الاضحية عن طريق المؤسسات الخيرية: احكام وضوابط

تعرف على حكم إنابة المؤسسات الخيرية في ذبح الأضحية وشروط صحة هذه الإنابة، بالإضافة إلى حكم الأكل من لحم الأضحية.

الاضحية من خلال الجمعيات الخيرية: نظرة شرعية

يلجأ بعض المسلمين إلى تفويض المؤسسات الخيرية خلال عيد الأضحى المبارك، للقيام بذبح الأضحية وتوزيعها على الأسر المحتاجة والفقراء. يتم ذلك عن طريق دفع مبلغ مالي للمؤسسة الخيرية يعادل قيمة الأضحية. هذا الإجراء جائز شرعاً، حيث يسمح للمسلم بتوكيل مؤسسة خيرية موثوقة للقيام بهذه المهمة نيابة عنه.

ومع ذلك، على الرغم من جواز تفويض المؤسسات الخيرية في ذبح الأضحية، يظل الأفضل أن يقوم المسلم بالإشراف على أضحيته بنفسه، إلا إذا كان في التوكيل مصلحة أكبر. وإذا نذر المسلم أن يذبح أضحيته بنفسه، فعليه الوفاء بنذره.

شروط أساسية لتوكيل المؤسسات الخيرية في ذبح الأضحية

عند تفويض المؤسسات الخيرية في ذبح الأضحية وتوزيعها، يجب الالتزام بـ أحكام الأضحية التالية:

  • الالتزام بوقت الذبح: يجب أن يتم ذبح الأضحية في الوقت الشرعي المحدد، والذي يبدأ من اليوم الأول لعيد الأضحى وحتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.
  • اختيار الأضحية المناسبة: يجب أن يكون عمر الأضحية مناسبًا شرعًا، بحيث لا يقل عمر الإبل عن خمس سنوات (وتسمى الثنية)، ولا يقل عمر الماعز والبقر عن سنتين (وتسمى أيضاً ثنية)، ولا يقل عمر الضأن عن ستة أشهر إذا كانت تشبه بنت السنة (وهي الجذعة).
  • خلو الأضحية من العيوب: يجب على المؤسسة الخيرية اختيار الأضاحي الخالية من العيوب التي تقلل من قيمة اللحم أو تؤثر على هيئتها، مثل العور والعمى والجرب وغيرها.
  • توزيع اللحم: يجب توزيع جزء من لحم الأضحية على الفقراء والمحتاجين من المسلمين.
  • نية الأضحية: إذا كانت المؤسسة الخيرية تتولى الذبح عن عدد كبير من الأشخاص، يجب على القائمين عليها تسجيل أسماء الموكلين، وعند الذبح يجب أن ينوي الذابح الأضحية عن كل شخص منهم. وهذا ما تفعله الشركات التي تتولى ذبح الأضاحي والفدية والهدي التي يوكلها الحجاج في منى.

الاضحية بواسطة الجمعيات في دولة أخرى: هل يجوز؟

من السنة أن يذبح المسلم أضحيته بنفسه وفي البلد الذي يقيم فيه، اقتداءً بسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. ومع ذلك، يجوز توكيل شخص آخر أو مؤسسة خيرية في بلد آخر غير بلد الإقامة للقيام بذبح الأضحية. يلجأ البعض إلى ذلك بسبب انخفاض أسعار الأضاحي في بعض الدول، وهذا الأمر جائز شرعاً.

حكم إنابة الغير في ذبح الأضحية: تفصيل وأحكام

إذا أراد المسلم توكيل شخص آخر لشراء الأضحية وذبحها وتوزيعها على الفقراء والمساكين في عيد الأضحى، فإن ذلك جائز سواء كان ذلك في بلده أو في بلد آخر. ومع ذلك، الأفضل أن يقوم المسلم بذلك بنفسه إذا استطاع.

ما هو حكم تناول المضحي من أضحيته؟

من المستحب أن يأكل المضحي من أضحيته، وهذا باتفاق الفقهاء. فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك، حيث كان لا يأكل حتى يرجع من صلاة العيد، ثم يذبح أضحيته ويأكل منها. كما يستحب للمسلم أن يتصدق من أضحيته ويدخر جزءًا منها، وهذا في الأضحية غير الواجبة أو المنذورة. أما الأضحية المنذورة، فهناك آراء مختلفة حول جواز الأكل منها.

وقد ورد في الحديث الصحيح استحباب الأكل من الأضحية، والتصدق والادخار، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“يَأْكُلُ أَهْلُ الْبَيْتِ مِنَ الْأُضْحِيَّةِ وَيُطْعِمُونَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ.”

المصادر

  • أبتنوح علي سلمان (20/4/2010)،”شروط توكيل الجمعيات الخيرية بذبح الأضاحي“،دائرة الإفتاء الأردنية.
  • حسام الدين عفانة،كتاب المفصل في أحكام الأضحية، صفحة 146.
  • حسام الدين عفانة،كتاب المفصل في أحكام الأضحية، صفحة 144.
  • مجموعة من المؤلفين ،كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية/ الجزء 6، صفحة 115.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الرأي الشرعي في التضحية عن المتوفى

المقال التالي

آراء الفقهاء في حكم الأضحية

مقالات مشابهة