تمهيد
غالباً ما يتم استخدام مصطلحي البحر والمحيط بالتبادل للإشارة إلى المسطحات المائية المالحة الشاسعة التي تغطي كوكبنا. ومع ذلك، توجد اختلافات واضحة ومميزة بينهما من حيث الحجم، الموقع الجغرافي، والخصائص البيئية. تُعتبر البحار أصغر حجماً من المحيطات، وتقع عادةً حيث تلتقي المحيطات باليابسة أو على حوافها. هي مسطحات مائية محاطة جزئياً بالبر. على سبيل المثال، يعتبر بحر بيرنغ جزءاً من المحيط الهادئ. يقدر عدد البحار على كوكب الأرض بحوالي 50 بحراً، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية: البحار المغلقة تقريباً، والبحار المغلقة جزئياً، والبحيرات المالحة للغاية.
المحيطات، من ناحية أخرى، تُعتبر كتلة متصلة من المياه المالحة التي تتجمع في أحواض ضخمة على سطح الأرض. يوجد خمسة محيطات رئيسية: المحيط المتجمد الشمالي، المحيط الجنوبي، المحيط الهندي، المحيط الأطلسي، والمحيط الهادئ. كل محيط يتميز بخصائصه الفريدة من حيث العمق، درجة الملوحة، والتيارات المائية.
اختلافات في الأعماق
تتميز المحيطات بأعماقها الشاسعة مقارنة بالبحار، ويعزى ذلك إلى طبيعة البحار المحاطة باليابسة. يعتبر المحيط الهادئ أعمق المحيطات، حيث يصل متوسط عمقه إلى حوالي 4,000 متر، بينما تبلغ أعمق نقطة فيه، وهي خندق ماريانا، حوالي 10,924 متراً. أما المحيط المتجمد الشمالي، فهو الأصغر والأقل عمقاً بين المحيطات، ويبلغ متوسط عمقه حوالي 1,205 متراً. بالمقارنة، يعتبر البحر الكاريبي أعمق البحار، حيث يصل عمقه إلى 6,946 متراً.
التنوع البيولوجي في كل منهما
تزدهر الحياة البحرية في البحار بشكل أكبر مما هي عليه في المحيطات، ويعود ذلك أساساً إلى قرب البحار من اليابسة، مما يوفر بيئة غنية بالعناصر الغذائية ومياه ضحلة تسمح بنفاذ ضوء الشمس. المحيطات، بكونها أعمق وأبعد عن اليابسة، تقل فيها فرص الحياة المائية. تقتصر الحياة في أعماق المحيطات على الكائنات الدقيقة مثل العوالق والروبيان وبعض أنواع البكتيريا. بالمقابل، تحتضن البحار تنوعاً بيولوجياً كبيراً، حيث تصل أشعة الشمس إلى الأعماق وتساهم في عملية التمثيل الضوئي، وهي عملية حيوية أساسية لنمو النباتات البحرية والكائنات الحية الأخرى. هذا الأمر نادراً ما يحدث في المحيطات بسبب أعماقها الكبيرة.