التمييز بين اكتساب المعرفة ونقلها: نظرة شاملة

استكشاف الفرق الجوهري بين اكتساب المعرفة ونقلها. فهم أعمق لعمليتي التعلّم والتعليم، وعلاقتهما المتبادلة، وكيفية تحقيق أقصى استفادة من كليهما.

نظرة عامة

تحتوي العملية التربوية على العديد من المصطلحات الأساسية، مثل إيصال المعرفة، واكتسابها، والتّدريس. غالبًا ما يتم استخدام هذه المصطلحات بشكل غير دقيق، مما يؤدي إلى الخلط بين معانيها الحقيقية. في هذا المقال، سنوضح الفروق الدقيقة بين اكتساب المعرفة ونقلها، مع تسليط الضوء على أهمية كل منهما في العملية التعليمية.

جوهر عملية إيصال المعرفة

عملية إيصال المعرفة هي تفاعل ديناميكي يتم فيه نقل الخبرات والمعلومات من ذهن المُعلِّم إلى ذهن المُتعلِّم. إنها عملية مُوجهة تهدف إلى توصيل المعلومات بشكل مباشر وفعال إلى المُتعلِّم.

إيصال المعرفة لا يقتصر على وقت محدد. على سبيل المثال، عند تعليم قيادة السيارات، ينقل المدرب خبرته ومهاراته إلى المتدرب. تنتهي هذه المرحلة عندما يتقن المتدرب عملية القيادة، وقد يحتاج إلى وقت إضافي لتحقيق ذلك.

جوهر عملية اكتساب المعرفة

اكتساب المعرفة هو جهد شخصي يبذله الفرد لاكتساب المعلومات والخبرات والمعرفة، مما يمكنه من أداء مهمة معينة. هنا، يكون هدف المُتعلِّم هو اكتساب المعرفة من خلال البحث عن الأدوات والموارد المناسبة مثل المدارس والمعاهد والكتب والإنترنت والتدريب وغيرها. بمعنى آخر، هناك علاقة قوية بين اكتساب المعرفة وعملية إيصال المعرفة.

مقارنة بين عمليتي التعلّم والتعليم

الشخص الذي يكتسب المعرفة يُسمى المُتعلِّم، وتنمو خبرته ومعرفته تدريجيًا. أما الشخص الذي ينقل المعرفة فيُسمى المُعلِّم، ويمتلك قدرًا كبيرًا من المعرفة والعلم.

لا يتحقق اكتساب المعرفة إلا من خلال إيصالها. عندما تتوفر عملية إيصال المعرفة، يحدث اكتسابها. ومن خلال إيصال المعرفة، يتم صقل مهارات المُتعلِّم. من الضروري قياس أداء المُتعلِّم قبل وبعد عملية إيصال المعرفة.

تعتمد عملية إيصال المعرفة على عدة عناصر، بما في ذلك الهدف من إيصال المعرفة، وعرض خبرات المُتعلِّم التي اكتسبها من خلال الاستماع والتلقي والحفظ لتثبيت المعلومة. يتحمل المُعلِّم مسؤولية إرسال المعلومات، بينما يتحمل المُتعلِّم مسؤولية استقبالها وتحليلها.

يصبح اكتساب المعرفة هدفًا لتحقيق غاية معينة، بينما إيصال المعرفة هو وسيلة لتحقيق هذا الهدف. لولا إيصال المعرفة، لما تحقق اكتسابها.

الفرق واضح: إيصال المعرفة هو مشروع إنساني يهدف إلى تمكين المُتعلِّم من تغيير سلوكه وإدراكه، واكتساب مهارات جديدة، وتوسيع آفاقه.

يحدث اكتساب المعرفة داخل المدارس والجامعات أو أي مكان تتوفر فيه الشروط الأساسية لعملية إيصال المعرفة. تعتمد عملية اكتساب المعرفة على دور المُعلِّم في كيفية توصيل المعلومات والخبرات بشكل صحيح. إذا فشل المُعلِّم في مهمته، تفشل عملية إيصال المعرفة، ويفشل المُتعلِّم في اكتساب المعرفة، والعكس صحيح. هناك علاقة وثيقة بينهما، حيث ينجح أحدهما بنجاح الآخر.

حديثًا، ظهر ما يُعرف بالتعليم الإلكتروني أو التعلّم عن بعد، حيث يعتمد المُتعلِّم على خبراته السابقة في إدارة تعليمه، وعلى الحاسوب في نقل واكتساب المعرفة وتنمية المهارات.

خلاصة القول

التعلّم والتعليم عمليتان متكاملتان تهدفان إلى تطوير الفرد والمجتمع. فهم الفرق بينهما يساعد على تحسين العملية التعليمية وتحقيق أقصى استفادة منها.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الفارق بين الكلام الواقعي والكلام البلاغي

المقال التالي

تمييز المفاهيم: الاستيعاب، والتلقين، والإرشاد

مقالات مشابهة