصائص التي تميزها عن الحضارات الأخرى. يمكن تلخيص أهم جوانب الحضارة السومرية فيما يلي: [4]
اللغة السومرية وإبداعاتها الأدبية
تعتبر اللغة السومرية أقدم لغة مكتوبة عرفها التاريخ الإنساني. ظهرت لأول مرة في السجلات الأثرية حوالي 3100 قبل الميلاد، واستمرت حتى عام 2000 قبل الميلاد، عندما تم استبدالها باللغة الأكدية. ومع ذلك، ظلت اللغة السومرية مستخدمة في الكتابة المسمارية لمدة تقارب الألفي عام أخرى.
كانت الكتابة من أهم المنجزات الثقافية للحضارة السومرية، حيث تم استخدامها لتدوين العديد من جوانب هذه الحضارة، بما في ذلك أسماء الملوك، والقوانين القديمة، والأعمال الأدبية.
كما ترك السومرين خلفهم العديد من السجلات المكتوبة، أيضا هم من أول الأقوام التي عرفت الشعر الملحمي، والذي كان له عظيم الأثر في الكتابات الرومانية واليونانية، كما عرفوا صناعة الآلات الموسيقية والعزف عليها فلهم ينسب وجود أقدم آلة موسيقية في التاريخ.[1]
الفنون والتشييد السومري
بعد اللغة، يعتبر اهتمام السومريين بفن العمارة والبناء من أبرز ما يميز حضارتهم. يتضح ذلك من خلال وجود العديد من الهياكل الدينية التي يعود تاريخها إلى 3400 قبل الميلاد، بالإضافة إلى البيوت التي كانت تبنى من الطوب أو القصب، وتتميز بأسقفها المسطحة والمداخل المقوسة، والزخارف المتنوعة.
من أبرز معالم العمارة السومرية المعابد المتدرجة التي تسمى “الزقورات”، والتي يصل ارتفاعها إلى 51.8 مترًا، وتضم حافات منحدرة وشرفات مطلة. بالإضافة إلى ذلك، تركت هذه الحضارة آثارًا مثل جنائن بابل المعلقة، والعديد من القصور والحصون. [1]
تطوير نظم الري
برع السومريون في بناء الخنادق للسيطرة على الفيضانات التي قد تحدث في نهري دجلة والفرات. كما طوروا أنظمة ري متعددة الأنواع، مما ساعدهم على الاستفادة من مياه النهرين في الزراعة وإنتاج المحاصيل. [1]
العلوم والمعارف
كانت الحضارة السومرية تولي اهتماماً كبيراً بمجال العلوم والمعرفة. أنشأوا المدارس كوسيلة لنقل المعرفة والحفاظ على القيم المعرفية بين أفراد المجتمع. [1]
التشريعات والقوانين
تميزت الحضارة السومرية بثقافة وضع القواعد القانونية التي تنظم المجتمع. قام أورنامو، وهو أحد ملوك مدينة أور، بكتابة أول مدونة قانونية، والتي أصبحت فيما بعد الأساس الشرعي لشريعة حمورابي. [3]