التحفظ وأثره: نظرة شاملة

استكشاف التحفظ: أعراضه، تأثيراته، أسبابه، العوامل المساهمة فيه، وأساليب التعامل معه. نظرة متعمقة لمساعدة المتأثرين به.

مقدمة حول التحفظ والتعامل معه

يعد التحفظ سمة قد تترك بصمات سلبية على نفسية الفرد، وتؤدي إلى نشوء تحديات جمة في حياته. فالشخص المتحفظ قد يجد صعوبة في بناء علاقات قوية مع الأصدقاء، العائلة، والمحيطين به. هذا بالإضافة إلى أن التحفظ قد يولد لديه شعوراً بالخوف والقلق من خوض تجارب جديدة أو إظهار مهارات معينة، خشية الفشل أو الوقوع في الخطأ، وذلك نتيجة لصعوبة التركيز والانتباه لما يدور حوله.

علامات التحفظ

تتميز علامات التحفظ بأنها ليست دائمة، بل تظهر بشكل مؤقت عندما يتعرض الشخص لموقف معين يثير لديه هذا الشعور. وتشمل هذه العلامات:

العلامات الجسدية

  • جفاف في الحلق.
  • تسارع في نبضات القلب.
  • ارتعاش في اليدين.

العلامات الظاهرية

  • احمرار الوجه والأذنين.
  • ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
  • صعوبة في التعبير عن الأفكار أو الكلام.

تأثيرات التحفظ وتبعاته

للتحفظ تأثيرات سلبية متعددة على الفرد، منها:

  • الميل إلى العزلة وتجنب التواصل مع الآخرين.
  • الخوف من طرح الأسئلة والمشاركة في الحوارات.
  • الشعور المستمر بعدم الرضا عن الذات وتقليل القدرات.

دوافع التحفظ

هناك عدة عوامل قد تساهم في نشوء التحفظ، منها:

  • الأسباب البيئية: تلك التي تنشأ في المنزل أو المدرسة نتيجة لأساليب التربية أو التعامل.
  • الأسباب البيولوجية: تتعلق بفسيولوجية الدماغ لدى الأطفال، والتي قد تجعلهم أكثر عرضة للاستجابة للتحفظ.
  • الأسباب الوراثية: تلعب الجينات دوراً في تحديد مدى قابلية الشخص للتحفظ.
  • الأسباب الصحية: مثل سوء تغذية الأم أثناء الحمل أو تعرضها للإرهاق الجسدي والاضطرابات النفسية، مما قد يؤثر على الجهاز العصبي للجنين.

المؤثرات في نشأة التحفظ

توجد عوامل عديدة تزيد من احتمالية تطور التحفظ لدى الأفراد، ومن بينها:

  • القسوة على الطفل عند ارتكابه الأخطاء، مما يولد لديه شعوراً بالنقص.
  • إشعار الطفل بالنقص بسبب وجود عيب خلقي، مثل التأتأة.
  • تفضيل أحد الأبناء على الآخرين أو المبالغة في مدح أحدهم وإهمال الآخر.

طرق التغلب على التحفظ

هناك العديد من الوسائل التي يمكن اتباعها للتغلب على التحفظ، ومنها:

  • تجنب انتقاد الطفل أو تصرفاته أمام الآخرين أو وصفه بأي صفة سلبية، خاصة أمام أصدقائه.
  • التعامل مع الطفل بلطف ومنحه الحنان اللازم.
  • تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال تشجيعه عند قيامه بأعمال جيدة.
  • تجنب إجبار الطفل على القيام بأشياء لا يرغب بها.
  • مساعدة الطفل نفسياً في التغلب على العيوب الخلقية المؤقتة، مثل التأتأة، وتشجيعه على التكيف مع المجتمع دون خجل.
  • تعريف الطفل على عدد كبير من الناس بمختلف أشكالهم، مما يساعده في الاندماج في الحياة الاجتماعية والاختلاط مع الآخرين.

ديننا الحنيف يحثنا على التيسير وعدم التعسير، فعلينا أن نكون رحماء بأبنائنا وأن ننمي فيهم الثقة بالنفس، مسترشدين بقوله تعالى:

“يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ” (البقرة: 185)

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فهم الخجل لدى الأطفال: الأسباب وطرق الدعم

المقال التالي

نطاق عمل بلدية عمان الكبرى وخدماتها المتنوعة

مقالات مشابهة