التمييز بين تكيس المبايض وأكياس المبيض: نظرة شاملة

الفرق بين تكيس المبايض وأكياس المبيض: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج المختلفة. دليل شامل لفهم الحالتين وكيفية التمييز بينهما.

مقدمة: تكيس المبايض مقابل أكياس المبيض

قد يحدث لبس وخلط بين مصطلحي أكياس المبيض ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات، وذلك بسبب تشابه بعض الأعراض الظاهرة في الحالتين. أكياس المبيض هي عبارة عن أكياس مملوءة بسائل تتكون على سطح المبيض أو داخله. أما متلازمة تكيس المبايض فهي حالة أكثر تعقيدًا تتضمن مجموعة من الأعراض المرتبطة باضطرابات هرمونية محددة.

الفرق الجوهري بين الحالتين هو أن وجود أكياس على المبيض لا يعني بالضرورة الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض. قد تعاني المرأة من عدة أكياس دون أن تكون مصابة بالمتلازمة.

كما أن النساء المصابات بأكياس المبيض لا يواجهن عادة صعوبة في الحمل مقارنة بالنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، حيث تعتبر صعوبة الحمل من الأعراض الشائعة للمتلازمة.

تشير الإحصائيات إلى أن معدل انتشار متلازمة تكيس المبايض يتراوح بين 3 و 10 % بين النساء في سن الإنجاب. بينما يصعب تحديد النسبة الدقيقة لانتشار أكياس المبيض.

اختلاف الأسباب

أسباب متلازمة تكيس المبايض

لا يزال السبب الدقيق للإصابة بمتلازمة تكيس المبايض غير معروف، ولكن هناك عدة عوامل خطر قد تساهم في زيادة احتمالية الإصابة، وتشمل:

  • مقاومة الإنسولين: الإنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس ويساعد على دخول الجلوكوز إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة. عندما تصبح الخلايا مقاومة للإنسولين، يرتفع مستوى السكر في الدم، مما يدفع الجسم إلى إنتاج المزيد من الإنسولين للحفاظ على مستوى السكر ضمن المعدل الطبيعي. هذه الزيادة في الإنسولين قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الهرمونات الذكرية، مما يعيق عملية التبويض.
  • العوامل الوراثية: تلعب الوراثة دورًا في الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
  • الالتهاب المزمن منخفض الدرجة: يعتبر الالتهاب المزمن منخفض الدرجة عاملًا محفزًا لإنتاج الأندروجينات في المبيض، مما قد يؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
  • ارتفاع مستويات الأندروجين: يؤدي الإنتاج المفرط للهرمونات الذكرية (الأندروجينات) إلى ظهور أعراض مثل زيادة نمو الشعر (الشعرانية) وحب الشباب.

أسباب ظهور أكياس المبيض

تتكون معظم أكياس المبيض نتيجة للدورة الشهرية الطبيعية، حيث ينتج المبيض كيسًا واحدًا شهريًا. هذه الأكياس قد تكون كيس جرابي أو كيس الجسم الأصفر. أكياس المبيض شائعة بين النساء اللاتي لديهن دورات شهرية منتظمة، وأقل شيوعًا بعد انقطاع الطمث.

قد لا تكتشف المرأة وجود كيس على المبيض إلا إذا تسبب في ظهور أعراض نتيجة زيادة حجمه أو تكوّن عدة أكياس. تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا لأكياس المبيض:

  • المشاكل الهرمونية: قد تؤدي الاضطرابات الهرمونية أو الأدوية الهرمونية المستخدمة لتحفيز التبويض إلى ظهور الأكياس الوظيفية (الكيس الجريبي وكيس الجسم الأصفر). عادة ما تختفي هذه الأكياس من تلقاء نفسها.
  • بطانة الرحم المهاجرة: قد يؤدي التصاق نسيج بطانة الرحم المهاجرة بالمبيض إلى تكوّن أكياس تعرف بالورم البطاني الرحمي، والتي قد تسبب الألم أثناء الجماع والدورة الشهرية.
  • الحمل: يتكون كيس المبيض بشكل طبيعي في المراحل المبكرة من الحمل لدعم الحمل حتى تتكون المشيمة. قد يستمر هذا الكيس في بعض الحالات حتى المراحل المتأخرة من الحمل ويتطلب إزالته.
  • عدوى شديدة في الحوض: قد تنتشر العدوى الشديدة في الحوض إلى المبيضين وقناتي فالوب وتؤدي إلى تكوّن الأكياس.

