البحر الأحمر: موقعه، جيولوجيته، وأهميته

محتويات

موقع البحر الأحمر الجغرافي

يقع البحر الأحمر في منطقة حيوية تفصل بين قارتي أفريقيا وآسيا، تحديداً بين شرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية. يمتد هذا المسطح المائيّ لمسافة 1930 كيلومتراً من خليج السويس في مصر جنوباً شرقاً حتى مضيق باب المندب، الذي يربطه بخليج عدن وبحر العرب. يحدّه من الغرب سواحل مصر والسودان وإريتريا، ومن الشرق سواحل المملكة العربية السعودية واليمن. يشكل كل من خليج العقبة وقناة السويس امتداداته الشمالية.

حددت المنظمة الهيدروغرافية الدولية حدوده بدقة، محددةً إحداثياته الجغرافية بدقة في الشمال والجنوب. يُحيط بالبحر الأحمر ثمان دول، تتمتع جميعها بسواحل على هذا البحر المهم.

الخصائص الجيولوجية للبحر الأحمر

يُوصف البحر الأحمر بأنه شريط مائي طويل وضيّق، يتراوح متوسط عرضه بين 280 و 360 كيلومتراً، ويُعتبر من البحار العميقة، حيث يبلغ متوسط عمقه 490 متراً، ويصل إلى 2300 متراً في بعض المناطق. يمكن تقسيم عمقه إلى مناطق ضحلة، ومناطق عميقة، ومناطق متوسطة العمق، كل منها تتميز بخصائصها البيئية الفريدة.

يُعدّ البحر الأحمر جزءاً من نظام الوادي المتصدع الكبير، وهو منطقة جيولوجية نشطة جداً، نتيجةً لحركة الصفائح العربية والإفريقية. وقد أدى هذا النشاط إلى ظواهر بركانية وزلازل عبر آلاف السنين. يُعتبر البحر الأحمر صدعاً منخفضاً يفصل بين كتلتين كبيرتين من القشرة الأرضية، وتتميز الأراضي المحيطة به بوجود سهول ساحلية وهضاب وجبال شاهقة الارتفاع.

يُعرف البحر الأحمر بكثرة الشعاب المرجانية، التي تمتد على طول آلاف الكيلومترات، مُشكّلةً مناظر طبيعية خلابة. تتنوع شواطئه بين الرملي والصخري، مع اختلاف في الخصائص من منطقة لأخرى.

كنوز البحر الأحمر: جُزره المتنوعة

يضمّ البحر الأحمر أكثر من ألف جزيرة، تتبع معظمها للمملكة العربية السعودية وإريتريا. تتفاوت أحجام هذه الجزر، وتتكوّن غالبيتها من الحجر الجيريّ المرجانيّ، في حين أن بعضها ذو أصل بركانيّ. معظم هذه الجزر غير مأهولة، لكن بعضها يكتسب أهمية استراتيجية أو اقتصادية.

هناك 14 جزيرة مأهولة بالسكان، منها جزيرة كمران اليمنية، وجزر في أرخبيل فرسان السعودي، وجزر في أرخبيل دهلك الإريتري. يمكن تصنيف جزر البحر الأحمر إلى أربعة أنواع بناءً على تركيبها الجيولوجي: جزر مرجانية، جزر قارية، جزر رملية، وجزر بركانية.

مناخ البحر الأحمر ودرجة حرارة مياهه

يتأثر مناخ البحر الأحمر بالرياح الموسمية، الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية. يبلغ متوسط درجة حرارة مياهه حوالي 22 درجة مئوية، مع اختلافات بين الشمال والجنوب، وبين فصلي الصيف والشتاء. تتميز المنطقة بكمية هطول أمطار منخفضة جداً، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة التبخر وزيادة ملوحة المياه.

أهمية البحر الأحمر عبر التاريخ

يُعتبر البحر الأحمر من أهمّ الممرات المائية في العالم، لأنه يربط بين آسيا وأوروبا. كان يُستخدم كطريق تجاري هام منذ آلاف السنين، منذ العصر المصري القديم وحتى العصور اللاحقة. وقد تراجعت أهميته لفترة بعد اكتشاف طرق بحرية أخرى، إلا أن افتتاح قناة السويس أعاد إليه دوره الحيوي كطريق رئيسيّ للشحن البحريّ بين أوروبا وأستراليا وشرق آسيا.

تكوّن البحر الأحمر منذ ملايين السنين، وتميزت مياهه بملوحتها العالية بسبب عدم وجود أنهار تصب فيه. أما اسمه، فهو يعود إلى نوع من الطحالب تعطي مياهه اللون البنيّ المحمرّ في بعض الأوقات.