مقدمة
تعتبر الأضحية من الشعائر الإسلامية العظيمة التي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وللأضحية فضل عظيم وثواب جزيل، وهي تذكير بقصة إبراهيم عليه السلام واستسلامه لأمر الله. ومن الأمور الهامة المتعلقة بالأضحية هو معرفة التوقيت الشرعي لذبحها، لكي تكون مقبولة عند الله وموافقة للسنة النبوية.
الموعد المحدد للأضحية
عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سَمِعْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَخْطُبُ، فَقالَ: إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ فمَن فَعَلَ فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا).
يفهم من الحديث الشريف أن وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد الانتهاء من صلاة العيد وخطبة العيد، سواء صلى المضحي أم لم يصل، وسواء ذبح الإمام أم لم يذبح، وهذا الحكم يشمل أهل القرى والمدن على حد سواء. فالمعيار هو الانتهاء من صلاة العيد.
استفسارات وإجابات حول وقت الأضحية
هنا نورد بعض الأسئلة الشائعة التي تتعلق بتوقيت ذبح الأضحية، مع إجابات مختصرة ومفيدة:
هل يجوز ذبح الأضحية قبل طلوع فجر يوم العيد؟
لا يجوز ذبح الأضحية قبل طلوع فجر يوم النحر، لأن ذلك مخالف للسنة النبوية.
هل يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة العيد؟
لا يجوز الذبح قبل صلاة العيد، وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق.
متى يبدأ وقت الأضحية تحديداً؟
يبدأ وقت الأضحية بعد صلاة العيد مباشرة، ويستمر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق.
ما هو حكم الأضحية في المناطق التي لا تقام بها صلاة العيد؟
في المناطق التي لا تقام بها صلاة العيد، يبدأ وقت الأضحية بعد مرور مقدار الوقت الذي تستغرقه صلاة العيد عادة، أي بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح.
متى ينتهي وقت الأضحية؟
اختلف الفقهاء في هذه المسألة على قولين: بعضهم يرى أن وقت الأضحية يستمر إلى آخر أيام التشريق (اليوم الرابع من أيام العيد)، بينما يرى جمهور الفقهاء أن أيام الأضحية هي يوم العيد وثلاثة أيام التشريق فقط، ولا يجوز الذبح بعد ذلك.
هل يجوز ذبح الأضحية ليلاً؟
اختلف الفقهاء في هذه المسألة، فبعضهم أجاز الذبح ليلاً، وبعضهم كرهه، وبعضهم لم يجزه أصلاً، واعتبره مجرد لحم يقدمه الشخص لأهله.
حكم ما يذبح قبل صلاة العيد
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَحَرَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فإنَّما هو لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأهْلِهِ، ليسَ مِنَ النُّسْكِ في شيءٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ يُقَالُ له أبو بُرْدَةَ بنُ نِيَارٍ: يا رَسولَ اللَّهِ، ذَبَحْتُ وعِندِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِن مُسِنَّةٍ، فَقَالَ: اجْعَلْهُ مَكَانَهُ ولَنْ تُوفِيَ أوْ تَجْزِيَ عن أحَدٍ بَعْدَكَ).
يوضح هذا الحديث النبوي الشريف أن ذبح الأضحية قبل صلاة العيد لا يجزئ ولا يعتبر من النسك، وإنما هو مجرد لحم يقدمه الشخص لأهله. وقد أخبر رجل من الأنصار، وهو أبو بردة بن نيار، النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ذبح قبل الصلاة لعدم علمه بهذا الشرط، ولم يكن لديه سوى جذعة (وهي من الضأن ما أتم ستة أشهر ودخل في السابع) وهي أفضل من مسنة (وهي ما أتم سنة ودخل في الثانية) لكثرة لحمها وجودته. فأجاز له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، ولكنه أخبره بأن هذا الحكم خاص به ولا يجوز لأحد غيره، وذلك لأن الأضحية يجب أن تستوفي الشروط الشرعية، ومنها بلوغ السن المحدد.
آراء العلماء
ذهب بعض العلماء إلى جواز الذبح بعد الانتهاء من صلاة العيد مباشرة وقبل بدء خطبة العيد، ولكن الأفضل هو انتظار الخطبتين خروجاً من الخلاف. ويكفي الانتظار بعد الانتهاء من إحدى الصلوات إذا تعددت الصلوات في المكان الواحد. وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين الأضحية وصلاة العيد في الأحاديث النبوية، ولم يشترط الخطبة. ويرى بعض العلماء أن الخطبة جزء من الصلاة، وبالتالي فإن الانتهاء من الصلاة يشمل الانتهاء من الخطبة.
