أهمية الدعاء بأسماء الله الحسنى
إن التوجه إلى الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه وصفاته العُلى هو من أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه. فالدعاء بهذه الأسماء المباركة يُعتبر وسيلة عظيمة لنيل الاستجابة وتحقيق المراد. وقد جاء في القرآن الكريم ما يؤكد هذا المعنى، حيث قال الله -تعالى-:
﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180].
مع أن الدعاء بغير هذه الأسماء جائز، إلا أن التضرع بها أولى وأفضل. وقد أشار ابن القيم -رحمه الله- إلى هذه الفضيلة بقوله: “أفضل الدعاء وأجوبه ما توسل فيه الداعي إليه بأسمائه وصفاته”.
أمثلة من الأدعية المأثورة التي تتضمن أسماء الله الحسنى
هنا بعض الأدعية التي وردت في السنة النبوية المطهرة، والتي تتضمن التوسل بأسماء الله الحسنى:
(اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ يا اللَّهُ بأنَّكَ الواحدُ الأحدُ الصَّمدُ، الَّذي لم يَلِدْ ولم يولَدْ ولم يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أن تغفِرَ لي ذُنوبي، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ).[٣]
(اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شَيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ).[٤]
(اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ، أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصَري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ همِّي).[٥]
(اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإِكْرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ، إنِّي أسألُكَ). فَقالَ النَّبيُّ -صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ- لأصحابِهِ:(تَدرونَ بما دعا؟ قالوا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قالَ: والَّذي نَفسي بيدِهِ، لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ، الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى).[٦]
(اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).[٧]
(يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِكَ أَستغيثُ، أَصلِحْ لي شأني كُلَّهُ، ولا تَكِلْني إلى نَفسي طرْفةَ عينٍ).[٨]
(ربِّ اغفِرْ لي وتُبْ عليَّ إنك أنت التوابُ الغفورُ).[٩]
(اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي).[١٠]
صيغ أخرى للدعاء بأسماء الله الحسنى
يمكن للمسلم أن يتضرع إلى الله بأسمائه الحسنى وفقًا لحاجته وما يرجوه من فضله وكرمه. فمثلاً، يمكن أن يقول: “يا لطيف الطف بي”، أو “يا رزّاق ارزقني رزقًا حلالًا طيبًا”. وفيما يلي بعض الأدعية العامة التي تتضمن التوسل بأسماء الله الحسنى:
- اللهم إني أسألك بأسمائك التي إذا دُعيت بها على مغاليق السماوات للفتح انفتحت، وأسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على مغاليق الأرض للفرج انفرجت.
- اللهم إني أسألك بأسمائك التي إذا دُعيت بها على أبواب العسر لليسر تيسرت، أن تُيسّر لي أموري، وتُفرّج همومي.
- يا عزيز من للذليل غيرك، يا قوي من للضّعيف غيرك، يا غني من للفقير غيرك.
- اللهم إني أسألك بهذه الأسماء كلها وأنت تعلم حاجتي، فاقضها يا مجيب الدعوات يا قاضي الحاجات يا غافر الذنب والخطيئات يا رب العالمين.
- اللهم ألبسنا لباس عفوك، وعافنا وعلمنا من لدنك علمًا نافعًا متقبلاً يا ذا الجلال والإكرام.
- اللهم يا رحمن ارحمني، ويا كريم أكرمني بإجابة دعائي، ويا قاضي الحاجات اقضِ لي حاجتي وأعطني سؤلي.
- اللهم يا شافي اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين.
- اللهم بكرمك وجودك وواسع فضلك ارزقنا رزقاً واسعاً، وتقبّل منا إنّك أنت سميع الدعاء.
- اللهم اهدنامن عندك، وأفض علينا من فضلك، وانشر علينا من رحمتك، وأنزل علينا من بركاتك.
المصادر والمراجع
- سورة الأعراف، آية: 180
- “دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى أقرب إلى الإجابة من الدعاء بدونها”, إسلام ويب
- رواه النسائي، في سنن النسائي، عن محجن بن الأدرع، الصفحة أو الرقم:1300، صححه الألباني.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2713، صحيح.
- رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:972، أخرجه في صحيحه.
- رواه النسائي، في سنن النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1299، صححه الألباني.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:6326، صحيح.
- رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2026، صحيح على شرط الشيخين.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3434، حسن صحيح غريب.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3513، صححه الألباني.