مقدمة
يُعتبر التقويم أداة أساسية لتنظيم الوقت وتحديد الأحداث والمناسبات عبر التاريخ. يبرز في هذا السياق تقويمان رئيسيان: التقويم الهجري والتقويم الميلادي. لكل منهما خصوصياته ومميزاته التي تميزه عن الآخر، سواء من حيث الأصل أو طريقة الحساب أو الاستخدامات. يهدف هذا المقال إلى تقديم مقارنة شاملة بين هذين التقويمين، مع إبراز أوجه التشابه والاختلاف بينهما، وتسليط الضوء على أهم الأحداث والمناسبات التي يعتمد عليها كل تقويم.
نظرة مقارنة بين التقويمين
هناك عدة جوانب يمكن من خلالها مقارنة التقويمين الهجري والميلادي، وفيما يلي جدول يلخص أهم هذه الجوانب:
| وجه المقارنة | التقويم الهجري | التقويم الميلادي |
|---|---|---|
| عدد أيام السنة | 354-355 يومًا.[1] | 365 يومًا.[2] |
| عدد أيام الأشهر | 29-30 يومًا.[3] | 28-31 يومًا.[2] |
| عدد أشهر السنة | 12 شهرًا قمريًا.[1] | 12 شهرًا.[2] |
| واضع التقويم | قام عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ثاني الخلفاء الراشدين بوضع التاريخ الهجري.[1] | البابا غريغوريوس الثالث عشر.[4] |
| متى تم وضعه؟ | في عام 17 للهجرة، في السنة الثالثة أو الرابعة من خلافة عمر بن الخطاب.[5] | عام 1582م.[4] |
| بداية التقويم (الحدث الذي تمثله بداية التقويم) | هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة المنورة عام 622 م.[1] | ميلاد المسيح عيسى عليه السلام.[6] |
| لماذا اختير هذا الحدث؟ | لأنّ الهجرة النبوية تُعد نقطة تحول كبيرة في التاريخ الإسلامي وبداية أول مدينة إسلامية.[1] | لتصحيح التقدير الخاطئ لطول السنة الشمسية في نظام التقويم اليولياني (التقويم الروماني) والذي كان بمقدار 11 دقيقة.[4] |
| الدول التي تستخدم هذا التقويم | دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية.[7] | يُستخدم في جميع أنحاء العالم باستثناء بعض الدول التي تستخدم تقويماً خاصاً لأسباب مدنية مثل كوريا الشمالية وتايلاند والتايوان واليابان.[8] |
| أهم الأعياد والأحداث التي تعتمد على التقويم | شهر رمضان، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، والإسراء المعراج، وأيام الحج.[9] | يُستخدم للمناسبات الإدارية والرسمية في الدولة، وفي التخطيطات اليومية من قبل السكان.[8] |
| أسماء أخرى للتقويم | التقويم الإسلامي، التقويم القمري.[10] | التقويم الشمسي، التقويم الغريغوري.[11][4] |
| على ماذا يعتمد ابتداء الشهر؟ | يبدأ الشهر عند رؤية هلال القمر الصاعد وهي مرحلة القمر التي تظهر بعد طور القمر الجديد.[3] | مدة دوران الشمس حول نفسها دورة كاملة.[6] |
| متى يبدأ اليوم؟ | يبدأ اليوم عند غروب الشمس.[1] | يبدأ من الساعة 12:00 صباحًا.[1] |
كما نرى، يختلف التقويم الميلادي عن الهجري في عدة جوانب، منها الحدث المرجعي الذي يمثل بداية التقويم، وكذلك في توقيت بداية اليوم. ومع ذلك، يشتركان في كونهما يتكونان من 12 شهرًا.
