محتويات
- جوهر التعاون في الإسلام
- ثمار التعاون المباركة
- أمثلةٌ من حياة النبي وأصحابه
- التعاون في سيرة النبي الكريم ﷺ
- مآثر التعاون في حياة الصحابة
جوهر التعاون في الإسلام
غرس الله تعالى بذرة التعاون في فطرة الإنسان، فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعي لا يستطيع مواجهة تحديات الحياة بمفرده. لذا، يعتبر التعاون ركيزة أساسية في الحياة لا غنى عنها. وقد حثّ الله تعالى عباده على التعاون في الخير والتقوى، ونهى عن التعاون على الإثم والعدوان، كما جاء في قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [٢]. هذه الآية الكريمة تُبين ضرورة التعاون في الأعمال الصالحة وترك الأعمال التي تُضّر بالمجتمع.
يشمل التعاون على البر والتقوى تقديم المساعدة ومد يد العون لكل عمل صالح، سواء كان ذلك منفرداً أو جماعياً، وعائدُه على فرد أو جماعة أو أمة. فمثلاً، التعاون على بناء المدارس والمستشفيات يُعدّ من صور التعاون على البر والتقوى. أما التعاون على الإثم والعدوان فيؤدي إلى ضياع الحقوق، ويدلّ على ضعف الإيمان وقلة المروءة، ويُسبب الخراب والدمار في المجتمع.
ثمار التعاون المباركة
للتعاون منافع جمّة، منها:
- توحيد الصفوف وزيادة القوة.
- تعزيز الإخلاص في العمل.
- نيل رضا الله تعالى ومحبته.
- ترشيد الجهد وتنظيم الوقت.
- تقوية الروابط الأخوية الإسلامية.
- نصرة المظلومين.
- حماية الأفراد من المخاطر.
- إنجاز الأعمال الكبيرة بسهولة.
- القضاء على الأنانية.
- إحساس الفرد بالسعادة والاطمئنان.
كما أن التعاون من ثمار الإيمان وركائز النجاح، وهو يُزيل الضغائن والحسد من القلوب.
وتُؤكد العديد من الآيات القرآنية على أهمية التعاون، ومنها:
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [٧]
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [٨]
(وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) [٩]
أمثلةٌ من حياة النبي وأصحابه
التعاون في سيرة النبي الكريم ﷺ
كان النبي ﷺ يُجسّد التعاون في حياته، حيث كان يُعين المسلمين ويُساعدهم على قضاء حوائجهم، قبل البعثة وبعدها. فقد كانت زوجته خديجة رضي الله عنها خير مثال على التعاون، حيث كانت تُخفف عنه في أوقات نزول الوحي. كما يُروى عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قوله: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنْقُلُ التُّرَابَ يَومَ الخَنْدَقِ، حتَّى أغْمَرَ بَطْنَهُ، أوِ اغْبَرَّ بَطْنُهُ، يقولُ: واللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ ما اهْتَدَيْنَا، ولَا تَصَدَّقْنَا ولَا صَلَّيْنَا، فأنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، وثَبِّتِ الأقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا، إنَّ الأُلَى قدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، إذَا أرَادُوا فِتْنَةً أبيْنَا ورَفَعَ بهَا صَوْتَهُ: أبيْنَا أبيْنَا) [١١]. وكان أول عمل قام به النبي ﷺ بعد الهجرة بناء المسجد النبوي، حيث اشترى الأرض من غلامين يتيمين وساهم بنفسه في بنائه.
مآثر التعاون في حياة الصحابة
يُعدّ تعاون أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع النبي ﷺ في الهجرة خير مثال على التعاون والتضحية. فقد جهّز أبو بكر راحلتين، وهاجر مع النبي ﷺ، ودخل الغار قبل النبي ﷺ ليتفقد أمره، وساهمت ابنته أسماء رضي الله عنها في تجهيز احتياجاتهما، وقام عبد الله بن أبي بكر بإيصال الأخبار إليهما.