التطور العاطفي في فترة المراهقة الباكرة

استكشاف التغيرات العاطفية والاجتماعية التي يمر بها المراهقون في بداية فترة المراهقة، وكيفية التعامل معها وتخفيف التوتر والقلق لديهم.

ملامح النمو العاطفي في بداية المراهقة

تعد فترة المراهقة المبكرة مرحلة حاسمة تتسم بتغيرات متعددة تشمل الجوانب العاطفية والجسدية والاجتماعية. فيما يلي عرض لأبرز سمات التطور العاطفي خلال هذه المرحلة:

تذبذب المشاعر

يشتهر المراهقون بتقلباتهم المزاجية الحادة، ويعزى ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تجعلهم يختبرون مشاعر أكثر قوة وتنوعًا مقارنة بالأطفال والبالغين. يميلون أيضًا إلى تضخيم المشاكل. تتأرجح مشاعرهم بين النشوة والاكتئاب في فترات قصيرة. هذه التقلبات العاطفية تؤثر في أدائهم الدراسي، ومظهرهم، وعلاقاتهم، وقراراتهم.

قال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ [البلد: 4].

التسرع واتخاذ القرارات دون روية

يميل أغلب المراهقين إلى التصرف بشكل مندفع دون التفكير في العواقب. غالبًا ما يتخذون قرارات بناءً على ما يشعرهم بالمتعة في اللحظة الراهنة. وعندما يحاول الأهل تقديم النصح بناءً على خبراتهم، قد يواجهون ردود فعل عاطفية بدلاً من الاستماع إلى الأسباب المنطقية.

النزاع من أجل الحرية

خلال فترة المراهقة، يقل اعتماد المراهقين عاطفيًا على أهلهم، مما يؤدي إلى صراعات من أجل الاستقلالية وقضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء. هذا النزاع قد يسبب مشاعر سلبية للمراهقين في بداية هذه المرحلة، لكن هذا التأثير السلبي يقل تدريجيًا مع التقدم في العمر.

روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “لا تربوا أولادكم على عاداتكم، فقد خلقوا لزمان غير زمانكم”.

الرغبة في الانتماء لمجموعة الأصحاب

يسعى المراهقون باستمرار إلى التوافق مع الآخرين والشعور بالانتماء إلى مجموعة من الأقران بسبب الشعور بعدم الأمان والضغط الاجتماعي. يواجه المراهقون مشكلات اجتماعية معقدة ويبحثون عن مجموعة أقران مستقرة لتوفير الدعم العاطفي. تنشأ علاقات الأقران الإيجابية من الاعتراف بالمساواة والميل إلى تقديم الدعم العاطفي المتبادل.

المراهقون الذين لا يتقبلهم أقرانهم يواجهون مخاطر عديدة، مثل التسرب من المدرسة والانحراف. في المقابل، المراهقون الذين يتم قبولهم من قبل أقرانهم ولديهم أصدقاء مقربون غالبًا ما تزداد لديهم المشاعر السلبية مثل الغضب والقلق. بشكل عام، تعزز العلاقات الإيجابية والداعمة بين الأقران خلال فترة المراهقة النمو العاطفي السليم والصحة النفسية عند الانتقال إلى مرحلة البلوغ.

مشاعر متقلبة

يعيش المراهقون فترة من المشاعر غير المستقرة، ومن أهم سماتها:

  • المشاكل السلوكية والتمرد أمر شائع وضروري لتطوير هوية المراهق الفريدة.
  • يعتقد المراهقون أنهم مراقبون ومقيَّمون باستمرار من قبل الآخرين، مما يزيد قلقهم بشأن مظهرهم.
  • المرور بتجارب عاطفية سلبية يقترن بزيادة القدرة على التفكير المجرد، حيث يعاني المراهقون من ضائقة عاطفية بسبب التبادلات العاطفية الغامضة والمتخيلة. قدرتهم على تجربة المشاعر المعقدة تعزز تنمية التفكير المجرد لديهم.
  • بدء الاهتمامات العاطفية تجاه الجنس الآخر، مما قد يصرف انتباه المراهقين عن أنشطتهم اليومية ويسبب لهم مشاكل عاطفية شديدة قد تؤدي إلى الاكتئاب.

طرق لتقليل الضغط النفسي والقلق لدى الشباب

من أهم الإجراءات التي تساعد في تخفيف التوتر والقلق لدى المراهقين هو الدعم الاجتماعي المقدم من الأسرة والأقران والمعلمين والمدربين وغيرهم. يتيح الدعم الاجتماعي للمراهقين زيادة قدرتهم على التعامل مع الظروف الصعبة، بالإضافة إلى وجود شخص قريب مستعد للمساعدة عند الحاجة. يمكّن الدعم الاجتماعي المراهقين من اكتساب الخبرة في إدارة المواقف الصعبة واكتساب الثقة.

الشعور بالحماية والأمان هو عامل وقائي آخر. يميل المراهقون الذين يشعرون بالحماية والأمان إلى التعامل مع الإجهاد والتوتر بشكل أفضل من أولئك الذين يشعرون بأنهم غير مدعومين أو غير آمنين أو غير محميين من بيئتهم المباشرة (الأسرة والمجتمع والمدرسة). القواعد والحدود والقيود تخلق شعورًا بالأمان والراحة، ويشعر الشباب بمزيد من الراحة والاسترخاء عندما يعرفون ما هو متوقع منهم.

المصادر

  • Angela Morelli , Zupanick.,”Adolescent Emotional Development”,grace point wellness, Retrieved 4/2/2022. Edited.
  • “What are emotional changes in adolescence?”,howstuffworks, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  • Carroll E. Izard, Christopher J. Trentacosta,”Adolescence”,britannica, Retrieved 4/2/2022. Edited.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

ازدهار الاقتصاد: محركات النمو والتحديات

المقال التالي

تطور القدرات الحركية عند الأطفال

مقالات مشابهة