المحتويات
مقدمة حول الأعمال المقبولة
الأعمال المقبولة في الشريعة الإسلامية هي جوهر العبادة والتقرب إلى الله تعالى. إنها تشمل كل فعل وقول يرضي الخالق عز وجل، سواء كان ظاهراً أم باطناً. يقوم المسلم بهذه الأعمال بهدف خالص هو نيل رضا الله والفوز بجنته. وقد حث الله تعالى عباده على فعل الخيرات والمسارعة إليها.
وقد أمر الله تعالى بذلك في كتابه الكريم، فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).
ولا يخفى على أحد أن للأعمال المقبولة مكانة عظيمة في الدين الإسلامي، فهي دليل على صدق الإيمان وثمرته الحقيقية. وقد جمع الله تعالى بين الإيمان والعمل الصالح في العديد من الآيات القرآنية، مشيراً إلى أهمية هذا الاقتران في تحقيق الفلاح والنجاة. إن ترك الأعمال الصالحة يعد خسارة كبيرة للإنسان في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
تتنوع الأعمال المقبولة لتشمل كل ما أمر الله به من واجبات ومستحبات، سواء كانت عبادات، طاعات، أو فرائض. كل ما يهدف إلى التقرب إلى الله تعالى، وكان مشروعاً ومباحاً، يدخل في دائرة الأعمال المقبولة.
ومن الجدير بالذكر أن الأعمال الصالحة تتفاوت في أجورها ومراتبها عند الله. فالفرائض التي أوجبها الله تعالى هي أعظم الأعمال أجراً، ثم تتفاوت الأعمال الأخرى بعد ذلك. ويدل على هذا التفاوت الحديث النبوي الشريف: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ).
ضوابط قبول الأعمال
لكي تُقبل الأعمال في الإسلام، يجب أن تتوفر فيها ثلاثة شروط أساسية، وهي: الإسلام، والإخلاص، وموافقة العمل للشريعة.
شرط الإسلام
الإسلام هو الشرط الأول لقبول أي عمل. من البديهي أن الله تعالى لا يقبل عملاً إلا إذا كان صاحبه مؤمناً موحداً. فالإيمان هو الأساس الذي تُبنى عليه الأعمال الصالحة.
قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً).
أما أعمال غير المؤمنين، فقد بين الله تعالى مصيرها، فقال: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا). فالعمل الذي لا يقوم على أساس الإسلام لا قيمة له عند الله.
قال تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
شرط الإخلاص
الإخلاص هو الشرط الثاني لقبول العمل. يجب أن يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى، لا رياء فيه ولا سمعة. يجب على المسلم أن يجاهد نفسه ليقصد بعمله الله وحده، دون أن يشرك به أحداً. فإذا أشرك المسلم في عمله غير الله، لم يقبل منه ذلك العمل.
قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
أهمية الأعمال الصالحة
تكمن أهمية الأعمال الصالحة في كونها وسيلة للتقرب إلى الله عز وجل، وزيادة الإيمان، وتزكية النفس. كما أنها تسهم في بناء مجتمع صالح ومتراحم، حيث ينتشر الخير ويتعاون الناس على البر والتقوى. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأعمال الصالحة تفتح أبواب الرزق والبركة في الدنيا، وتجلب السعادة والطمأنينة للقلب. وفي الآخرة، تكون الأعمال الصالحة سبباً في دخول الجنة والنجاة من النار.
المراجع
- الألوكة، “العمل الصالح وثمراته في الدنيا والآخرة”
- إسلام ويب، “العمل الصالح.. أهميته وشروط قبوله”
- صحيح مسلم، حديث رقم 35
- عبد الكريم زيدان، أصول الدعوة
- عمر الأشقر، دروس الشيخ عمر الأشقر