جدول المحتويات:
مقدمة عن الجودة في العمل
تعتبر الجودة في العمل صفة أساسية في الدين الإسلامي، وتتجلى في الحرص على إنجاز المهام والمسؤوليات بأفضل صورة ممكنة. يشمل ذلك التفاني في أداء العبادات والواجبات الدينية، وكذلك إتقان الأعمال الدنيوية والحياتية. إن الجودة ليست مجرد مهارة، بل هي قيمة إسلامية رفيعة تعكس التزام الفرد بتقديم أفضل ما لديه في كل ما يقوم به.
وقد حثنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على الجودة، حيث قال:
إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ
[١]،[٢].
فالجودة في العمل تتجلى في نية صادقة لله تعالى، والالتزام بالسنة النبوية، وتجنب الرياء والبدع في جميع الأعمال، سواء كانت أعمال بر وتقوى، أو عبادات وصلوات، أو غيرها من الأعمال الصالحة.
عوامل مساعدة على تحقيق الجودة
هناك عدة عوامل يمكن أن تساعد الفرد على تحقيق الجودة في العمل، ومن أهمها:
- استشعار مراقبة الله: أن يكون الفرد على وعي دائم بأن الله يراقب جميع أعماله، مما يدفعه إلى بذل قصارى جهده في كل ما يقوم به.
- الإخلاص لله: أن يكون الدافع وراء العمل هو رضا الله تعالى، وليس الشهرة أو المصلحة الشخصية. الإخلاص هو جوهر الجودة وأساس النجاح.
- التخطيط الجيد: وضع خطة واضحة ومفصلة للعمل، تحدد الأهداف والخطوات اللازمة لتحقيقها.
- التدريب والتطوير: السعي المستمر لتطوير المهارات والمعارف اللازمة لأداء العمل بأفضل طريقة ممكنة.
النتائج الإيجابية للجودة
يترتب على الجودة في العمل آثار إيجابية متعددة، تشمل الفرد والمجتمع، ومن أهم هذه الآثار:
- تقدم المجتمع وازدهاره: عندما يحرص كل فرد على الجودة في عمله، فإن ذلك يؤدي إلى تحسين مستوى الإنتاجية والكفاءة، وبالتالي إلى تقدم المجتمع وازدهاره.
- تحسين الأوضاع: الجودة في العمل تساهم في إصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع، وتوفير حياة كريمة لجميع أفراده.
- تحويل القيم السلبية إلى إيجابية: الجودة في العمل تساهم في تغيير القيم السلبية مثل الكسل والفشل إلى قيم إيجابية مثل النشاط والإنتاجية والإبداع.
- كسب محبة الناس: عندما يرى الناس أن الفرد يتقن عمله ويبذل فيه جهداً كبيراً، فإنهم يحبونه ويقدرونه.
- نيل محبة الله تعالى: الله تعالى يحب المتقنين في أعمالهم، ويكافئهم على ذلك في الدنيا والآخرة.
وقد عبر الشاعر أحمد شوقي عن أهمية الجودة في العمل بقوله:
أيُّها العمَّال، أفنُوا الْعُمْر كدًّا واكتسابَا
واعمُروا الأرض فلولاسعيُكمْ أمستْ يَبَابَا
أتقِنوا يُحببْكمُ اللهُويرفعْكمْ جنابَا
إن للمتقنِ عند اللهِوالناسِ الثوابَا
أهمية الجودة في الحياة
العمل هو نعمة من نعم الله تعالى على عباده، ويتطلب هذا العمل مهما كان نوعه الجودة والإتقان. العمل ليس مجرد مجموعة من المهام الشاقة، بل هو عنصر أساسي في حياة كل فرد. فالعمل يساعد على التخلص من الفراغ، وينقل الفرد من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ، ويعمل على اكتشاف الذات والمواهب والقدرات. بالإضافة إلى ذلك، يلعب العمل دوراً هاماً في تحسين الأوضاع والبيئة إلى الأفضل.
لذا، يجب على كل فرد أن يسعى للعثور على عمل يناسبه، وأن يهتم به ويتقنه. يجب أن نتذكر دائماً أن الأعمال المنجزة بالجودة هي المفتاح الذي يقود إلى فرص مهنية مهمة وأكبر من التوقعات. إن التفاني في العمل والحرص على الجودة هما أساس النجاح والتقدم في الحياة.
المصادر
- رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1880، حسن.
- محمد بن محَّه غويدي،”إتقان العمل”،www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019، بتصرّف.
- أب”إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه – الساعة البيولوجية.”،www.nabulsi.com، 18-10-1991، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019. بتصرّف.
- د. شريف فوزي سلطان (9-5-2017)،”الإتقان والإحسان في العمل”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019. بتصرّف.
- أبأسامة طبش (10-7-2017)،”إتقان العمل”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019. بتصرّف.
- “العمل مفتاح الحياة”،www.articles.islamweb.net، 23-2-2012، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019. بتصرّف.