فهرس المحتويات
مقدمة
في هذه الحياة، يواجه الإنسان العديد من التحديات والمصاعب التي قد تضيق بها نفسه، وتثقل كاهله. وفي هذه اللحظات العصيبة، لا ملجأ للمؤمن إلا إلى الله سبحانه وتعالى، فهو وحده القادر على تفريج الكروب، وتيسير الأمور، وتحويل المحن إلى منح. إن الدعاء هو سلاح المؤمن في وجه الشدائد، وباب الأمل الذي لا يغلق أبدًا. وفي هذا المقال، سنستعرض مجموعة من الأدعية المأثورة من السنة النبوية والقرآن الكريم، والتي يمكن للمسلم أن يتضرع بها إلى الله في أوقات الشدة والبلاء، مع بيان فضل الصبر وأجره عند الابتلاء.
أدعية من السنة النبوية الشريفة
لقد علمنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأدعية التي ندعو بها عند الحاجة، وعندما يشتد بنا الكرب، أو عندما نطلب من الله أن يحمينا من الشرور والآفات. هذه الأدعية تحمل في طياتها معاني عظيمة، وتعبّر عن التوكل على الله، والاعتراف بعجزه وقوته. ومن هذه الأدعية:
- “(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).”[1]
- “(دَعَواتُ المَكروبِ: اللَّهمَّ رَحمَتَكَ أرْجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفةَ عَيْنٍ، أصْلِحْ لي شَأْني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).”[2]
- “(دعوةُ ذي النُّونِ إذ هوَ في بَطنِ الحوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).”[3]
- “(اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ).”[4]
أدعية من القرآن الكريم
القرآن الكريم هو دستور حياة المسلم، وهو مليء بالآيات التي تعلمنا كيف ندعو الله، وكيف نتوجه إليه في أوقات الشدة والرخاء. هذه الآيات تحمل في طياتها معاني عظيمة، وتعبّر عن عظمة الله، وقدرته، ورحمته. ومن هذه الآيات:
- “(فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ).”[5]
- “(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).”[6]
- “(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَـهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ).”[7]
- “(الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ).”[8]
- “(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).”[9]
- “(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).”[10]
- “(بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).”[11]
تشكيلة من الأدعية المأثورة
إضافة إلى الأدعية المأثورة في السنة والقرآن، هناك العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها ربه، وأن يتوسل بها إليه، راجيًا منه الفرج والتيسير. هذه الأدعية تعبّر عن صدق الإيمان، وعمق التوكل على الله، وحسن الظن به. ومن هذه الأدعية:
- يا رب العالمين، أنت القادر على كل شيء، نسألك أن تفرج همومنا، وتيسر أمورنا، وتكشف عنا الغم والضيق.
- اللهم يا حي يا قيوم، برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
- اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان، واليقين والإحسان.
- اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت، عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.
- اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها يا أرحم الراحمين.
- اللهم ارزقنا الصبر والسلوان، وقوة الإيمان، وثبات اليقين، وحسن الظن بك.
ثواب الصبر عند وقوع البلاء والفتن
الصبر هو من أعظم الصفات التي يتحلى بها المؤمن، وهو دليل على قوة إيمانه، ورسوخ يقينه. والصبر له أجر عظيم عند الله، وخاصة عندما يكون في أوقات الشدة والبلاء. فالمؤمن الذي يصبر على البلاء، ويحتسب أجره عند الله، ينال الدرجات العلى، ويرفع الله منزلته في الدنيا والآخرة. وقد وردت أحاديث نبوية شريفة تبين فضل الصبر وأجره، منها:
- “(ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ).”[12]
- “(حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).”[13]
فاللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين، وارزقنا قوة الإيمان، وثبات اليقين، وحسن الظن بك. آمين.
المراجع
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6369، صحيح.
- رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي بكر، الصفحة أو الرقم:970 ، صحيح.
- رواه الترمذي، في صحيح الترمذي، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:3505، صحيح.
- رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:966 ، صحيح.
- سورة القمر، آية:10
- سورة غافر، آية:60
- سورة النمل، آية:62
- سورة الرعد، آية:28
- سورة نوح، آية:10-12
- سورة البقرة، آية:186
- سورة البقرة، آية:112
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري وأبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2573، صحيح.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5641، صحيح.