المحتويات
رأي الشرع في طلاق الغاضب
أصدر علماء الأمة الإسلامية فتوى بشأن عدم اعتبار الطلاق نافذاً في حالة الغضب الشديد. فإذا طلق الرجل زوجته وهو في حالة غضب شديد أفقدته وعيه وإدراكه، فإن هذا الطلاق لا يقع بالإجماع، لأنه في حكم المجنون. وقد استند العلماء في هذا الرأي إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا طلاق ولا عتاق في إغلاق.”
والإغلاق في الحديث النبوي الشريف يحمل معنى الغضب الشديد أو الإكراه. وقد سمي الغضب إغلاقاً لأنه يغلق على الإنسان تفكيره وقصده، ويجعله كالفاقد للعقل كالمجنون أو السكران. أما إذا وقع الطلاق في حالة غضب غير مفرط، فإن الطلاق يقع عند جمهور العلماء، لأن الغضب في هذه الحالة يعتبر طبيعياً ولا يرقى إلى مستوى الإجبار أو الإكراه.
حكم الطلاق في حالة الغضب المتوسط
تضاربت آراء العلماء فيما يتعلق بوقوع الطلاق من الزوج الغاضب غضباً شديداً ولكنه لم يفقد وعيه أو إدراكه بشكل كامل، بل غاب عنه جزء كبير من قصده، وحدث اضطراب في أفعاله وأقواله. ذهب أغلب علماء الأمة الإسلامية، بما في ذلك ابن تيمية وابن القيم، إلى القول بأن الطلاق يقع في حالة الغضب المتوسط. في المقابل، ذهب فقهاء الحنفية إلى القول بعدم وقوع الطلاق في هذه الحالة قياساً على الغضب الشديد.
تذليل حدة الغضب في الشريعة الإسلامية
ممّا لا شك فيه أن الغضب يجلب الكثير من المشاكل والمصائب. فقد يتلفظ الغضبان بكلمات الكفر أو قد يقع منه الطلاق دون مبرر. والغضب صفة ذميمة، وهو من الشيطان. ولكي يتجنب المسلم الغضب، يجب عليه أن يحرص على اتباع توجيهات السنة النبوية التي تقي المسلم من الغضب. ومن هذه التوجيهات الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. كما يجب على الغضبان أن يسكت حتى لا يتفوه بكلمة يندم عليها لاحقاً. وإذا كان الغضبان واقفاً فليجلس لأن في السكون وقاية من الغضب، فإن لم يسكن غضبه فليضطجع.
المصادر
- رواه السيوطي، في الجامع الصغير ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 9886، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- “حكم الطلاق في حالة الغضب “،الإسلام سؤال وجواب، 2003-10-15، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-19. بتصرّف.
- “قرار رقم: (216) (6/ 2015) حكم طلاق الغضبان والطلاق البدعي من حيث الوقوع وعدمه”،الموقع الرسمي لدائرة الافتاء الأردنية، 2015-11-12، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-19. بتصرّف.
- “علاج الغضب “،الإسلام سؤال وجواب، 2000-11-21، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-19. بتصرّف.