مقدمة عن التمييز
في قواعد اللغة العربية، يُعتبر التمييز اسمًا نكرة يأتي منصوبًا، وظيفته الأساسية هي إزالة الغموض والإبهام عن كلمة أو جملة تسبقه. هذا الاسم يوضح المقصود من الاسم أو الجملة المبهمة، ويمكن اعتباره جوابًا لسؤال يبدأ بـ “لماذا؟”. الاسم الذي يسبق التمييز يُسمى “المُمَيَّز”. وينقسم التمييز إلى نوعين رئيسيين هما: التمييز اللفظي والتمييز الملحوظ.
أقسام التمييز حسب نوع المميز
يتحدد نوع التمييز بناءً على طبيعة المميز، سواء كان مفردًا (يدل على كمية أو عدد محدد) أو جملة (تحتاج إلى توضيح في معناها).
تمييز الذات (المفرد)
يختص هذا النوع من التمييز بتوضيح الإبهام في المميزات التي تدل على:
- الأعداد: مثل “عندي عشرون كتابًا”.
- المقادير: مثل “اشتريت كيلوغرامًا تفاحًا”.
تمييز النسبة (الجملة)
يعمل هذا النوع من التمييز على إزالة الغموض عن الجملة ككل، أو عن العلاقة بين أجزائها. ويمكن أن يكون محولًا أو غير محول.
التمييز اللفظي
التمييز اللفظي، الذي يُعرف أيضًا بتمييز الذات أو تمييز المفرد، يهدف إلى تحديد وتوضيح معنى كلمة مبهمة. غالبًا ما يرتبط هذا النوع من التمييز بالأعداد والمقادير بأنواعها المختلفة مثل الكيل والوزن والمساحة، بالإضافة إلى ما يشبه المقادير.
أمثلة:
- العدد: ﴿عندي عشرون درهماً / لدي خمسون كتاباً﴾ .
- الوزن: اشتريت غراماً ذهباً .
- الكيل: باع الفلاح صاعاً قمحاً .
- المساحة: اشتريت متراً صوفاً .
إعراب تمييز الذات
يأتي تمييز الذات منصوبًا أو مجرورًا بالإضافة أو مجرورًا بحرف الجر “من”:
- النصب: اشتريت قنطارًا قطنًا.
- الجر بالإضافة: اشتريت قنطار شعير.
- الجر بـ “من”: اشتريت قنطارًا من شعير.
تمييز الأعداد يكون منصوبًا دائمًا مع الأعداد من 11 إلى 99، ومجرورًا بالإضافة مع الأعداد الأخرى.
تمييز النسبة
تمييز النسبة، أو التمييز الملحوظ، يهدف إلى إزالة الإبهام عن الجملة بأكملها أو عن العلاقة بين عناصرها. يأتي ليوضح نسبة معينة إلى المميز في الجملة، وحكمه النصب.
أنواعه:
- تمييز النسبة المحول: وهو الذي يزيل إبهام نسبة الفعل إلى الفاعل أو المفعول به أو الخبر إلى المبتدأ. يكون محولًا عن فاعل أو مفعول به أو مبتدأ.
- تمييز النسبة غير المحول: وهو الذي يزيل الإبهام في جمل التعجب، والمدح والذم، وأفعل التفضيل، وكم الاستفهامية، وفاعل كفى. أمثلة:
- ما أعظمك بطلاً.
- قوله تعالى: ﴿أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً﴾ .
- قوله تعالى: ﴿وكفى بالله شهيداً﴾ .
الحكم الإعرابي للتمييز
الأصل في التمييز هو الجر، وذلك لبيان الجنس، والأصل فيه استخدام لفظة “من”، ولكنها تُحذف للاختصار. التمييز يذكر عادةً في باب المنصوبات لأنه في حقيقته “مفعول منه”. يشترط أغلب العلماء في التمييز أن يكون اسمًا جامدًا نكرة، ليشبه الحال في توضيح ما قبله، والحال في الأصل نكرة.
عامل النصب في التمييز هو الفعل أو ما يشبهه، ولا يجوز التمييز على عامله الجامد. يجوز أن يتقدم العامل المتصرف أو يتوسط، مثل: نفساً طاب محمدٌ، طاب نفساً محمدٌ.
المراجع
- الدكتور عاطف فضل ،النحو الوظيفي، صفحة 412.
- الاستاذ الدكتور عبدالفتاح أحمد الحموز ،التمييز فضلةٌ نحوية ذات وظيفة دلالية، صفحة 40.
- الدكتور هادي نهر (2008)،النحو التطبيقي وفقا لمقررات النحو العربي(الطبعة 1)، اربد – عمان :عالم الكتاب الحديث ، صفحة 647، جزء 2.
- الدكتور عاطف فضل ،النحو الوظيفي، صفحة 410.
