فهرس المحتويات
مفهوم الإضاءة
تعتبر الإضاءة عنصراً محورياً في حياة الكائنات الحية وفي البيئة المحيطة بنا. لطالما عرف الإنسان نور الشمس واستخدمه للإضاءة خلال النهار، مما ساعده على التنقل وممارسة أنشطته. لاحقاً، اكتشف الإنسان مصادر أخرى للإضاءة مثل النار، وفي العصر الحديث، ظهر المصباح الكهربائي الذي أحدث ثورة في حياتنا، ومنحنا القدرة على العمل والدراسة في الليل.
خصائص الإضاءة
تعد الإضاءة جزءاً من الطيف الكهرومغناطيسي، ويقع طولها الموجي بين 400 و 700 نانومتر تقريباً. هذا النطاق هو ما تستطيع العين البشرية رؤيته في الظروف الطبيعية، ولكنها ليست قادرة على رؤية جميع الأطوال الموجية الأخرى. ينتقل الضوء على هيئة حزم تسمى الفوتونات، وقد أحدثت دراسة هذه الفوتونات تأثيراً كبيراً في مجال الفيزياء الحديثة. وتعتبر سرعة الضوء ثابتًا أساسيًا في الكون، حيث تبلغ حوالي 299,792,458 مترًا في الثانية، وهي السرعة القصوى المعروفة للإنسان.
المنابع الضوئية
لا يمكن للإضاءة أن تنبعث من الفراغ، بل تحتاج إلى مصادر. الشمس هي المصدر الرئيسي للإضاءة في نظامنا الشمسي، والنجوم تضيء الكون بأكمله. الشمس ضرورية للحياة على الأرض ولا يمكن تعويضها بأي اختراع بشري. حتى القمر الذي يضيء سماء الليل، لا يعتبر مصدراً ذاتياً للإضاءة، بل يعكس ضوء الشمس الساقط عليه. القمر عبارة عن كتلة صخرية معتمة.
تنتج الشمس الإضاءة من خلال التفاعلات النووية التي تحدث على سطحها، والتي تبعث إشعاعات كهرومغناطيسية بأطوال موجية مختلفة، بما في ذلك الطيف المرئي. توجد مصادر طبيعية أخرى للإضاءة مثل بعض الكائنات الحية التي تصدر الضوء، بالإضافة إلى المصادر الاصطناعية مثل المصابيح الكهربائية.
دور الإضاءة في حياتنا
الاستخدام الأساسي للإضاءة هو الإبصار. تستقبل العين الضوء المنعكس من الأشياء المحيطة بنا وتكوّن الصور التي نراها. ولكن للإضاءة استخدامات أخرى متعددة. على سبيل المثال، تستخدم النباتات الخضراء الضوء لإنتاج الطاقة من خلال عملية التمثيل الضوئي، حيث تحول ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين.
من الاستخدامات الحديثة للإضاءة إنتاج الطاقة الكهربائية. تستخدم الخلايا الشمسية ضوء الشمس لإنتاج طاقة نظيفة وصديقة للبيئة، مما يقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية ويساهم في الحفاظ على البيئة.
قال تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [النور: 35].
وفي الحديث النبوي الشريف: “إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه”. رواه مسلم.