جدول المحتويات:
لمحة عن حياة وليد سيف
يعتبر وليد سيف شخصية أدبية بارزة، فهو ليس فقط كاتبًا دراميًا، بل أيضًا شاعرًا مبدعًا، ومؤلفًا للقصص القصيرة، وكاتبًا مسرحيًا متميزًا، بالإضافة إلى كونه ناقدًا وباحثًا أكاديميًا مرموقًا. يحمل الجنسية الأردنية، إلا أن جذوره تمتد إلى فلسطين، حيث وُلد في مدينة طولكرم في الضفة الغربية عام 1948.
تلقى تعليمه في الجامعة الأردنية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها. لم يكتفِ بذلك، بل سعى إلى مواصلة تعليمه العالي، فحصل على درجة الدكتوراه في علم اللغويات من مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن عام 1975. بعد حصوله على الدكتوراه، بدأ مسيرته المهنية كمحاضر في الجامعة الأردنية، حيث استمر في التدريس لمدة ثلاث سنوات. بعد ذلك، قرر التفرغ للكتابة الدرامية التلفزيونية، وانتقل للعمل في مجال الدراما التلفزيونية السورية، ليقدم إسهامات قيمة أغنت هذا المجال.
نظرة على شعر وليد سيف
تميز وليد سيف في مجال الشعر بقدرته على تناول مواضيع متنوعة بأسلوب فريد يعكس رؤيته المتميزة. استطاع أن يثبت أصالة شعره وجدة المواضيع التي يطرحها، مما جعله مصدر إلهام للعديد من الشعراء الذين يعترفون بتأثيره العميق في أعمالهم.
نشر سيف ثلاث مجموعات شعرية تعكس مراحل مختلفة من تجربته الشعرية: “قصائد في زمن الفتح” التي صدرت عام 1969، ثم “وشم على ذراع خضرة” التي نشرها بعد سنتين، وفي عام 1980 قدم مجموعته الشعرية “تغريبة بني فلسطين”، التي تعتبر علامة فارقة في مسيرته الشعرية.
أهم الإسهامات الدرامية لوليد سيف
تميزت أعمال وليد سيف الدرامية بتقديم التاريخ بطريقة غير تقليدية، حيث سعى إلى تحرير الدراما من القيود التي تفرضها الرواية الرسمية والتاريخ الحرفي. منذ بداية مسيرته الكتابية، اختص بالكتابة الدرامية، وخاصة التاريخية، بهدف توظيف التراث العربي والإسلامي في سياقات جديدة ومعاصرة.
صقر قريش: نظرة عن قرب
“صقر قريش” هو الجزء الأول من رباعية كتبها سيف تتناول تاريخ الأندلس. تدور أحداث المسلسل حول تاريخ الدولة الأندلسية، بدءًا من تأسيس الدولة الأموية الثانية، وصولًا إلى فترة تفكك الأندلس في عصر ملوك الطوائف. يستعرض المسلسل سقوط دولة بني أمية في المشرق العربي وقصة تأسيس دولتهم في الأندلس في المرحلة الثانية من حكمهم. اعتمد سيف في هذا المسلسل على عرض الأحداث من خلال تتبع حياة “صقر قريش” عبد الرحمن الداخل. المسلسل من بطولة الممثل السوري جمال سليمان.
التغريبة الفلسطينية: ملحمة الذاكرة
تدور أحداث مسلسل “التغريبة الفلسطينية” حول تاريخ تشكل الهوية الوطنية الفلسطينية، بدءًا من عشرينيات القرن الماضي، مرورًا بالثورة الفلسطينية الكبرى، وصولًا إلى النكبة عام 1948 التي تشكل محور العمل الدرامي. يستمر العمل في تقديم قصص اللاجئين الفلسطينيين الذين يحلمون بالعودة إلى ديارهم. يعرض المسلسل التناقضات التي ظهرت بعد النكبة، مثل الحدود التي نشأت بين الداخل والخارج، وبين المدينة والمخيم.
قال تعالى في سورة البقرة: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”
أعمال أخرى بارزة
بالإضافة إلى “صقر قريش” و”التغريبة الفلسطينية”، قدم وليد سيف العديد من الأعمال الدرامية الأخرى التي لاقت نجاحًا كبيرًا، من بينها: “ربيع قرطبة”، “عمر بن الخطاب”، “صلاح الدين الأيوبي”، “شجرة الدر”، “الخنساء”، “عروة بن الورد”، “الصعود إلى القمة”، “ملحمة الحب والرحيل”، “طرفة بن العبد”، “جبل الصوان”، و”بيوت في مكة”.
