البهاق والعوامل الوراثية: هل هناك علاقة؟

تعرف على العلاقة بين البهاق والعوامل الوراثية، والاختلالات الجينية التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض الجلدي. اكتشف المزيد عن أسباب البهاق وكيفية تأثيره على الجلد.

جدول المحتويات

هل البهاق مرض وراثي؟

عندما يتعلق الأمر بمرض البهاق، فإن السؤال الأكثر شيوعًا هو: هل البهاق وراثي؟ الإجابة المباشرة هي أن البهاق ليس مرضًا وراثيًا بالمعنى التقليدي، حيث لا توجد جينات محددة تنتقل مباشرة من الآباء إلى الأبناء وتسبب الإصابة بالمرض. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بالبهاق.

وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Dermatologic Clinics في عام 2018، فإن نسبة الإصابة بالبهاق تصل إلى 7% لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض، خاصةً بين الأقارب من الدرجة الأولى. ومع ذلك، فإن الإصابة بالبهاق لا تعتمد فقط على العوامل الوراثية، بل تتطلب أيضًا تفاعلًا مع عوامل بيئية مختلفة، مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو المواد الكيميائية.

الجينات المرتبطة بمرض البهاق

هناك العديد من الجينات التي قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالبهاق. من بين هذه الجينات:

  • جين NLRP1: هذا الجين مسؤول عن إنتاج بروتين يساعد في تنظيم الالتهابات في الجسم. الالتهاب هو رد فعل طبيعي للجسم عند التعرض للإصابة أو المرض، حيث يرسل الجهاز المناعي خلايا الدم البيضاء لمحاربة العدوى. أي خلل في هذا الجين قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز المناعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالبهاق.
  • جين PTPN22: يلعب هذا الجين دورًا في تنظيم الخلايا التائية، وهي خلايا مناعية تساعد في التعرف على الأجسام الغريبة ومحاربتها. أي خلل في هذا الجين قد يؤدي إلى مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا السليمة في الجسم، بما في ذلك الخلايا الميلانينية المسؤولة عن إنتاج صبغة الجلد.

كيف تؤثر الاختلالات الجينية على البهاق؟

الاختلالات الجينية المرتبطة بالبهاق تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز المناعي، حيث يبدأ الجسم في مهاجمة الخلايا الميلانينية المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين. هذا الهجوم يؤدي إلى تدمير هذه الخلايا، مما يتسبب في ظهور البقع البيضاء المميزة لمرض البهاق.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هذه الاختلالات الجينية مرتبطة أيضًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل مرض السكري من النوع الأول أو التهاب الغدة الدرقية.

ما هو البهاق؟

البهاق هو مرض جلدي يتسبب في فقدان لون الجلد في مناطق معينة، مما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء. هذه البقع يمكن أن تظهر في أي جزء من الجسم، وتختلف في حجمها من بقع صغيرة إلى مناطق كبيرة. يحدث البهاق نتيجة تدمير الخلايا الميلانينية، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين التي تعطي الجلد لونه.

على الرغم من أن البهاق لا يسبب أي ألم جسدي، إلا أنه قد يؤثر على الحالة النفسية للمصابين، خاصةً إذا ظهر في مناطق مرئية من الجسم.

العلاقة بين البهاق وأمراض المناعة الذاتية

البهاق يعتبر أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا الميلانينية في الجسم. هذا النوع من الأمراض غالبًا ما يكون مرتبطًا بأمراض مناعية أخرى، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة الحمراء. لذلك، قد يكون الأشخاص المصابون بالبهاق أكثر عرضة للإصابة بأمراض مناعية أخرى.

كيف يمكن التعامل مع البهاق؟

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للبهاق، إلا أن هناك عدة طرق يمكن أن تساعد في إدارة المرض وتحسين مظهر الجلد. من بين هذه الطرق:

  • العلاج بالضوء: يستخدم هذا العلاج الأشعة فوق البنفسجية لتحفيز إنتاج الميلانين في الجلد.
  • المراهم الموضعية: تحتوي هذه المراهم على مواد تساعد في إعادة تصبغ الجلد.
  • الجراحة: في بعض الحالات، يمكن استخدام الجراحة لزرع خلايا ميلانينية سليمة في المناطق المصابة.

المراجع

  • Kelly Crumrin (February 17, 2020), “What Causes Vitiligo?”, MyVitiligoTeam.
  • Richard Spritz and Genevieve Andersen (2018), “Genetics of Vitiligo”, Dermatologic Clinics.
  • “Vitiligo”, National Institutes of Health, August 17, 2020.
  • Krista Roncone (October 31, 2019), “Vitiligo”, Medscape.
  • Moira Lawler (September 25, 2018), “What Is Vitiligo and Who’s at Risk?”, Everyday Health.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

البنيوية التكوينية في النقد الأدبي: مفهومها وأعلامها ومرتكزاتها

المقال التالي

البهاق وفيتامين د: الأسباب، الأنواع، وطرق العلاج

مقالات مشابهة

فهم وإدارة مشكلة السلس البولي – دليل شامل

طرق تشخيص السلس البولي، علاجات السلس البولي الإجهادي، علاجات السلس البولي الإلحاحي، وعلاج السلس البولي المزمن. شرح مفصل لكيفية التعامل مع هذه المشكلة الصحية.
إقرأ المزيد