فهرس المحتويات
المبحث | الرابط |
---|---|
جوهر الثقافة: تعريفها وامتداداتها | الانتقال إلى المبحث |
أوجه استخدام مفهوم الثقافة | الانتقال إلى المبحث |
العلم: رحلة في سبر أغوار المعرفة | الانتقال إلى المبحث |
جوهر الثقافة: تعريفها وامتداداتها
تُعرف الثقافة بأنها صقلٌ للنفس، وفطانةٌ، ومنطقٌ. وهي كلمةٌ عربيةٌ أصيلة، وردت في المعاجم بمعنى الحذق والخفة والفطنة. وقد ارتبط مصطلح “مثقف” بالقلم المبري، لأن المثقف يسعى باستمرار لاكتساب معارف جديدة. يتجاوز مفهوم الثقافة مجرد مجموعة أفكار، بل هو نمطٌ شاملٌ من السلوك يحدد مسار الحياة، ويُعبر عن التطور الفكري والأدبي والاجتماعي للفرد والمجتمع على حد سواء.
تُشكل الثقافة هوية المجتمع، بما تحويه من قيم، وعقائد، ومبادئ، ولغة، وسلوكيات، وقوانين، ومقدسات، وتجارب فريدة. فهي مزيجٌ من العقائد، والمعارف، والأخلاق، والفنون، والعادات، مما يُميز كل مجتمع عن الآخر.
أوجه استخدام مفهوم الثقافة
يستخدم مصطلح “الثقافة” للتعبير عن معانٍ متعددة، منها: التذوق الرفيع للفنون الجميلة والعلوم الإنسانية، ما يُعطي الثقافة قيمتها العالية. كما تُشير إلى نمطٍ شاملٍ من المعرفة الإنسانية، بما يشمل السلوكيات والمعتقدات القائمة على التعليم الاجتماعي والتفكير الرمزي. ويُستخدم أيضاً للإشارة إلى أهداف وقيم وممارسات مشتركة تميز جماعة أو مؤسسة أو منظمة معينة.
ظهر مفهوم الثقافة في أوروبا بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مرتبطاً في البداية بالتحسين والاستصلاح، ثم تطوّر ليشمل تطوير المهارات الفردية عبر التربية والتعليم، والسعي نحو التنمية الروحية والعقلية لتحقيق الرخاء على المستوى القومي. وفي منتصف القرن التاسع عشر، أصبح يشير إلى قدرات الفرد على المستوى العالمي.
العلم: رحلة في سبر أغوار المعرفة
يمثل العلم معرفة الإنسان المتشكلة من خلال الملاحظة الدقيقة للظواهر الطبيعية والإنسانية، وتدوين الملاحظات والفرضيات، وإجراء التجارب، والتحليل المنطقي للتنبؤ بالأحداث أو تفسيرها. غالباً ما تحاول النظريات العلمية صياغة الظواهر الطبيعية رياضياً، من خلال وضع قوانين رياضية. وتتكون المعرفة العلمية من خلال تطبيق إجراءات دقيقة كالتجريب، والرصد، والتحليل النقدي.
لا يُعتبر أي توجه علمياً إلا بتطبيقه للمنهج العلمي، بما في ذلك تكوين فرضية قابلة للاختبار، وفحصها من خلال التجارب والملاحظات والتحليل النقدي. كلما خضعت الفرضية لفحوصات أكثر، وحافظت على منطقيتها وقابليتها للتطبيق، زادت مصداقيتها وقربها من الحقيقة. وهكذا تتشكل النظريات العلمية، مع مراعاة إمكانية ظهور ملاحظات جديدة قد تُعدّل أو تُدحض هذه النظريات.