البيوع المحرمة في الإسلام: دليل شامل

جدول المحتويات

• البيوع المحرمة لذاتها
• بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام
• بيع الدم والكلب والقط
• بيع الصور والصليب
• بيع آلات اللهو والموسيقى
• بيع الدخان والمخدرات
• البيوع المحرمة لغيرها
• البيوع المحرمة بسبب الغرر أو الجهالة
• البيوع المحرمة بسبب الربا
• البيوع المحرمة بسبب الضرر أو الخداع
• بيوع أخرى محرمة

البيوع المحرمة لذاتها

البيوع المحرمة لذاتها هي تلك التي تتعلق بأشياء محرمة في الإسلام بشكل مطلق، ولا يجوز بيعها أو شراؤها تحت أي ظرف. هذه البيوع تشمل أشياء مثل الخمر والميتة والخنزير والأصنام، والتي حرمها الله تعالى بشكل صريح في القرآن الكريم والسنة النبوية.

بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام

حرّم الله تعالى الميتة بأنواعها ما لم تُذبح بالطريقة الشرعية، كما حرّم لحم الخنزير حتى لو تم ذبحه بشكل صحيح. يقول الله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ) [المائدة: 3]. بالإضافة إلى ذلك، حرم الله شرب الخمر وعبادة الأصنام، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ) [المائدة: 90].

بيع الدم والكلب والقط

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الدم والكلب، حيث قال: (إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى ‌عَنْ ‌ثَمَنِ ‌الدَّمِ، ‌وَثَمَنِ ‌الكَلْبِ) [رواه البخاري]. كما نهى عن بيع القط (السِّنَّوْرِ)، حيث قال جابر بن عبد الله: (زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ) [رواه مسلم].

بيع الصور والصليب

اختلف الفقهاء في حكم بيع الصور، حيث يرى البعض أن التصاوير الكاملة للأعضاء والمجسمة محرمة، بينما يرى آخرون أن كل تصوير لذي روح محرم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ) [رواه البخاري]. كما حرم بيع الصلبان، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ ‌تَصَالِيبُ إِلَّا نَقَضَهُ) [رواه البخاري].

بيع آلات اللهو والموسيقى

اتفق الفقهاء على حرمة بيع الآلات الموسيقية إذا كان الغرض منها العزف أو اللهو والفساد. جاء هذا التحريم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ ‌وَالمَعَازِفَ) [رواه البخاري].

بيع الدخان والمخدرات

يحرم بيع الدخان لضرره الصحي ولما فيه من إسراف وتبذير. كما يحرم بيع المخدرات مثل الحشيش، حيث نقل الإمامان القرافي وابن تيمية الإجماع على حرمتها. يقول الله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ) [الأعراف: 157].

البيوع المحرمة لغيرها

هي البيوع التي تكون محرمة بسبب علة أو نقصان شرط، مثل الغرر أو الربا أو الضرر. إذا زال السبب المحرم، تصبح هذه البيوع حلالًا.

البيوع المحرمة بسبب الغرر أو الجهالة

الغرر هو البيع الذي يكون مبنيًا على عدم اليقين، مثل بيع الجمل الهارب. أما الجهالة فهي البيع الذي يكون فيه الشيء موجودًا ولكن صفته غير معروفة، مثل بيع شاة من الغنم دون معرفة وزنها أو نوعها. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه البيوع، حيث قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ المُحَاقَلَةِ، وَالمُخَاضَرَةِ، وَالمُلَامَسَةِ، ‌وَالمُنَابَذَةِ، وَالمُزَابَنَةِ) [رواه البخاري].

البيوع المحرمة بسبب الربا

الربا من أكبر المحرمات في الإسلام، ويشمل بيع العينة، حيث يبيع التاجر سلعة مؤجلة ثم يشتريها نقدًا بسعر أقل. كما يشمل بيع العرايا، وهو بيع الرطب على النخيل بالتمر. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه البيوع لما فيها من ظلم واستغلال.

البيوع المحرمة بسبب الضرر أو الخداع

تشمل هذه البيوع الغش والخداع، مثل بيع النجش، حيث يزيد الشخص في ثمن السلعة دون نية الشراء، أو تلقي الركبان، حيث يتلقى التجار السلع قبل وصولها إلى السوق لشرائها بسعر أقل. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الممارسات لما فيها من ظلم للبائع والمشتري.

بيوع أخرى محرمة

من البيوع المحرمة أيضًا البيع في المسجد، حيث لا يجوز إقامة أي معاملات تجارية في مكان العبادة. كما يحرم البيع بعد أذان الجمعة، حيث يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) [الجمعة: 9].

المراجع

• كمال ابن السيد سالم، “صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة”، المكتبة التوفيقية، 2003.
• وهبة الزحيلي، “الفقه الإسلامي وأدلته”، دار الفكر، الطبعة 12.
• ابن تيمية، “المستدرك على مجموع الفتاوى”، الطبعة 1، 1418.
• القرافي، “الفروق”، جزء 3.