التغلب على نقص التغذية: استراتيجيات شاملة

دليل شامل حول كيفية التغلب على نقص التغذية. يشمل العلاج الأولي، معالجة الأسباب الجذرية، المتابعة المنزلية، الرعاية في المستشفى، وإعادة التأهيل الغذائي.

مقدمة حول معالجة نقص التغذية

يمكن إيجاد حل لنقص التغذية من خلال التعاون مع أخصائي تغذية وغيره من الخبراء في هذا المجال، والذين بدورهم يقدمون المساعدة للمريض في اختيار الأطعمة الضرورية لجسمه، بالإضافة إلى ضمان حصوله على كميات كافية من السعرات الحرارية، والبروتينات، والفيتامينات، والمعادن الضرورية. بالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية إلى المكملات الغذائية.

تجدر الإشارة إلى أن علاج نقص التغذية يعتمد على السبب الرئيسي الذي أدى إلى حدوثه، بالإضافة إلى مدى خطورة حالة المريض. بناءً على ذلك، قد يتلقى المريض العلاج في المنزل، أو في مركز صحي متخصص، أو قد يتطلب الأمر العلاج في المستشفى.

الرعاية الأولية

غالباً ما يعاني الأطفال من نقص التغذية بشكل أكبر. عند تشخيص المريض، وخاصة في مرحلة الطفولة، بحالة نقص التغذية، يبدأ الأطباء بالعلاج الأولي، الذي يستمر حتى يستعيد المريض شهيته ويكون قادراً على تناول الطعام. قد تستغرق هذه الفترة من 2 إلى 7 أيام. ومن أهم الأمور التي يحاول الأطباء علاجها خلال هذه الفترة:

  • علاج حالات نقص سكر الدم (بالإنجليزية: Hypoglycaemia) وانخفاض الحرارة (بالإنجليزية: Hypothermia).
  • علاج الجفاف أو منع الإصابة به، واستعادة توازن الكهارل (بالإنجليزية: Electrolyte balance).
  • بدء عملية إطعام الطفل.
  • علاج أي عدوى يعاني منها المريض.
  • تشخيص وعلاج أي مشاكل أخرى يعاني منها المريض، مثل نقص الفيتامينات، أو فقر الدم الشديد، أو فشل القلب.

التعامل مع الأسباب الكامنة وراء نقص التغذية

يجب معالجة السبب الجذري الذي أدى إلى إصابة الشخص بنقص التغذية، بالإضافة إلى توفير تغذية جيدة له. تشمل هذه الأسباب بعض أنواع العدوى، أو القلق، أو أمراض الكبد، أو السرطان، أو المشكلات الهضمية، أو غيرها من الأمراض.

المتابعة في المنزل

يهدف علاج نقص التغذية في المنزل بشكل عام إلى تقليل خطر الإصابة ببعض المضاعفات، مثل العدوى، بالإضافة إلى منع تطور الحالة الذي قد يؤدي إلى دخول الشخص إلى المستشفى. من الجدير بالذكر أن أخصائي التغذية الذي يتابع الحالة سيوصي ببعض التغييرات التي يجب إجراؤها على النظام الغذائي لهذه الحالة، بالإضافة إلى وضع خطة رعاية صحية تتناسب مع الظروف الفردية المحيطة بالمصاب. في الغالب، تتضمن هذه الخطة زيادة تدريجية لمدخول الجسم من السعرات الحرارية، والبروتينات، والسوائل، والكربوهيدرات، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن. يمكنكم قراءة المزيد حول ذلك في قسم “خيارات غذائية سليمة لمرضى نقص التغذية” أدناه.

الرعاية الطبية داخل المستشفى

في بعض الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر متابعة المريض الذي يعاني من نقص التغذية في المستشفى، والتحقق باستمرار من حصوله على احتياجاته من العناصر الغذائية. يتم تزويده بالعناصر الغذائية التي يحتاجها تدريجياً على مدى عدة أيام، كما يمكن تزويده ببعض العناصر الغذائية، مثل البوتاسيوم والكالسيوم، عن طريق الوريد.

قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على تعزيز الشهية لدى بعض الحالات، مثل الحوامل، أو المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيماوي، أو غير ذلك من الحالات التي تحد من الشهية.

إعادة تأهيل المريض

عندما تعود شهية المريض إلى طبيعتها، يبدأ طور إعادة التأهيل (بالإنجليزية: Rehabilitation)، والذي يتضمن تشجيع المريض ودعمه. أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من نقص التغذية، فإنهم يحتاجون إلى البقاء في المستشفى في بداية هذه المرحلة. قد يسمح المختصون بخروجهم من المستشفى عند تحقيقهم الشروط التالية:

  • تناول الطعام بشكل جيد.
  • تحسن حالتهم العقلية والنفسية؛ أي أنهم يبتسمون، ويستجيبون للمؤثرات، ويظهرون اهتماماً بمحيطهم.
  • عودة درجة حرارتهم إلى الوضع الطبيعي (36.5-37.5 درجة سيلسيوس).
  • عدم معاناتهم من الإسهال، أو القيء، أو الوذمة (بالإنجليزية: Edema).
  • اكتساب الوزن.