تباين الأعراض

أعراض متلازمة تكيس المبايض

تشمل أبرز الأعراض التي قد تظهر لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض:

  • غياب الدورة الشهرية، أو عدم انتظامها، أو قلة النزيف الشهري.
  • الشعرانية (نمو الشعر الزائد في مناطق غير معتادة).
  • زيادة الوزن، خاصة حول منطقة البطن.
  • ظهور حب الشباب أو البشرة الدهنية.
  • ظهور بقع جلدية داكنة أو سميكة على الجزء الخلفي من الرقبة، والإبط، وتحت الثديين.
  • ترقق شعر الرأس أو الصلع الذكوري.
  • ظهور زوائد جلدية صغيرة على الرقبة أو الإبط.
  • العقم.

أعراض أكياس المبيض

غالبًا ما تكون أكياس المبيض صغيرة ولا تسبب أعراضًا. قد يتم اكتشافها خلال فحص الحوض الروتيني. في حال ظهور أعراض، قد تشمل:

  • التورم والشعور بالضغط في منطقة وجود الكيس.
  • حدوث النزيف.
  • الشعور بالألم أو الانزعاج في منطقة أسفل البطن.
  • الشعور بالألم خلال الجماع.
  • الحاجة الملحة للتبول أو التبول المتكرر.
  • صعوبة التبرز أو الشعور بالضغط في المستقيم.
  • الانتفاخ في البطن.
  • المعاناة من عسر الهضم، أو حرقة المعدة، أو الشعور بالامتلاء الشديد بعد تناول الطعام.
  • تغيرات في نمط الدورة الشهرية أو دورات شهرية مؤلمة (عدم انتظام الدورة الشهرية لا يرتبط عادة بأكياس المبيض).

تنوع طرق العلاج

علاج متلازمة تكيس المبايض

يعتمد علاج متلازمة تكيس المبايض على الأعراض التي تعاني منها المرأة. قد تشمل الخيارات العلاجية:

  • تغيير نمط الحياة: اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
  • إنقاص الوزن: حتى فقدان كمية صغيرة من الوزن يمكن أن يحسن الحالة الصحية ويزيد من فعالية الأدوية.
  • العلاج الطبي: قد يصف الطبيب أدوية هرمونية أو غيرها من الأدوية لعلاج الأعراض.

علاج أكياس المبيض

تختفي معظم أكياس المبيض من تلقاء نفسها. إذا كان العلاج ضروريًا، فإنه يعتمد على:

  • حجم وشكل الكيس.
  • الأعراض التي تعاني منها المرأة.
  • ما إذا كانت المرأة قد وصلت إلى سن انقطاع الطمث أم لا.

قد يصف الطبيب أدوية تحتوي على هرمونات (مثل حبوب منع الحمل) لمنع تكوين الأكياس الوظيفية. في الحالات الأكثر خطورة، قد تتم إزالة الأكياس جراحيًا، خاصة إذا كانت كبيرة أو يُشتبه في كونها سرطانية.

كيف يفرق الأطباء بين الحالتين؟

لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص متلازمة تكيس المبايض بشكل قاطع. ومع ذلك، يمكن للأطباء استخدام مجموعة من الإجراءات والفحوصات لتشخيص الحالة. تشمل هذه:

  • التاريخ الطبي: يسأل الطبيب عن الدورة الشهرية للمرأة وتاريخها الطبي.
  • الفحص البدني: للبحث عن علامات وأعراض متلازمة تكيس المبايض، مثل نمو الشعر الزائد وحب الشباب.
  • فحص الحوض: لفحص الأعضاء التناسلية بحثًا عن أي تشوهات.
  • فحوصات الدم: لقياس مستويات الهرمونات واستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: للتحقق من مظهر المبيضين وسماكة بطانة الرحم.

لتشخيص أكياس المبيض، قد يقوم الطبيب بما يلي:

  • فحص الحوض: لفحص الأعضاء التناسلية.
  • فحوصات الدم: لقياس مستويات الهرمونات.
  • تنظير البطن:للفحص المباشر للأعضاء التناسلية وتجويف الحوض
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: لإنشاء صورة مفصلة للمنطقة.
  • الخزعة: في حالات نادرة، قد يتم أخذ عينة من المبيض وفحصها بحثًا عن الخلايا السرطانية.

المراجع

سيتم إضافة المراجع هنا لاحقًا.

Total
0
Shares
المقال السابق

تركيبة الجسم البشري ووظائفه

المقال التالي

تأثير تكيس المبايض على الإنجاب والسبل المتاحة

مقالات مشابهة