جدول المحتويات
نسب البراق بن روحان
البراق بن روحان هو أبو النصر بن روحان بن أسد التميمي، ينتمي إلى قبيلة بني تميم، وهي من القبائل العربية العريقة. يعود أصله إلى اليمن، لكنه عاش معظم حياته في البحرين. يُعتبر البراق من شعراء الطبقة الثانية في العصر الجاهلي، وكان معروفًا بشجاعته وفروسيته. تربى في بيئة بدوية، حيث كان يتبع رعاة الإبل ويحلب اللبن في صغره، مما أثر في شخصيته وجعله قريبًا من حياة الصحراء وقيمها.
بطولات البراق بن روحان
اشتهر البراق بن روحان بشجاعته وبطولاته في الدفاع عن قومه. في إحدى المعارك التي نشبت بين قبيلة بني ربيعة وقبائل طيء وقضاعة، لجأ العديد من الفرسان إلى البراق طلبًا للمساعدة. كان وائل بن ربيعة أحد الذين استنجدوا به، قائلًا:
لقد طما الخطب ولا قرار لنا عليه
إليك أتينا مستجيرين للنصر
فشمر وبادر للقتال أبا نصر
وما الناس إلا تابعون لواحد
إذا كان في آلة المجد والفخر
فناد تجبك الصدى من آل وائل
فرد عليه البراق بحزن بسبب ما فعله عمه معه، قائلًا:
وهل أنا إلا واحد من ربيعة
أعز إذا عزوا وفخرهم فخري
سأمنحكم مني الذي تعرفونه
أشمر عن ساقي وأعلو على مهري
وأدعو بني عمي جميعا وإخوتي
إلى موطني الهيجاء أو مرتع الكر
رفض البراق الانضمام إلى قبيلة بنو طيء، وفضل البقاء مع قومه، مما يدل على وفائه وإخلاصه لقبيلته.
إنقاذ البراق لمحبوبته ليلى
من أشهر القصص التي تُروى عن البراق بن روحان هي قصة إنقاذه لمحبوبته ليلى بنت لكيز. كانت ليلى ابنة عم البراق، وقد سمع أمير الفرس بجمالها وأراد أن يتزوجها. لكنه علم أن العرب لا يزوجون فتياتهم للأعاجم، فقرر اختطافها. أرسل جنوده ليهاجموا قافلتها ويأخذوها إلى بلاد فارس. هناك، حاول الأمير إجبارها على الزواج، لكنها رفضت وتعرضت للتعذيب. أنشدت ليلى شعرًا تعبر فيه عن معاناتها:
لَيتَ للِبَرّاقِ عَـينـاً فَتَـرى
ما أُقاسي مِـن بَلاءٍ وَعَنا
يا كُلَيـبـاً يـا عُـقَـيـلاً وَيلَكُم
يا جُنَـيداً ساعِدوني بِالبُكا
عُذِّبَـت أُختُكُمُ يا وَيلَكُـم
بِعذابِ النُكرِ صُبحاً وَمَسا
يَكذِبُ الأَعجَمُ ما يَقرُبني
وَمعي بَعضُ حِساساتِ الحَيا
قَيِّدوني غَـلّلِوني وَاِفعَلوا
كُلَّ ما شئتُم جَمـيعاً مِن بَلا
فَأَنا كارِهَةٌ بُـغيَتُكُمو
مَريرُ المَوتِ عِندي قَد حَلا
أَتَدُلّونَ عَلَينا فارِسـاً
يا بَني أَنمارَ يا أَهلَ الخـنا
يـا إِيـادُ خَـسِـرَت صَفقَتُكُم
وَرَمى المَنظَرَ مـن بَـرد العَمى
يا بَني الأَعماصِ إِمّا تَقطعوا
لِبَني عَدنانَ أَسبابَ الرَجا
عندما علم البراق بما حدث لمحبوبته، توجه إلى بلاد فارس وأنقذها من الأسر، وعاد بها إلى قومها. وفي النهاية، وافق والد ليلى على تزويجها من البراق، فاجتمع الحبيبان وتزوجا.
شعر البراق بن روحان
كان البراق بن روحان شاعرًا موهوبًا، وقد ترك إرثًا شعريًا يعكس شجاعته وحبه لقبيلته. من أشهر قصائده تلك التي أنشدها أثناء معركته مع نصير الطائي، حيث قال:
داعني سيد الحيين فينا
بنو أسد السميدع للمغار
فيمت السنان لصدر عمرو
فطاح مجندلا بالصف عايي
يعكس شعره قوة شخصيته وإيمانه بقيم الفروسية والشرف.
المراجع
- بشير يموت، “شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام”، صفحة 32.
- “البراق بن روحان”، تراجم.
- لويس شيخو، “مجاني الأدب في حدائق العرب”، صفحة 282-283.