خيارات غذائية سليمة لمرضى نقص التغذية

من الخيارات الغذائية الصحية التي تساعد على تعزيز المدخول الغذائي من العناصر الغذائية:

المصادر الصحية للسعرات الحرارية:

  • الزيوت؛ كزيت الزيتون، والكانولا (بالإنجليزيّة: Canola)، والفول السودانيّ.
  • المكسرات؛ كاللوز، والكاجو، والجوز، بالإضافة إلى الزبدة المصنوعة من المكسرات؛ كزبدة الفول السودانيّ.
  • الأسماك الدهنية؛ كالسلمون، والتونا، والسردين، وغير ذلك.
  • الأفوكادو والزيتون.
  • المكملات الغذائية، أو مسحوق بروتين مصل اللبن، أو غير ذلك من مساحيق الشراب التي يمكن إضافتها إلى اللبن، والسموذي، وغيرهما؛ لتعزيز النكهة.

مصادر البروتين:

  • اللحوم، والأسماك، والأجبان.
  • البقوليات بأنواعها.
  • الحليب، ومنتجات الألبان.
  • البيض.

قد يوصي الطبيب المختص بتناول أنواع معينة من المكملات الغذائية؛ والتي يمكنها تعزيز كميات السعرات الحرارية والبروتين في الجسم، بالإضافة إلى أنه سيتابع حالة الشخص الذي يعاني من نقص التغذية وستتم مساعدته على الوصول إلى حالة أفضل. من الجدير بالذكر أنه يمكن أيضاً تعزيز المدخول الغذائي للمريض في المنزل، وتخصيص وجبات معينة للذين لا يمتلكون شهية كبيرة للطعام.

قد يلجأ المختصون في بعض الأحيان إلى طرق أخرى للتغذية؛ وذلك عند عدم القدرة على تناول كميات كافية من الأطعمة التي يحتاجها الجسم، ومن هذه الطرق؛ أنبوب التغذية (بالإنجليزيّة: Feeding tube) الذي يستخدم في المستشفيات، ويمكن استخدامه في المنزل أيضاً.

لمحة عن نقص التغذية

يعرف نقص التغذية بأنه حالة معقدة تنتج عن نقصان في كميات البروتين، والسعرات الحرارية، والمغذيات الدقيقة في الجسم؛ وتحديداً هذه العناصر الغذائية لأن الجسم يحتاجها فقط بكميات ضئيلة، ويسبب هذا النقصان أضراراً ملحوظة على وظائف الجسم، وتركيبته، ومخرجاته السريرية.

كيفية التعرف على حالات نقص التغذية

يتم تشخيص حالة نقص التغذية بعدة طرق؛ إذ يمكن القيام بذلك باستخدام الفحص السريري للمريض، كما يمكن حساب مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body mass index)، أو ما يعرف اختصاراً بـ BMI؛ وذلك بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، بالإضافة إلى استخدام محيط منتصف الذراع (بالإنجليزيّة: Mid Arm Circumference)، ويشار إلى أنّ الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 ينبغي عليهم مراجعة الطبيب المختص؛ للتحقق من علامات نقص التغذية، وكذلك بالنسبة للأطفال الذين يعانون من تأخر النمو أو التقزّم.

ومن ناحية أخرى فقد يطلب من المرضى تسجيل الأطعمة التي يتناولونها خلال فترة معينة، بالإضافة إلى أنه من الممكن معرفة مستويات الفيتامينات والمعادن عبر تقنية الأشعة السينية؛ أو أشعة إكس (بالإنجليزية: X ray)؛ وذلك باستخدامها في تحديد كثافة العظام، والكشف عن أمراض الجهاز الهضمي، وتلف الرئة، ومشاكل القلب، وإضافة إلى ذلك فإنه يمكن استخدام فحص البول، وفحوصات الدم أيضاً.

أسباب نقص التغذية

غالباً ما تكون الظروف الاقتصادية والاجتماعية من الأسباب التي تؤدي إلى نقص التغذية، لذلك فإن الأشخاص الذين يخضعون للفقر أو العزل الاجتماعي يكونون معرّضين لخطر الإصابة بنقص التغذية، إذ إن ذوي الدخل المحدود غير قادرين على تأمين كميات كافية من الأطعمة المغذية؛ كالفواكه، والخضروات، والبروتينات، والحليب، فيلجأون إلى الأطعمة والمشروبات غير الصحية والغنية بالدهون، والسكر، والملح؛ حيث إنها متوفرة بسهولة وغير مكلفة، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالسمنة التي تعد من علامات نقص التغذية أيضاً.

