التسامح في الإسلام: نماذج تاريخية وبراهين قرآنية

استعراضٌ لِأمثلةٍ من التاريخ الإسلامي تُبرز دور التسامح في بناء المجتمعات، مع التركيز على أهميته وآيات قرآنية تُشجع عليه.

فهرس المحتويات

أمثلة تاريخية على التسامح الإسلامي
أهمية التسامح في بناء مجتمعات قوية
آيات قرآنية تُبرز فضل التسامح
المراجع

قصصٌ من تاريخنا تُجسّد التسامح

يُعتبر التسامح من أهم الأخلاق الإسلامية، وهو جوهرٌ شاملٌ يضمّ الرحمة، والعطف، والجود، والسلام، والكرم. وقد حثّ النبي محمد ﷺ على ترسيخ هذه القيم في نفوس المسلمين، لازدهار المجتمع الإسلامي. وقد ربط النبي ﷺ بين التسامح وأصل الدين الإسلامي بقوله: (إني بعثتُ بالحنيفية السمحة).[١]

يُظهر التاريخ الإسلامي العديد من المواقف التي تُبرز التسامح، العفو، والصفح. فمن ذلك تسامح النبي ﷺ مع الأعرابي الذي شدّه بقوة حتى ظهر ذلك في عنقه، إلا أن النبي ﷺ لم يغضب، بل ابتسم في وجهه، واستمع إلى حاجته، وأعطاه ما طلب.[٢] كما يتجلى التسامح في موقف النبي ﷺ مع الرجل الذي حاول قتله، إذ عفا عنه بعد أن سقط سيفه من يده.[٣]

كما نجد مثالاً رائعاً في تسامح أبي بكر الصديق مع ابن عمه مسطح بن أثاثة، فبعد أن تورّط مسطح في حادثة الإفك، نذر أبو بكر ألا ينفق عليه، لكنه كفر عن يمينه بعدما أمر الله بالعفو والصفح، مُسامحاً ابن عمه وعائداً إلى إنفاقه عليه. يقول الله تعالى: (وإذَا ما غضبوا هم يغفرون).[٤][٥]

ويُعدّ فتح مكة سلمياً، بدون إراقة دماء، دليلاً واضحاً على تسامح النبي ﷺ، حيث عفا عن مشركي مكة الذين قاتلوه وآذوه، قائلاً لهم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.[٦]

قيم التسامح وبناء مجتمعات متماسكة

يُعتبر التسامح في الإسلام خلقاً رفيعاً يُسهم في استقرار المجتمعات، وترسيخ السلام والطمأنينة. فهو يقرب الفرد إلى الله سبحانه وتعالى، كما جاء في قوله تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[٧] إنّ التسامح يُهدئ الصدر، ويُريح القلب، وهو دليل على تعظيم الله في النفس.[٨]

نصوصٌ قرآنيةٌ تُبرز أهمية التسامح

يحثّ القرآن الكريم على التسامح في مواضع عديدة، منها:

  • قوله تعالى: (فاصفح الصفح الجميل).[٩]
  • قوله تعالى: (فاعفُ عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين).[١٠]
  • قوله تعالى: (وجزاء سيئة سيئةٌ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين).[١١]
  • قوله تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[١٢]

المراجع

  1. رواه الزرقاني، في مختصر المقاصد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:193، حسن.
  2. “الأعرابي والنبي”، موقع الألوكة، تاريخ الاطلاع 31/3/2022. بتصرف.
  3. “من يمنعك مني”، موقع إسلام ويب، تاريخ الاطلاع 31/3/2022. بتصرف.
  4. سورة الشورى، آية:37
  5. “خلق التسامح”، موقع الألوكة، تاريخ الاطلاع 31/3/2022. بتصرف.
  6. “أنتم الطلقاء”، موقع الألوكة، تاريخ الاطلاع 31/3/2022. بتصرف.
  7. سورة آل عمران، آية:134
  8. [مجموعة من المؤلفين]، أرشيف منتدى الألوكة. بتصرف.
  9. سورة الحجر، آية:85
  10. سورة المائدة، آية:13
  11. سورة الشورى، آية:40
  12. سورة آل عمران، آية:134
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أمثلة مُفصّلة على فنّ التورية

المقال التالي

أمثلة من القرآن الكريم على الكلمات الممنوعة من الصرف

مقالات مشابهة