التحليل الصرفي لسورة الفاتحة

دراسة في علم الصرف. نظرة تحليلية لسورة الفاتحة من منظور صرفي. تحليل مفردات سورة الفاتحة. المراجع.

مدخل إلى علم الصرف

يعتبر علم الصرف من أهم فروع اللغة العربية، إذ يهتم بدراسة تركيب الكلمات وتغيراتها. يركز هذا العلم على بنية الكلمة المفردة، وتحديد ما يطرأ عليها من تغييرات، سواء كانت هذه التغييرات إعلالاً، أو حذفاً، أو إبدالاً، أو زيادةً في حروفها، أو قلباً.

يقتصر نطاق علم الصرف على الكلمات العربية المتصرفة، مثل الأفعال المتصرفة والأسماء المعربة. لا يشمل الأسماء الأعجمية لأنها منقولة من لغات أخرى، ولا الأسماء المبنية كالضمائر وأسماء الشرط وأسماء الإشارة.

إن الوحدة الأساسية في علم الصرف هي الجذر اللغوي. لكل كلمة عربية جذر لغوي، وهو الأصل الذي اشتقت منه الكلمة، ويتكون من الحروف الأصلية التي تحمل المعنى الأساسي للكلمة. يمكن تعريف الجذر بأنه: “الأحرف المشتركة بين عدد من الكلمات، والتي يُعتقد أنها متصلة ببعضها البعض اتصالاً اشتقاقياً”.

نص سورة الفاتحة

سورة الفاتحة، أم الكتاب، هي أعظم سورة في القرآن الكريم. وهي السورة التي يفتتح بها المصحف الشريف، وتتضمن جوامع المعاني وأصول الدين. فيما يلي نص السورة الكريمة:

“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)”.[٢]

تحليل صرفي لمفردات سورة الفاتحة

فيما يلي تحليل صرفي لبعض كلمات سورة الفاتحة، مع توضيح أوزانها وأصولها اللغوية:

  • الحمد: مصدر ثلاثي على وزن “فَعْل”. وهو مصدر سماعي.
  • لله: أصلها “الإله” على وزن “العِال”، حذفت همزتها (فاء الكلمة) على غير قياس.
  • رب: صفة مشبهة، أصلها “رابِب” (اسم فاعل على وزن فاعل). سُكّنت الباء الأولى بعد حذف حركتها (الكسرة)، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، فأصبحت “ربّ” بعد الإدغام.
  • العالمين: على وزن “الفَاعِلِينَ”، ملحقة بجمع المذكر السالم.
  • الرحمن: على وزن “الفَعْلان”، حذفت الألف لأغراض الرسم القرآني.
  • الرحيم: صفة مشبهة على وزن “الفَعِيل”.
  • مالك: اسم فاعل على وزن “فَاعِل”.
  • نستعين: على وزن “نستفعل”، وفيها إعلالان:

    • الإعلال الأول: إعلال بالنقل، حيث نُقلت حركة الواو (الكسرة) إلى العين، ونُقل سكون العين إلى الواو.
    • الإعلال الثاني: إعلال بالقلب، ترتب على الإعلال بالنقل، حيث وقعت الواو ساكنة بعد كسر، فانقلبت ياءً لتناسب حركة ما قبلها (التناسب الصوتي).
  • اهدنا: على وزن “افْعِلْنَا”، حذفت الياء منعاً لالتقاء الساكنين. أصل الفعل “اهدينا”، وحذفت الياء بسبب صياغة الأمر من فعل معتل الآخر.
  • المستقيم: اسم فاعل من الفعل السداسي “استقام”، وفيه إعلالان:

    • الإعلال الأول: إعلال بالنقل، حيث نُقلت كسرة الواو إلى القاف قبلها.
    • الإعلال الثاني: إعلال بالقلب، ترتب على الإعلال بالنقل. أصله “المستقْوِم”، نُقلت كسرة الواو إلى القاف، ونُقل سكون القاف إلى الواو، فقلبت الواو ياءً لكسر ما قبلها (تحقيقاً للتناغم الصوتي).
  • أنعمت: على وزن “أَفْعَلْتَ”، الهمزة زائدة، وهو فعل ثلاثي مزيد بالهمزة في أوله.
  • المغضوب: اسم مفعول من الفعل الثلاثي المبني للمجهول “غُضِبَ”، على وزن “المفعول”.
  • الضالّين: اسم فاعل من الفعل الثلاثي المضعف “ضلَّ”، على وزن “الفاعلين” بعد إدغام اللام في اللام. أصله “الضالِلِين”.

المصادر والمراجع

  1. فؤاد حنا طرزي، الاشتقاق، صفحة 24.
  2. سورة الفاتحة، آية: 1-7.
  3. أ/ مصطفى علي مسعود شاماكه، القضايا النحوية والصرفية واللّغوية وأوجه القراءات في سورة فاتحة، صفحة 1-14.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

دراسة بنية الكلمة: علم الصرف

المقال التالي

الرصيد اللغوي في علم اللسانيات

مقالات مشابهة