أسماء الأشهر في التقويم الهجري
يتكون التقويم الهجري من اثني عشر شهرًا قمريًا، أربعة منها أشهر حرم. يعتمد التقويم الهجري على رؤية الهلال، حيث يبدأ الشهر الجديد بعد رؤية الهلال الجديد بعد غروب الشمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر السابق. إذا لم تتم رؤية الهلال، يتم إضافة يوم إلى الشهر الحالي، ويبدأ الشهر الجديد في اليوم التالي. فيما يلي أسماء الأشهر الهجرية:
- محرّم: وهو أول شهر في التقويم الهجري، وهو أحد أشهر الحرم، وسُمّي بمحرم بمعنى ممنوع لمنع المسلمين من القتال فيه، واليوم العاشر في هذا الشهر هو يوم عاشوراء.[12]
- صفر: وهو من أشهر الحِل، وسُمي بصفر أي فارغ أو خلو، فقد كان العرب يتركون منازلهم فارغة ويذهبون لجمع الطعام.[12]
- ربيع الأول: وهو من أشهر الحِل، وسمي بذلك لأنه يأتي في أول الربيع، وفيه مولد النبوي الشريف.[13]
- ربيع الآخر: وهو من أشهر الحِل، ويُعرف أيضًا بربيع الثاني؛ لأنّه يأتي بعد ربيع الأول أي يدل على موسم الشتاء.[13]
- جمادى الأولى: وهو من أشهر الحِل، واشتق اسمه من كلمة “جمدة”، أي جفاف وجمدة الأرض, ويُقال في رواية أخرى سمي جمادى بسبب تجمّد الماء خلاله.[12][13]
- جمادى الآخرة: وهو من أشهر الحِل، وسُمي بذلك لأنّه يأتي بعد جمادى الأولى.[13]
- رجب: وهو أحد أشهر الحرم، وسُمي برجب لأنّ العرب كانت تُزيل رؤوس رماحها وتمتنع عن القتال لأنّه من الأشهر المحرمة للقتال.[12]
- شعبان: وهو من أشهر الحِل، وسُمي بشعبان أي انفصال أو تفرق، فقد كان الناس يتفرقون طلبًا للماء.[13]
- رمضان: وهو من أشهر الحِل، وسُمي برمضانمن الرمدة أي ارتفاع درجة الحرارة، وهو شهر مقدس أُنزل فيه القرآن الكريم وفيه يصوم المسلمون الشهر كاملًا.[13]
- شوال: وهو من أشهر الحِل، وسُمي بشوال بمعنى الحمل، وفيه تحمل الإبل ويجف حليبها، وأول يوم في الشهر هو أول أيام عيد الفطر.[13]
- ذو القعدة: وهو أحد أشهر الحرم، وسُمي بذلك بمعنى الهدنة أو القعود عن القتال، ففيه تُمنع الحرب والقتال.[12]
- ذو الحجة: وهو أحد أشهر الحرم، وسُمي بذلك لأنّ يُقام فيه الحج حيث يتجمع الحجاج من جميع أنحاء العالم، وفيه يوم عرفة وعيد الأضحى.[12]
أسماء الأشهر في التقويم الميلادي
يتألف التقويم الميلادي من اثني عشر شهرًا، وتعود تسميته إلى ميلاد عيسى -عليه السلام-. فيما يلي ترتيب الأشهر الميلادية مع عدد أيام كل شهر وأصل التسمية:
- يناير: 31 يومًا، سمّي بذلك نسبة إلى جانوس إله الحرب وإله البدايات والنهايات عند الرومان.
- فبراير: 29 يومًا في السنوات الكبيسة؛ و28 يومًا في السنوات غير الكبيسة، وسمّي بذلك نسبةً إلى الفعل فبروار، ومعناه التطهير، حيث كان الرومان يحتفلون بأعياد التطهير من الذنوب.
- مارس: 31 يومًا، وسمّي بذلك نسبةً إلى إله الحرب ماريتيوس عند الرومان.
- أبريل: 30 يومًا، وسمّي بذلك نسبةً إلى إله الجمال والحب وبداية الربيع عند الإغريق، وقيل نسبةً إلى المعبود “أبريل” عند الرومان الذي يتولى تفتح الأزهار.
- مايو: 31 يومًا، وسمّي بذلك نسبةً إلى إله النمو والتكاثر “مايا” عند الرومان.
- يونيو: 30 يومًا، وسمّي بذلك نسبةً إلى آلهة القمر “جونو” عند الرومان.
- يوليو: 31 يومًا، وسمّي بذلك نسبةً إلى قيصر الإمبراطور الروماني يوليوس.
- أغسطس: 31 يومًا، وسمّي بذلك نسبةً إلى الإمبراطور الروماني أوكتافيوس الذي لُقب بأغسطس، وهو ابن القيصر يوليوس بالتبني.
- سبتمبر: 30 يومًا، ومعناه سبعة باللغة اللاتينية عند الرومان.[11]
- أكتوبر: 31 يومًا، ومعناه ثمانية باللغة اللاتينية عند الرومان.[11]
- نوفمبر: 30 يومًا، ومعناه تسعة باللغة اللاتينية عند الرومان.[11]
- ديسمبر: 31 يومًا، ومعناه عشرة باللغة اللاتينية عند الرومان.[11]
تعتمد السنة الميلادية على دوران الشمس دورة كاملة وتبلغ 365 يومًا.
خلاصة
في الختام، يمثل كل من التقويمين الهجري والميلادي نظامًا فريدًا لتنظيم الوقت، ويحمل كل منهما دلالات ثقافية وتاريخية عميقة. بينما يعتمد التقويم الهجري على دورة القمر ويستخدم بشكل رئيسي في العالم الإسلامي لتحديد المناسبات الدينية، يعتمد التقويم الميلادي على دورة الشمس ويستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. فهم الاختلافات بين هذين التقويمين يساعدنا على تقدير التنوع الثقافي والتاريخي في العالم.
