مقدمة
يضم عالم الأعمال مجموعة واسعة من التخصصات الإدارية، بما في ذلك العلاقات العامة، والشؤون المالية، والاقتصاد، والمحاسبة، والترويج، والموارد البشرية، والعمليات اللوجستية. عند دراسة الروابط بين هذه التخصصات، يتضح أنها متصلة بشكل وثيق. وعند التركيز على العلاقة بين قيادة المشاريع والترويج، تظهر أوجه التشابه والتباين. يسلط الترويج الضوء على العلامة التجارية لمنتج أو مؤسسة، ويعرض خدماتها ومنتجاتها، بينما تركز قيادة المشاريع على إدارة وتنظيم قسم التشغيل للمؤسسة أو العلامة التجارية، ومتابعة شؤونها الإدارية بشكل عام.
الترابط بين قيادة المشاريع و الترويج
إن العلاقة بين قيادة المشاريع والترويج هي علاقة تكاملية وثيقة. تكمل مسؤوليات الترويج مسؤوليات قيادة المشاريع، وكلاهما يعتبران عنصرين أساسيين للتشغيل الناجح للشركة. ترتبط هذه المسؤوليات بالأداء السلس والربحية للأعمال التجارية. يساعد الترويج على الإعلان عن خدمات الشركة أو المنظمة، والمنتجات التي تنتجها، والترويج لها وبيعها، بينما تتأكد الإدارة من جاهزية الأقسام وكفاءة عملها وأدائها، وتوفير الأدوات والمواد اللازمة للموظفين لضمان جودة المخرجات، والتأكد من وجود الكفاءات المناسبة في الأماكن المناسبة.
التباين بين قيادة المشاريع و الترويج
فيما يلي توضيح لأوجه التباين بين قيادة المشاريع والترويج:
نظرة في قيادة المشاريع
تُعرف قيادة المشاريع بأنها أداء أو إدارة العمليات التجارية وصنع القرارات، والتنظيم الفعال للأفراد والموارد الأخرى لتوجيه الأنشطة نحو الأهداف والغايات المشتركة. تهتم قيادة المشاريع بشكل عام بوظيفة الإدارة العامة، وكذلك الخدمات المالية والمحاسبية، وشؤون الموظفين وخدمات نظم المعلومات الإدارية المرتبطة بها. تشير الإدارة إلى الأداء الوظيفي والتشغيلي للمهام المكتبية الروتينية، وعادة ما تكون توجيهاتها داخلية وتفاعلية وليست استباقية، حيث يشارك المسؤولون كافة في مجموعة مشتركة من الوظائف المتعددة لتحقيق أهداف المنظمة أو المنشأة. وحسبما وصفه رجل الأعمال هنري فايول فإن عناصر أو مهام قيادة المشاريع الأساسية هي: التخطيط والتنظيم والطلب والتنسيق والمتابعة.
ولا بد من تضمين عنصر المخرجات في الإدارة، والذي يشتمل على جميع العمليات التي تشكل المنتج الذي تبيعه الشركة، أو الخدمة التي تقدمها المنشأة. تجدر الإشارة إلى أن الإدارة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجوانب الفنية والتشغيلية للشركة أو المنظمة، وتميزها عن الوظائف التنفيذية أو الاستراتيجية.
أما فيما يتعلق بدراسة قيادة المشاريع أكاديميًا، فعندما يقرر الطالب دراسة هذا التخصص في الجامعة، فإنه يحتاج إلى فترة تتراوح بين 3-4 سنوات دراسية على الأقل. يتم خلالها تدريس العديد من المقررات التي تكسب الطالب معرفة واسعة بالجوانب الوظيفية للشركات وترابطها. تهدف الدراسة أيضًا إلى تطوير المهارات العملية والإدارية ومهارات الاتصال لدى الطالب، وتمكينه من اتخاذ القرارات التجارية للنجاح في العالم التنافسي والتجاري. يحتوي التخصص على العديد من البرامج التدريبية والخبرة العملية، على شكل دراسات حالة، وعروض تقديمية، وتدريب ميداني، وزيارات للشركات، والتفاعل مع الخبراء من الإداريين والخبراء في مجال الأعمال.
نظرة في الترويج
يُعرّف الترويج بأنه فن الترويج والبيع، وكيفية تقديم وعرض المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة أو المؤسسة بصورة تجذب انتباه المستهلكين والعملاء، وذلك لجذب الزبائن الجدد إلى السلعة أو الخدمة. مصطلح الترويج مشتق من كلمة السوق، وهو تعريف أساسي لأهمية هذا العلم والمجال الذي يضم مجموعة واسعة من العمليات والأنشطة المختلفة. وتشمل هذه العمليات تحديد الفئة المستهدفة من الزبائن، ودراسة السوق، ودراسة احتياجات وطلبات الفئة المستهدفة ومعرفة رغباتهم، والعمل على تحقيقها، وتحديد الأسعار التنافسية، مع ضمان أن تكون الأفضل بين السلع المنافسة مع تلبية ذات الغرض وضمان الجودة للخدمات والمنتجات المقدمة، وتحقيق الأهداف المطلوبة.
التسويق عملية شاملة تختص بدراسة كافة المجالات لتحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في اكتساب الميزة التنافسية للشركة أو المؤسسة محليًا أو عالميًا، كما هو الحال في الشركات والمنظمات الكبرى التي تعمل على مستوى دولي وعالمي. دراسة تخصص الترويج في الجامعة تستغرق ما لا يقل عن 3 سنوات ونصف، ويسلط التخصص الضوء على علم المبيعات والاتصالات، وأبحاث الترويج والعلاقات العامة وغير ذلك الكثير. يمكن للطلاب التعرف على كل خطوة في الترويج من خلال دراسة التخصص، والبحث عن الفئة المستهدفة للمنتج أو الخدمة إلى الشراء النهائي من قبل تلك الفئة المستهدفة. من خلال فهم العملية الكاملة للترويج، سيصبح الطلاب متخصصي ترويج محترفين.