ما هي البدعة؟
تعرف البدعة لغةً بأنها كل جديد ومستحدث، سواء كان محمودًا أو مذمومًا. أما في الاصطلاح الشرعي، فهي طريقة مستحدثة في الدين تضاهي الشريعة الإسلامية. وتشمل كل ما يُدخل على الدين من زيادة أو نقصان، مما يؤثر سلبًا على جوهره وتعاليمه. وقد حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الابتداع في الدين، حيث قال:(إياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإن َّكلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ)[حديث صحيح].
تأثير الابتداع وضرورة الحذر
إن للابتداع في الدين آثارًا خطيرة تستوجب الحذر والتصدي لها، لما لها من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع.
آثار الابتداع السلبية
تشتيت وحدة المسلمين
تؤدي البدع إلى تمزيق وحدة المسلمين وتفريق الأمة، وذلك بإحداث مذاهب وفرق متناحرة في مختلف المجالات الفكرية والسياسية. وغالبًا ما تكون هذه البدع مبنية على الأهواء والآراء الشخصية التي لا تستند إلى دليل شرعي صحيح.
عدم قبول الأعمال
تحبط البدع عمل صاحبها وترده عليه، مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)[متّفق عليه].
اتهام لله بعدم إكمال الدين
تعتبر البدعة اتهامًا ضمنيًا لله سبحانه وتعالى بأنه لم يكمل دينه ولم يتم نعمته على عباده، حيث يحاول المبتدع إضافة ما يراه مكملاً ومحسنًا للدين، وهذا ينافي الأدب مع الله.
اتهام للرسول بعدم تبليغ الرسالة
تعد البدعة اتهامًا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ رسالة الله كاملة، مما ينتقص من قدره ومكانته.
اتباع غير شرع الله
يعتبر المبتدع متبعًا لغير شرع الله، حيث يتجاوز الحدود التي وضعها الله وينشئ في الدين ما لم يأذن به.
محاربة سنة الرسول
يعتبر المبتدع محاربًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث تضعف البدعة السنة وتزيل قيمتها من قلوب الناس.
الكذب على الرسول
قد تدفع البدعة صاحبها إلى الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم وتحريف سنته، تصديقًا لقوله صلى الله عليه وسلم:(إن مما أتخوف على أمتي الأئمة المضلين)[صحيح ابن ماجة].
اتباع الهوى
يتبع المبتدع هواه ورغباته، ويعبد الله فيما يوافق هواه ويعصيه فيما يخالفه، مصداقًا لقوله تعالى:(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[القصص: 50].
صعوبة التوبة
يصعب على المبتدع التوبة من بدعته، لأن الشيطان يزينها له ويجعله يراها قربة وطاعة لا معصية وإثمًا.
التعرض لغضب الله
يعرض الابتداع صاحبه لغضب الله وسخطه.
تحمل الأوزار
يحمل المبتدع أوزاره وأوزار من يتبعه ويضلهم ببدعته، كما قال تعالى:(لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)[النحل: 25].
من أبغض الناس إلى الله
يعتبر المبتدع من أبغض الناس إلى الله سبحانه وتعالى.
عواقب التغاضي عن البدع
السكوت عن ردها
يعتبر التغاضي عن البدع مخالفة صريحة للأوامر الشرعية التي تحث على ردها وإبطالها.
خيانة الأمة
يؤدي السكوت عن البدع إلى خيانة الأمة وغشها، لأنها من أسباب سخط الله وغضبه، وقد تؤدي إلى الشرك والموت عليه.
طمس معالم الدين
يساهم إهمال البدع في طمس معالم الدين الحق، حيث يساعد ذلك على انتشارها وظهورها، والناس عادة أسرع إلى الباطل.
إخفاء السنة
يؤدي التغاضي عن البدع إلى إخفاء السنة النبوية وتقليل العمل بها، ويقل عدد القادرين على التمييز بين السنة والبدعة.
تفرق الأمة
تتسبب البدع المهملة في تفرق الأمة وزيادة النزاعات والخلافات والشقاق بين أفرادها.
ضعف الأمة
تزيد البدع من ضعف الأمة وهوانها وتسلط الأعداء عليها.
نقص الميثاق
إن السكوت عن البدع ينقص الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم، ويعرضهم لعذابه الشديد.