الأفعال المنافية للصيام وأثرها

استكشاف الأفعال التي قد تفسد الصيام وتأثيرها، بالإضافة إلى تعريف الصيام ومبطلاته ونصائح رمضانية قيمة ومصادر موثوقة.

أصناف الآثام وانعكاساتها على الصوم

تنقسم المعاصي التي قد يرتكبها الصائم في شهر رمضان إلى قسمين رئيسيين، وهما:

  • ما يفسد الصيام مباشرة: كارتكاب الفواحش كالزنا، أو تعاطي المسكرات كشرب الخمر، أو تعمد إنزال المني بالاستمناء، أو الجماع. هذه الأفعال تبطل الصوم وتستوجب التوبة والقضاء.
  • ما لا يفسد الصيام مباشرة: كالغيبة والنميمة، وقول الزور، والنظر إلى المحرمات، وسائر الذنوب التي لا تتعلق مباشرة بالمفطرات. ورغم أنها لا تبطل الصوم، إلا أنها تنقص من أجره وتضعف تأثيره.

يجدر بالمسلم أن يعلم أن جميع المعاصي منهي عنها في كل زمان ومكان، إلا أنها في شهر رمضان تكون أشد حرمة وأعظم إثما، لما في هذا الشهر من فضل وبركة. وقد ذكر الفقهاء جملة من المفطرات التي يجب على الصائم تجنبها، ومن أهمها:

  • تعمد الأكل أو الشرب.
  • إدخال أي مادة إلى الجسم عن طريق الأنف أو الفم، كالسعوط.
  • وصول شيء إلى الحلق عن طريق العين أو الأذن، بشرط وجود طعم له.
  • إيصال أي شيء إلى المعدة.
  • إيصال شيء إلى الدماغ.
  • القيء عن قصد.
  • الحيض والنفاس للمرأة.
  • الجماع.
  • نزول المني عن طريق الاستمناء باليد أو النظر بشهوة.
  • الارتداد عن الإسلام.
  • نية قطع الصيام أو التردد فيها.

بيان معنى الصيام

الصيام هو أحد أركان الإسلام العظيمة، وهو عبادة جليلة القدر، يتقرب بها المسلم إلى ربه. في شهر رمضان المبارك، تتجدد النوايا، وتتوحد الصفوف، وتجتمع الأسر، وتتهذب النفوس، وتتوق إلى الخير، وتتجنب الشرور. والصيام هو الإمساك بنية عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، مع توافر شروط مخصوصة في الشخص الصائم، كالإسلام والعقل والبلوغ.

فلا يصح الصيام إلا بنية، سواء كان صيام فريضة أو نافلة. والمقصود بالإمساك هو اجتناب المفطرات في وقت الصيام. قال الله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].

وقد ذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الآية أن “الصَّوْمَ فِيهِ تَزْكِيَةٌ لِلْبَدَنِ وَتَضْيِيقٌ لِمَسَالِكِ الشَّيْطَانِ”.

الأمور التي تفسد الصيام

تنقسم المفطرات إلى قسمين رئيسيين:

  • المفطرات بعذر: وهي الأمور التي تبيح للمسلم الفطر، كالسفر، والمرض، وكبر السن، والحمل، والرضاعة، وغيرها من الأعذار الشرعية.
  • المفطرات بغير عذر: وهي الأمور التي تفسد الصيام وتوجب القضاء والكفارة، كتعمد الأكل أو الشرب، والجماع، والاستمناء، وغيرها من المفطرات التي ذكرها الفقهاء.

وتصنف المفطرات من حيث الأصل إلى:

  • ما هو مباح في الأصل: كالأكل والشرب من الطيبات، والسفر المباح، والجماع بين الزوجين.
  • ما هو محرم في الأصل: كالاستمناء، وتناول المحرمات كالميتة والدم ولحم الخنزير، وتعاطي المسكرات والمخدرات، وارتكاب الفواحش كالزنا واللواط، والسفر لارتكاب المعاصي. ففعل المحرم في الصيام أشد حرمة وإثما.

إرشادات للصائمين

روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

﴿قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به﴾ [البخاري].

وقد ذكر ابن رجب كلاما نفيسا في فضل الصيام، ننقل منه:

قال بعض السلف: “طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره، لما علم المؤمن الصائم أن رضا مولاه في ترك شهواته قدم رضا مولاه على هواه فصارت لذته في ترك شهواته لله”.

ثم قال: “وإذا كان هذا فيما حرم لعارض الصوم من الطعام والشراب ومباشرة النساء فينبغي أن يتأكد ذلك فيما حرم على الإطلاق: كالزنا وشرب الخمر وأخذ الأموال أو الأعراض بغير حق وسفك الدماء المحرمة فإن هذا يسخطه الله على كل حال وفي كل زمان ومكان”.

المصادر

  • عبد القادر التغلبي، نيل المآرب بشرح دليل الطالب، صفحة 277.
  • منصور البهوتي، شرح منتهى الإرادات، صفحة 469.
  • إسماعيل ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 497.
  • محمد البخاري، صحيح البخاري، عن أبي هريرة، حديث رقم 1904.
  • عبد الرحمن ابن رجب، لطائف المعارف، صفحة 153.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

المعادن الخالصة في الطبيعة

المقال التالي

العلاج النفسي البديل: نظرة شاملة

مقالات مشابهة