الأهمية الدينية للمسجد الأقصى في الإسلام

تعرف على الأهمية الدينية للمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومكانته العظيمة في الإسلام. اكتشف فضائل الصلاة فيه وارتباطه برحلة الإسراء والمعراج.

جدول المحتويات

المسجد الأقصى: ثاني أقدم مسجد على الأرض

يُعتبر المسجد الأقصى ثاني أقدم مسجد وُضع على الأرض بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة. وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [سورة آل عمران: 96]. كما روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (المَسْجِدُ الحَرَامُ ثُمَّ المَسْجِدُ الأقْصَى) [رواه البخاري].

اختلفت الروايات حول من بنى المسجد الأقصى، فقيل إنه آدم -عليه السلام-، وقيل إنه سليمان -عليه السلام-، وقيل إن الملائكة هي من وضعت أساسه بعد بناء المسجد الحرام بأربعين عاماً. وكل هذه الروايات تحتمل الصحة، حيث يمكن أن تكون الملائكة قد وضعت الأساس، ثم جاء الأنبياء ليكملوا البناء.

أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

يُعد المسجد الأقصى أولى القبلتين، حيث كان المسلمون يتوجهون إليه في صلاتهم قبل أن تُغير القبلة إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة في السنة الثانية للهجرة. كما أنه ثالث الحرمين الشريفين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وقد ذكر الله -تعالى- المسجد الأقصى في القرآن الكريم في قوله: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ) [سورة الإسراء: 1]. هذه الآية تشير إلى رحلة الإسراء والمعراج التي أسرى فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماوات العلى.

فضل الصلاة في المسجد الأقصى

يُعد المسجد الأقصى من المساجد التي تُشد إليها الرحال، كما ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى) [رواه مسلم].

كما ورد في أثر ضعيف عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الصَّلاةُ في مسجِدِي مِثْلُ أربعِ صلواتٍ في مسجِدِ بيتِ المَقدِسِ). وهذا يدل على فضل الصلاة في المسجد الأقصى، حيث تُعادل الصلاة فيه أربع صلوات في المسجد النبوي.

بركات المسجد الأقصى وما حوله

وصف الله -تعالى- المسجد الأقصى بأنه مبارك وما حوله، كما في قوله: (الَّذي بارَكنا حَولَهُ) [سورة الإسراء: 1]. وتتجلى هذه البركة في عدة أمور، منها:

  • كثرة تعبد المسلمين فيه وقصدهم لأداء الصلوات والعبادات.
  • كون بيت المقدس مهداً للعديد من رسالات الأنبياء السابقين.
  • كونها مهبط الملائكة والوحي.
  • أنها مكان الحشر يوم القيامة.
  • توفر سبل المعيشة الجيدة فيها، مثل الأنهار ومصادر الثمار.

المسجد الأقصى وارتباطه برحلة الإسراء والمعراج

ارتبط المسجد الأقصى ارتباطاً وثيقاً برحلة الإسراء والمعراج، حيث أسرى النبي -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماوات العلى. وقد صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد الأقصى إماماً بالأنبياء السابقين، مما يدل على مكانته العظيمة في الإسلام.

المسجد الأقصى وقف للمسلمين

بعد فتح عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للقدس، أصبح المسجد الأقصى وقفاً للمسلمين أجمع. وقد صلى عمر في المسجد الأقصى مع عدد من الصحابة، مما زاد من أهميته ومكانته في حياة المسلمين. كما أن هناك طائفة من المسلمين تبقى على الحق والصواب في بيت المقدس، مما يدل على ارتباطها الوثيق بالإسلام والمقدسات.

المراجع

  • القرآن الكريم.
  • صحيح البخاري.
  • صحيح مسلم.
  • تفسير ابن كثير.
  • الموسوعة الفقهية الكويتية.
Total
0
Shares
المقال السابق

الأهمية التاريخية لمدينة الخليل في فلسطين

المقال التالي

المستندات والأوراق اللازمة للسفر إلى تركيا

مقالات مشابهة