مفهوم التعليم المخصص
يُعرف التعليم المخصص بأنه نوع من التعليم مصمم خصيصًا لتلبية احتياجات الأطفال الذين يواجهون تحديات متنوعة. يشمل ذلك الأطفال الذين يعانون من صعوبات اجتماعية أو عقلية أو جسدية. كما يشمل أيضًا أولئك الذين يعانون من اضطرابات عاطفية أو سلوكية أو إدراكية أو فكرية أو سمعية أو بصرية أو مشاكل في النطق. بالإضافة إلى ذلك، يركز التعليم المخصص على الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، ويهدف إلى توفير الدعم اللازم لهم لتحقيق أقصى إمكاناتهم.
لمحة تاريخية عن التعليم المخصص
يمكن تتبع جذور التعليم المخصص إلى العصور القديمة، حيث بدأت الحضارات في التعرف على احتياجات الأفراد ذوي الإعاقة. فيما يلي نظرة على مراحل تطور هذا النوع من التعليم:
- البدايات المبكرة: كانت الكنيسة في العصور الوسطى من أوائل المؤسسات التي قدمت الرعاية للأفراد ذوي القدرات الخاصة. ومع ذلك، لم تشهد تقنيات التعليم الخاصة بهم تطورًا كبيرًا حتى عصر النهضة، الذي أكد على كرامة الإنسان وأهمية تلبية احتياجاته.
- الجهود الرائدة: في إسبانيا، نجح بيدرو بونس دي ليون في تعليم الطلاب الصم القراءة والكتابة والتحدث. يُعتقد أن جوان بابلو بونيت استلهم أساليب ليون في التدريس، ونشر كتابه الأول حول تعليم الطلاب الصم في عام 1620م، مما زاد من الاهتمام الأوروبي بتعليم هذه الفئة.
- تطور الأساليب: في القرن السابع عشر، نشر جون بولور تجربته حول تعليم الصم التحدث والقراءة الشفوية. وفي فرنسا، قام تشارلز ميشيل بتطوير لغة الإشارة الطبيعية المستخدمة لتصبح لغة منهجية وتقليدية وأكثر شمولية، مما أحدث ثورة في طريقة تواصل الصم وضعاف السمع.
- التحسين المستمر: قام روش أمبرواز كوكورون بتطوير عمل تشارلز من خلال تحويله إلى نظام يدوي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية. وفي ألمانيا، قام صمويل هاينيك بتدريب الأطفال الصم على الكلام.
- التعليم الشفهي: في القرن التاسع عشر، قام أستاذ الصم فريدريش موريتز هيل بتطوير طريقة لتعليم الصم أدت إلى نشأة طريقة التدريس الشفهي، والتي اكتسبت شهرة واسعة في جميع أنحاء العالم.
- رعاية المكفوفين: افتتح “فالينتين هوي”، الذي يُعرف بأب ورسول المكفوفين، المؤسسة الوطنية للشباب المكفوفين في باريس في عام 1784م، وقام بتدريس 12 طفلاً من ذوي الإعاقة البصرية.
- الانتشار العالمي: في القرن العشرين، أصبح تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة ممارسة عالمية ومنتشرة في البلدان المتقدمة، مما يعكس الاعتراف المتزايد بأهمية توفير فرص تعليمية متكافئة للجميع.
أهمية المدارس المتخصصة
تلعب المدارس المتخصصة دورًا حيويًا في توفير الدعم اللازم للأفراد ذوي القدرات الخاصة الذين يعانون من صعوبات حسية وإدراكية. تتميز هذه المدارس بقدرتها على توفير بيئة تعليمية مثالية للطلاب ذوي الإعاقة، حيث تمتلك أحدث التقنيات والمعدات التي تساعد الطلاب على تحقيق أهدافهم التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، يحرص الموظفون المؤهلون، مثل علماء النفس والأطباء، على تقديم الرعاية والاهتمام اللازمين لطلاب ذوي القدرات الخاصة.
عند إعداد برنامج تعليمي للأفراد ذوي القدرات الخاصة، يجب اتباع خطوات منظمة لضمان تحقيق أقصى فائدة. يتضمن ذلك وضع استراتيجيات تعليمية تساعد على تحديد الأولويات الأكثر فعالية في مساعدة الطفل على التعلم. كما يجب إعادة تقييم الطالب مرة واحدة كل ثلاث سنوات، ويتضمن التقييم جمع المعلومات من مصادر متعددة حول أداء الطالب وتطوره في مختلف المجالات، مع الاهتمام بالعوامل المعرفية والسلوكية والتنموية والفيزيائية وغيرها. يجب أيضًا قياس التقدم التعليمي للطفل بشكل دوري لضمان تحقيق النجاح في البرنامج التعليمي المنتظم.
المراجع
- The Editors of Encyclopædia Britannica ,”special-education”،www.britannica.com, Retrieved 25-11-2017. Edited.
- KATIE TONARELY (13-6-2017),”Schools for Physically Disabled Children”،www.livestrong.com, Retrieved 25-11-2017.
- “Learning Disability”,www.psychologytoday.com, Retrieved 26-11-2017. Edited.