الحروف الطرفية في اللغة العربية: دراسة تحليلية

استكشاف الحروف الأسلية في اللغة العربية: تعريفها، خصائصها، الفرق بين الجهر والهمس فيها، والأخطاء الشائعة عند نطقها.

ما هي الحروف الطرفية؟

تُعرف الحروف الطرفية في اللغة العربية بأنها مجموعة من الأصوات التي يتم إنتاجها بالاعتماد على طرف اللسان ومنطقة ما بين الثنايا العليا والسفلى. هذه الحروف هي: الضاد، السين، والزاي. سبب تسميتها بـ “الطرفية” يعود إلى اعتمادها على طرف اللسان، أو ما يعرف بـ “أسلة اللسان”، في عملية النطق.

على الرغم من اتفاق علماء اللغة على موضع طرف اللسان كمخرج لهذه الحروف، إلا أن هناك بعض الاختلافات في تحديد موقعه الدقيق بالنسبة للثنايا. يُعتبر رأي المرعشي من الآراء الدقيقة التي قدمت وصفًا تفصيليًا لمخرج الحروف الطرفية، مما يساعد على فهم كيفية إنتاج هذه الأصوات بشكل صحيح.

السمات المميزة للحروف الطرفية

تتميز الحروف الطرفية بعدة صفات صوتية تميزها عن غيرها من الحروف في اللغة العربية، ومن أبرز هذه الصفات:

  • صفة الصفير: سُميت هذه الصفة بالصفير لخروج صوت يشبه صوت الطائر عند نطق الحرف. أسباب ظهور هذا الصوت تشمل:
    • ضيق المخرج: حيث يتسرب الهواء من بين الأسنان بشكل محدود.
    • استقرار اللسان: عند أصول الثنايا السفلى، مما يتيح للهواء فرصة للتسرب عبر المجرى الضيق.
    • جفاف المخرج: المخرج خالٍ من الرطوبة، مما يجعل الصفير أكثر وضوحًا.
  • حروف رخوة: يتم النطق بهذه الحروف بوجود مجرى ضيق جدًا بين اللسان والثنايا، مما يسمح للهواء بالمرور مع إحداث احتكاك مسموع.
  • حروف شمسية: هذه الحروف تُدغم لام التعريف معها، أي تتحول اللام إلى نفس الحرف الذي دخلت عليه مع تشديد الحرفين. أمثلة: “ازهّر” في “الزهر”، “اصّخر” في “الصخر”، “اسبيل” في “السبيل”.

الحروف الطرفية: بين الصوت المرتفع والهمس

يعتبر الجهر والهمس من الصفات الهامة التي تحدد طبيعة الأصوات اللغوية. عند القدماء، كان الجهر يعني الاعتماد القوي على مخرج الحرف، مما يمنع النفس من الجريان معه. أما في علم الأصوات الحديث، فيُعرف الجهر بأنه اهتزاز الوترين الصوتيين. وسبب هذه التسمية هو عدم جريان النفس مع صوت الحرف، سواء كان شديدًا، رخوًا، أو بينيًا، مما يجعل الصوت قويًا وواضحًا.

أما الهمس، فهو جريان النفس أثناء النطق بالحرف نتيجة لضعف الاعتماد على المخرج. يُسمى الهمس بهذا الاسم لجريان كمية كبيرة من النفس مع صوت الحرف. في حالة الحروف الشديدة، يظهر شدة الحرف ثم همسه، بينما في الحروف الرخوة، يجري النفس والصوت في نفس الوقت، مما يجعل صوت الحرف ضعيفًا في كلتا الحالتين.

تصنيف الحروف الطرفية بين الجهر والهمس:

  • الحروف المجهورة: الضاد والزاي.
  • الحروف المهموسة: السين.

أخطاء شائعة في لفظ الحروف الطرفية

يقع العديد من المتعلمين للغة العربية في أخطاء عند نطق الحروف الطرفية. من بين هذه الأخطاء الشائعة:

  • الصاد: فقدان صفة الهمس بسبب تأثرها بحرف مجهور مجاور في الكلمة، مثل نطق “أصدق” كـ “أزدق”. أيضًا، قد يحدث فقدان لصفة الإطباق وتحويلها إلى السين.
  • السين: استبدال السين بالصاد نتيجة مجاورة حرف مفخم في الكلمة، مما يجعل السين تكتسب صفة الإطباق وتتحول إلى الصاد. أمثلة: نطق “أقسط” كـ “أقصط” أو “قاس” كـ “قاص”.
  • الزاي: فقدان الجهر واستبدالها بالسين (حرف مهموس من نفس المخرج)، مثل نطق “كنزتم” كـ “كنستم”.

المراجع

  1. محمد الشوبكي (2015)،”شرح مخارج الحروف”،الألوكة، تم الاطلاع عليه بتاريخ 15/1/2022.
  2. (2019)،”الحروف الأسلية”،مجلة أوراق ثقافية، تم الاطلاع عليه بتاريخ 15/1/2022.
  3. (2019)،”الحروف الأسلية”،أوراق ثقافية، تم الاطلاع عليه بتاريخ 16/1/2022.
  4. (2012)،”الجهر والهمس”،مدونة قرآنيات، تم الاطلاع عليه بتاريخ 15/1/2022.
  5. سهام وليد (2019)،”الحروف الاسلية “،أوراق ثقافية، تم الاطلاع عليه بتاريخ 15/1/2022.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نزاعات قبل الإسلام: نظرة على أبرز المعارك

المقال التالي

الحروف الصامتة في القرآن الكريم: دراسة تحليلية

مقالات مشابهة