التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين: أسبابه ومخاطره

فهرس المحتويات

الحبل السري: وظيفته وأهميته

يُعدّ الحبل السري قناة حيوية تربط بين الأم وجنينها داخل الرحم. وهو مسؤول عن نقل المواد الغذائية والأكسجين من دم الأم إلى الجنين، كما ينقل الفضلات وثاني أكسيد الكربون من الجنين إلى دم الأم ليتم التخلص منها. يُشكل الحبل السري دعمًا للجنين خلال فترة نموه داخل الرحم، فهو لا يستطيع التنفس بمفرده قبل الولادة. ولذلك، فإن قطع الحبل السري لا يتم مباشرة بعد الولادة لإعطاء الجنين وقتًا كافيًا لتكييف نفسه مع التنفس الخارجي.

أهمية الحبل السري تتجلى في دوره المحوري في توفير جميع احتياجات الجنين من عناصر غذائية أساسية كالسكريات، والبروتينات، والدهون، والفيتامينات والمعادن. كما أنه يقوم بنقل الهرمونات المهمة لنمو الجنين وتطوره.

التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين

في نسبة لا بأس بها من حالات الحمل، يحدث أن يلتف الحبل السري حول رقبة الجنين. وذلك عادةً نتيجة لحركة الجنين داخل الرحم. في أغلب الأحيان، لا يُشخّص هذا الالتفاف قبل الولادة إلا في حالات قليلة خلال فحص بالموجات فوق الصوتية. وحتى في الحالات التي يُكتشف فيها الالتفاف، فإنّ خطورة هذه الحالة على الجنين قليلة في الغالب، ولا تُسبب عادةً أضرارًا جسيمة.

يُغطي الحبل السري مادة لزجة تساعد الجنين على الحركة والانزلاق، مما قد يسمح له بتحرير نفسه من الالتفاف حول رقبته. ومع ذلك، قد يسبب قصر الحبل السري صعوبة في تحرير الجنين، مما قد يؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ والقلب، مما يشكل خطورة على حياته.

مخاطر التفاف الحبل السري ومضاعفاته

خلال فترة الحمل، لا يُشكل التفاف الحبل السري خطراً كبيراً ما لم يكن الحبل قصيراً جداً. لكن خطر الاختناق يزداد بشكل كبير خلال الولادة وبعدها مباشرة. فقد يؤدي ضغط الحبل على رقبة الجنين إلى نقص حاد في وصول الأكسجين، مما قد يسبب مضاعفات خطيرة. لذلك، من المهم إجراء فحوصات منتظمة خلال فترة الحمل لمراقبة نبض الجنين وتقييم حالة الأم للتأكد من سلامة الجنين ووضع خطة للولادة.

في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء عملية قيصرية لتجنب أي مضاعفات قد تحدث نتيجة التفاف الحبل السري حول رقبة المولود، خاصةً إذا كان الحبل قصيراً أو شديد الالتفاف، أو إذا كانت هناك مؤشرات على نقص في الأكسجين يصل إلى الجنين.

الوقاية من التفاف الحبل السري والتدابير الطبية

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من التفاف الحبل السري، لكن الرعاية الصحية الجيدة و المتابعة المنتظمة مع الطبيب تُعدّ أهم طرق المُساعدة. تُساعد الفحوصات الطبية المنتظمة على رصد أي مشاكل ومراقبة صحة الجنين و الأم بشكل دقيق. يُمكن للطبيب تقديم النصائح و التوجيهات اللازمة للحامل لضمان صحة الجنين.

في حالات الالتفاف، يجب اتباع إرشادات الطبيب بدقة. وذلك لتحديد أفضل طريقة للولادة، والتعامل مع أي مضاعفات قد تظهر. قد يشمل ذلك مراقبة مستمرة لنَبض الجنين، وإجراء عملية قيصرية في بعض الحالات.