التعافي بعد الولادة: دليل شامل للأم الجديدة

تغذية الأم بعد الولادة، النشاط البدني، العلاقة الزوجية، الرياضة، الدورة الشهرية. دليل شامل لما بعد الولادة.

أهمية التغذية السليمة للأم بعد الوضع

تؤكد العديد من المنظمات المتخصصة في رعاية الأم والطفل، على رأسها منظمة “لا ليش ليغو”، على الدور المحوري للتغذية السليمة في مرحلة ما بعد الولادة، خاصةً للأمهات المرضعات. فالتركيز يجب أن يكون على نظام غذائي متوازن يشمل تشكيلة واسعة من الأطعمة الطازجة والمغذية.

يشمل هذا النظام الغذائي المثالي: الخضروات والفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة الغنية بالألياف، مصادر البروتين الصحية (مثل اللحوم الخالية من الدهون، الدجاج، الأسماك، البقوليات)، والدهون الصحية الموجودة في المكسرات والبذور وزيت الزيتون. كما يُنصح بالاستمرار في تناول الفيتامينات والمعادن التي كانت موصوفة خلال فترة الحمل، حيث تساعد في تعويض النقص الذي قد يكون حدث خلال فترة الحمل والولادة.

لا يقل شرب الماء بكميات كافية أهمية عن تناول الطعام الصحي. يجب على الأم شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل الصحية الأخرى للمساعدة في الحفاظ على رطوبة الجسم ودعم إنتاج الحليب (في حالة الرضاعة الطبيعية). كما يجب الاستمرار في تجنب المشروبات والأطعمة التي كان يُنصح بتجنبها خلال الحمل، مثل الكحول والكافيين بكميات كبيرة وبعض أنواع الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق.

من المهم عدم التسرع في محاولة استعادة شكل الجسم السابق للحمل في الأسابيع الأولى بعد الولادة. الأولوية يجب أن تكون لتعويض العناصر الغذائية التي فقدها الجسم ودعم عملية الشفاء.

النشاط البدني واستعادة اللياقة بعد الولادة

تختلف المدة الزمنية التي يمكن للمرأة أن تعود فيها إلى ممارسة الأنشطة البدنية الطبيعية بعد الولادة بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الولادة (طبيعية أو قيصرية)، وجود أي مضاعفات، ومستوى لياقة الأم قبل الحمل. من الضروري استشارة الطبيب أو القابلة قبل البدء بأي برنامج رياضي.

استئناف العلاقة الزوجية بعد الولادة

يوصى عمومًا بالانتظار حتى يتوقف النزيف المهبلي بعد الولادة قبل استئناف العلاقة الزوجية. عادةً ما يستغرق ذلك حوالي ثلاثة أسابيع، ولكن قد يختلف من امرأة لأخرى. الأهم من ذلك، يجب أن يكون كلا الطرفين مستعدين جسديًا وعاطفيًا.

يشعر بعض الأزواج بالراحة في استئناف العلاقة الزوجية بعد ستة أسابيع على الأقل من الولادة، بينما يفضل البعض الآخر الانتظار لفترة أطول، ربما تصل إلى ستة أشهر. يقترح الخبراء محاولة العودة إلى العلاقة الزوجية عندما يكون الطرفان مستعدين، وذلك قبل موعد الفحص الروتيني بعد ستة أسابيع من الولادة. يتيح ذلك فرصة لمناقشة أي مخاوف أو أسئلة مع الطبيب أثناء الزيارة.

بالإضافة إلى ذلك، من الضروري التفكير في وسائل منع الحمل حتى لو كانت الأم مرضعة، حيث يمكن أن تعود الخصوبة بسرعة بعد الولادة.

التمارين الرياضية المناسبة للأم الجديدة

إذا كانت الولادة طبيعية وغير معقدة، يمكن البدء في ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعد أيام قليلة من الولادة، أو عندما تشعر الأم بالقدرة على ذلك. أما في حالة الولادة المعقدة أو وجود غرز جراحية في منطقة العجان، فمن الأفضل الحصول على المشورة الطبية قبل البدء في أي برنامج رياضي.

تعتبر التمارين الخفيفة مثل المشي واليوغا اللطيفة وتمارين كيجل ممتازة لاستعادة قوة عضلات الحوض وتحسين الدورة الدموية. يجب البدء ببطء وزيادة كثافة التمارين تدريجيًا مع مرور الوقت.

عودة الدورة الشهرية بعد الولادة

عادةً ما تعود الدورة الشهرية بعد فترة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أسابيع بعد الولادة، وذلك في حال كانت الأم لا ترضع طفلها رضاعة طبيعية. أما إذا كانت الأم ترضع رضاعة طبيعية، فإن الفترة الزمنية لعودة الدورة الشهرية قد تختلف بشكل كبير من امرأة لأخرى. في بعض الحالات، قد لا تعود الدورة الشهرية إلا بعد الفطام الكامل.

تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في تحديد موعد عودة الدورة الشهرية بعد الولادة. فإفراز هرمون البرولاكتين، المسؤول عن إنتاج الحليب، يمنع التبويض في كثير من الحالات. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن التبويض قد يحدث قبل عودة الدورة الشهرية، مما يعني أن المرأة يمكن أن تصبح حاملاً حتى لو لم تكن دورتها الشهرية قد عادت بعد.

المراجع

  1. Kathryn Watson (27-3-2017), “Life After Delivery”, www.healthline.com, Retrieved 27-11-2017. Edited.
  2. “Sex after the birth”, www.babycentre.co.uk, Retrieved 27-11-2017.Edited.
  3. “Exercise after pregnancy: How to get started”, www.mayoclinic.org, Retrieved 27-11-2017. Edited.
  4. Rachel Nall (27-10-2015), “What to Expect from Your First Period After Pregnancy”, www.healthline.com, Retrieved 27-11-2017. Edited.
Total
0
Shares
المقال السابق

دورة حياة القردة وسلوكها

المقال التالي

توفيق الحكيم: سيرة حياة

مقالات مشابهة