الاتجاه البنيوي في الأنثروبولوجيا: دراسة شاملة

تعرف على الاتجاه البنيوي في الأنثروبولوجيا، نشأته، أبرز علمائه مثل جان جاك روسو ودوركهايم وكلود ليفي شتراوس، ودور اللغة والمجتمع في هذا الاتجاه.

جدول المحتويات

ما هو الاتجاه البنيوي في الأنثروبولوجيا؟

الاتجاه البنيوي في الأنثروبولوجيا هو منهج بحثي يعتمد على تحليل البنى الثقافية والاجتماعية لفهم الظواهر الإنسانية. يعتمد هذا الاتجاه على فكرة أن الثقافة والمجتمع يتكونان من أنظمة مترابطة من الرموز والقواعد التي يمكن تحليلها بشكل منهجي. يعتبر هذا المنهج أحد أهم الأساليب في دراسة الثقافات الإنسانية، حيث يركز على اكتشاف الأنماط والعلاقات الكامنة وراء الظواهر الاجتماعية.

نشأة الأنثروبولوجيا البنيوية

بدأت الأنثروبولوجيا البنيوية في الظهور كاتجاه أكاديمي في منتصف القرن العشرين، حيث تأثرت بأفكار علماء مثل كلود ليفي شتراوس. يعود الفضل في تأسيس هذا الاتجاه إلى جهود العديد من العلماء الذين سعوا إلى تحرير الأنثروبولوجيا من التفسيرات السطحية والتركيز على البنى العميقة التي تحكم الثقافات. كان الهدف الرئيسي هو تحليل الثقافة كنسق من الرموز والقواعد التي يمكن فهمها من خلال دراسة العلاقات بين عناصرها.

أبرز علماء الأنثروبولوجيا البنيوية

جان جاك روسو

يُعتبر جان جاك روسو أحد الرواد الأوائل الذين مهدوا الطريق للأنثروبولوجيا البنيوية. كان روسو قارئًا نهمًا لكتب الرحلات، وقام بتحليل العادات والمعتقدات الأجنبية. قدم روسو تصورًا أوليًا للأنثروبولوجيا التي لم تكن قد ظهرت بعد، حيث تنبأ بوجود علم يدرس الإنسان من خلال تحليل الثقافات والمجتمعات.

إميل دوركهايم

إميل دوركهايم، عالم الاجتماع الفرنسي، كان له دور كبير في تطوير الأنثروبولوجيا البنيوية. كتب دوركهايم كتابًا بعنوان “قواعد المنهج السوسيولوجي”، حيث ناقش أهمية دراسة الظواهر الاجتماعية كأشياء قابلة للتحليل. تغير موقف دوركهايم تجاه الأنثروبولوجيا بعد قراءته لأعمال جديدة، حيث أدرك أن التقابل بين التاريخ والأنثروبولوجيا كان وهمًا.

كلود ليفي شتراوس

كلود ليفي شتراوس هو أحد أشهر علماء الأنثروبولوجيا البنيوية. ولد في بلجيكا عام 1908، واشتهر بدراساته حول الأساطير واللغات. اعتقد شتراوس أن دراسة اللغات والأساطير يمكن أن تكشف عن البنى العميقة للثقافات. قدم شتراوس العديد من الأبحاث التي ربطت بين علم اللغة البنيوي والأنثروبولوجيا، حيث رأى أن دراسة الرموز والأنظمة الثقافية يمكن أن تكشف عن الحقائق العميقة للمجتمعات.

دور اللغة والمجتمع في الأنثروبولوجيا البنيوية

يرى علماء الأنثروبولوجيا البنيوية أن اللغة تلعب دورًا محوريًا في فهم الثقافات. تعتبر اللغة نظامًا من الرموز التي تعكس البنى الثقافية للمجتمعات. من خلال دراسة اللغات، يمكن للباحثين اكتشاف الأنماط والعلاقات التي تحكم الثقافات. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر المجتمع نظامًا من العلاقات المترابطة التي يمكن تحليلها من خلال دراسة البنى الاجتماعية.

منطلقات التحليل البنيوي

يعتمد التحليل البنيوي في الأنثروبولوجيا على عدة منطلقات أساسية:

  • يهاجم البنيويون المناهج التي تركز على دراسة الأدب من خلال الإطار الخارجي، ويركزون بدلاً من ذلك على الجوهر الداخلي للنصوص.
  • يعتبر البنيويون أن الأدب مستقل تمامًا عن الواقع الاجتماعي أو التاريخي.
  • يقوم التحليل البنيوي على اكتشاف البنية الداخلية للنصوص من خلال دراسة المستويات الصرفية والرمزية والنحوية.
  • يركز البنيويون على اكتشاف التشابه والتعارض والتوازي في النصوص لفهم بنيتها العميقة.

المراجع

  • كلود ليفي ستروس، “الأنثروبولوجيا البنيوية”، صفحة 9-10.
  • إديث كريزويل، “عصر البنيوية”، صفحة 37-39.
  • ثامر إبراهيم المصاروة، “البنيوية بين النشأة والتأسيس”، صفحة 37-40.
Total
0
Shares
المقال السابق

الأبراج الصينية: دليل شامل لمعرفة برجك وخصائصه

المقال التالي

الاتجاه التاريخي النفسي في الأنثروبولوجيا: دراسة متعمقة

مقالات مشابهة

دراسة الجدوى: أنواعها وأهميتها في نجاح المشاريع

استعراض شامل لأنواع دراسة الجدوى، بما في ذلك الفنية، والاقتصادية، والقانونية، والزمنية، والتشغيلية، والثقافية، والبيئية، والسياسية، وكيفية استخدامها في تقييم المشاريع قبل التنفيذ.
إقرأ المزيد