وقد تعزى حالة نقص التغذية إلى أسباب صحية، مثل:

  • مشاكل صحية طويلة الأمد تسبب فقدان الشهية، أو الإعياء، أو القيء، أو اضطرابات في الأمعاء، أو جميعها، ومنها؛ أمراض السرطان، والكبد، وأمراض الرئة؛ كداء الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزيّة: Chronic Obstructive Pulmonary Disease)، أو ما يعرف اختصاراً بـ COPD.
  • الاضطرابات المرتبطة بالصحة الدماغيّة؛ كالاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression)، أو الفصام (بالإنجليزيّة: Schizophrenia)، حيث تؤثر هذه الاضطرابات في الحالة المزاجية للشخص، ورغبته في تناول الطعام.
  • الحالات التي قد تؤثر في قدرة الشخص على هضم الطعام، أو امتصاص المغذيات، مثل: التهاب القولون التقرحيّ (بالإنجليزيّة: Ulcerative colitis)، أو داء كرون (بالإنجليزيّة: Crohn’s disease).
  • الخرف (بالإنجليزيّة: Dementia)؛ إذ يمكن أن يؤدي إلى نسيان تناول الطعام.
  • اضطرابات الأكل؛ كفقدان الشهية (بالإنجليزيّة: Anorexia).

سبل الوقاية من نقص التغذية

يمكن الحد من خطر الإصابة بنقص التغذية عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات من قبل مقدم الرعاية، أو أخصائي التغذية، وفيما يأتي توضيح لبعضها:

  • مراقبة الوزن: وذلك عبر التحقق من قياس الوزن في المنزل، وتسجيله أسبوعياً، كما يمكن متابعته عبر ملاحظة التغييرات في كيفية ملاءمة الملابس للشخص.
  • متابعة العادات الغذائيّة: إذ يمكن التحقق من أنواع الأطعمة التي يتم تناولها، وكمياتها.
  • متابعة الأدوية المتناولة: والاحتفاظ بسجل لها، ومعرفة الجرعات المناسبة من كل نوع، بالإضافة إلى آثارها الجانبية، وجدول العلاج، ودواعي الحاجة إلى أخذها.
  • الاستعانة بالخدمات المحليّة: كالتي تقدمها بعض الشركات، ومن هذه الخدمات؛ توصيل الوجبات الغذائية إلى المنازل، أو تأمين زيارات منزلية من قبل الممرضين أو أخصائيي التغذية، أو الوصول إلى متاجر الطعام، أو غير ذلك.
  • تعزيز النشاط البدنيّ: حيث إن ممارسة التمارين الرياضية يومياً؛ وإن كانت بشكل خفيف؛ يمكنها زيادة الشهية، وتعزيز قوة العظام والعضلات.
  • اتباع نظام غذائي متوازن: والذي يشمل أطعمة متنوعة ومتوازنة، يشمل المجموعات الغذائية الآتية:
    • الأرز، والخبز، والبطاطا، وغير ذلك من النشويات؛ حيث تشكل هذه الأطعمة الجزء الأكبر من النظام الغذائيّ، وتزود الجسم بالسعرات الحرارية، والكربوهيدرات التي تتحول إلى سكريات، والتي من شأنها أن تمنح الجسم الطاقة اللازمة.
    • الحليب ومنتجات الألبان؛ إذ إنها تعد مصدراً حيوياً للدهون، والسكريات البسيطة؛ كسكر اللاكتوز، بالإضافة إلى المعادن؛ كالكالسيوم.
    • الفواكه والخضروات؛ التي تعد مصدراً حيوياً للألياف الضرورية لصحة الجهاز الهضميّ، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن.
    • اللحوم، والأسماك، والبيض، والدواجن، وغير ذلك من مصادر البروتين من غير الألبان، إذ تساهم هذه الأطعمة في العديد من وظائف الجسم، والإنزيمات، كما أنها تعد اللبنة الأساسية في بناء الجسم.

تجدر الإشارة إلى أنّ من المهمّ متابعة الطبيب أو الأخصائيّ عند ملاحظة وجود مشكلة صحية تزيد من خطر الإصابة بنقص التغذية، فقد يوصي باتباع نظام غذائي أكثر تعقيداً، أو تناول المكملات الغذائية.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

كيفية التعامل مع ارتفاع درجة حرارة هواتف الأندرويد

المقال التالي

تجاوز الالتباس: دليل شامل لفهم الآخرين

مقالات مشابهة