جدول المحتويات
مقدمة عن الحرب العالمية الثانية
تُعتبر الحرب العالمية الثانية نزاعًا دوليًا واسع النطاق، بدأ في الأول من سبتمبر عام 1939 واستمر حتى الثاني من سبتمبر عام 1945. هي الحرب الأوسع والأكثر فتكًا في تاريخ البشرية. انخرطت فيها غالبية دول العالم، وتشكلت خلالها تحالفات رئيسية عرفت بدول المحور وقوات الحلفاء. تجاوز عدد المشاركين في هذه الحرب المئة مليون شخص. تميزت الحرب بمستوى الدمار الهائل الذي خلفته، فضلًا عن استخدام الأسلحة النووية في مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين. تشير التقديرات إلى أن الحرب أودت بحياة ما يزيد عن 85 مليون شخص، غالبيتهم من المدنيين.
التسلسل الزمني لأحداث الحرب
كانت اليابان تسعى للتوسع في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، ولهذا أعلنت الحرب على الصين في عام 1937. ومع ذلك، تعتبر بداية الحرب العالمية الثانية الفعلية في عام 1939، عندما غزت ألمانيا بولندا، مما دفع بريطانيا وفرنسا إلى إعلان الحرب على ألمانيا.
بين عامي 1939 و 1941، تمكنت ألمانيا من السيطرة على مناطق واسعة في أوروبا، وتحالفت مع اليابان وإيطاليا لتشكيل دول المحور. كما اتفقت مع الاتحاد السوفيتي على تقسيم مناطق النفوذ في بولندا وفنلندا ودول البلطيق ورومانيا. استمرت المواجهات بين دول المحور وقوات التحالف (بريطانيا ودول الكومنولث)، وشملت هذه المواجهات عمليات في شرق إفريقيا، وحملة البلقان، وقصف لندن، وحرب المحيط الأطلسي.
في عام 1941، شنت دول المحور هجومًا على الاتحاد السوفيتي (عملية بارباروسا)، مما أدى إلى تصاعد الصراع في أوروبا الشرقية. وفي نفس العام، قامت اليابان بضرب ميناء بيرل هاربر ومهاجمة منطقة ملايا التابعة لبريطانيا.
في عام 1942، تلقت اليابان هزيمة في معركة ميدواي أمام الولايات المتحدة، مما أوقف تقدم دول المحور. كما خسرت ألمانيا في معركة العلمين في شمال إفريقيا وفي معركة ستالينغراد أمام الاتحاد السوفيتي.
في عام 1943، تكبدت ألمانيا سلسلة من الهزائم على الجبهة الشرقية، وقامت قوات التحالف بغزو صقلية الإيطالية، مما أدى إلى استسلام إيطاليا.
في عام 1944، استعاد الاتحاد السوفيتي جميع أراضيه المحتلة، وتمكنت قوات التحالف من تحرير فرنسا (إنزال نورماندي) وغزو ألمانيا في عام 1945. وفي نفس العام، ألقت الولايات المتحدة قنابل ذرية على اليابان، مما أدى إلى استسلام دول المحور وانتهاء الحرب.
الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرب
هناك عدة عوامل ساهمت في اندلاع الحرب العالمية الثانية، من بينها:
- معاهدة فيرساي: فرضت هذه المعاهدة شروطًا قاسية على الدول المهزومة في الحرب العالمية الأولى، وخاصة ألمانيا، مما أدى إلى استياء واسع النطاق ورغبة في الانتقام. خسرت ألمانيا بموجب هذه المعاهدة 12.5% من أراضيها، و15% من إنتاجها الزراعي، و12% من سكانها، و74% من إنتاج الحديد، بالإضافة إلى التزامات بدفع تعويضات باهظة لدول الحلفاء.
- الأزمة الاقتصادية العالمية (1929): أدت الأزمة الاقتصادية إلى صعود الأنظمة الديكتاتورية في بعض الدول، والتي انتهجت سياسات حمائية وفرضت قيودًا تجارية على المستعمرات والأسواق الخارجية.
- توسع ألمانيا: تحت قيادة أدولف هتلر، بدأت ألمانيا في نقض بنود معاهدة فيرساي وإعادة التسلح وفرض التجنيد الإجباري، بهدف استعادة المناطق التي خسرتها والتوسع في أوروبا.
حصاد الحرب: النتائج والتداعيات
خلفت الحرب العالمية الثانية آثارًا عميقة على العالم، شملت تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة.
الآثار السياسية للحرب
تسببت الحرب في تحولات جذرية في الخريطة السياسية للعالم، أبرزها:
- صعود قوتين عظميين جديدتين: برزت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كقوتين عظميين مهيمنتين على الساحة الدولية، بينما تراجعت قوة الدول الأوروبية التقليدية مثل بريطانيا وفرنسا.
- انقسام العالم إلى كتلتين: تشكلت كتلتان متنافستان، الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة والكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي، مما أدى إلى فترة من التوتر الشديد عرفت باسم الحرب الباردة.
- إعادة رسم الحدود الأوروبية: استعادت معظم الدول الأوروبية حدودها القديمة، باستثناء بولندا التي شهدت تغييرات في حدودها.
- تقسيم ألمانيا: قُسمت ألمانيا إلى دولتين، ألمانيا الشرقية (الشيوعية) وعاصمتها برلين الشرقية، وألمانيا الغربية (الرأسمالية) وعاصمتها بون.
- تأسيس الأمم المتحدة: تم تأسيس منظمة الأمم المتحدة بعد مؤتمر سان فرانسيسكو، بهدف الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وتعزيز التعاون بين الدول.
الخسائر الاقتصادية والبشرية
كانت الخسائر الاقتصادية والبشرية للحرب العالمية الثانية هائلة، حيث:
- دُمرت العديد من المدن بشكل كامل، مما أدى إلى نزوح الملايين.
- قُتل ما يزيد عن 80 مليون شخص، غالبيتهم من المدنيين.
- انهار الاقتصاد الأوروبي، وبلغت نسبة التراجع الاقتصادي حوالي 70%.