الأعمال المحببة قبل أداء صلاة العيد

استعراض للأعمال المستحبة التي يُفضل القيام بها قبل التوجه لأداء صلاة العيد، كالتكبير، إحياء ليلة العيد، الاغتسال والتزين، وتناول الطعام، بالإضافة إلى آداب الذهاب إلى المسجد.

فضل التكبير في العيدين

يُستحب للمسلمين التكبير في عيد الفطر المبارك ابتداءً من غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان الكريم وحتى خروج الإمام لصلاة العيد. هذه الفترة هي الأفضل للمسلم للإكثار من تكبيرات العيد. أما في عيد الأضحى، فيبدأ التكبير من يوم العاشر من ذي الحجة ويستمر حتى نهاية أيام التشريق.

يجوز للمسلم رفع صوته بالتكبير في أي مكان يتواجد فيه، سواء كان مسافراً أو مقيماً، في الشارع أو في المنزل، وفي كل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى. والسبب في استحباب الجهر بالتكبير هو إعلان شعائر الإسلام وإظهار الفرح بقدوم العيد، كما أنه يساهم في تحريك قلوب المسلمين وزيادة ارتباطهم بدينهم، ويشعرهم ببهجة العيد بعد إتمامهم لعبادة عظيمة كصيام رمضان أو حج بيت الله الحرام.

استحباب إحياء ليلة العيد بالعبادة

من المستحبات للمسلم أن يحرص على إحياء ليلة العيد بالعبادة، والدعاء، والاستغفار، والصلاة، وتلاوة القرآن الكريم. فقد ورد في الحديث الضعيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“(من قام ليلتي العيدين محتسباً للَّه، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)”

وقد تقرر أنَّ الحديث الضعيف والمرسل والمنقطع والمعضل والموقوف يُعمل بها في فضائل الأعمال إجماعاً”.

ليس من الضروري أن يستغرق إحياء ليلة العيد كامل الليل، بل يكفي أن يحيي معظمها، كأن يعبد الله ساعة من الليل. وأقل الإحياء، كما ذكر ابن عباس رضي الله عنهما، هو أن يصلي العشاء جماعة مع النية لصلاة الصبح جماعة.

فضل الاغتسال والتجمل والتطيب للعيد

يستحب الاغتسال قبل صلاة العيدين باتفاق الفقهاء، قياساً على استحباب الغسل لصلاة الجمعة. أما بالنسبة لوقت الغسل لصلاة العيد، فيجوز أن يكون بعد الفجر بلا خلاف، أو يكون قبل الفجر على الأظهر. وبالنسبة للاغتسال في أي وقت من الليل، فالأصح عند الفقهاء أن يكون في النصف الثاني من الليل.

كما يُستحب للمسلم أن يحلق شعره ويقلّم أظافره، وأن يرتدي أجمل الثياب، والأفضل أن تكون بيضاء اللون، وأن يتزين في العيد. كما يستحب له أيضاً التطيب. وهذا الاستحباب يشمل جميع المسلمين، سواء كانوا في بيوتهم أو ذاهبين إلى الصلاة. هذا كله بالنسبة للرجال، أما بالنسبة للنساء، فيستحب لهن الاغتسال وارتداء الملابس الشرعية الساترة، ولا يجوز لهن التطيب أو التزين.

استحباب الأكل قبل الخروج إلى الصلاة

يُستحب للمسلم أن يتناول شيئاً من الطعام قبل خروجه لصلاة العيد. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

“(كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ، وقال مرجأ بن رجاء: ويَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا)”

والمستحب أن يأكل تمراً ويكون عدد التمرات وتراً، كثلاث أو خمس أو سبع. هذا بالنسبة لصلاة عيد الفطر. أما في عيد الأضحى، فيستحب أن لا يأكل حتى يعود من الصلاة.

استحباب تغيير الطريق والمشي إلى الصلاة

يستحب للمسلم أن يذهب إلى صلاة العيد من طريق ويعود من طريق آخر. فعن النبي صلى الله عليه وسلم:

“(أنه إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ)”

وقد ذكرت عدة أسباب لاستحباب ذلك:

  • ليتصدق المسلم على فقراء الطريقين.
  • ليشهد له الطريقان يوم القيامة.
  • ليرى المنافقون كثرة المسلمين فيزدادوا غيظاً.

وينبغي على المصلي أن يختار أطول الطريقين للذهاب إلى الصلاة وأقصر الطريقين للعودة. كما يستحب أن يذهب المسلم إلى صلاة العيد ماشياً لا راكباً، ولكن إن ذهب راكباً فلا حرج عليه. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:

“(أنه كان يخرُجُ إلى العيدَيْنِ ماشيًا، ويُصَلِّي بغيرِ أذانٍ ولا إقامَةٍ، ثُمَّ يرجِعُ ماشِيًا في طريقٍ آخرَ.)”

المصادر والمراجع

  1. سعيد القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 920-921. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 196. بتصرّف.
  3. أخرجه ابن ماجه، في الخلاصة، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:1782، ضعيف.
  4. أبو كوكب عبيد، فقه العبادات على المذهب المالكي، صفحة 205. بتصرّف.
  5. النووي، روضة الطالبين وعمدة المفتين، صفحة 75. بتصرّف.
  6. النووي، روضة الطالبين وعمدة المفتين، صفحة 76. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:953، صحيح قوله وقال مرجأ بن رجاء… معلق.
  8. زكريا الأنصاري، فتح العلام بشرح الإعلام بأحاديث الأحكام، صفحة 280. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:986، أورده في صحيحه وقال تابعه يونس بن محمد عن فليح وحديث جابر أصح.
  10. النووي، روضة الطالبين وعمدة المفتين، صفحة 77. بتصرّف.
  11. شهاب الدين الرملي، فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان، صفحة 398. بتصرّف.
  12. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:7095، حسن.
Total
0
Shares
المقال السابق

آداب وسنن قبل صلاة العيد

المقال التالي

عادات نبوية غائبة عند النساء

مقالات مشابهة

الأذان والإقامة: مفهومهما وأحكامهما في الشريعة الإسلامية

استكشاف مفهوم الأذان والإقامة في الشريعة الإسلامية: تعريفهما، وصيغهما، وحكمهما الشرعي، والشروط المتعلقة بهما، والصلوات التي يشرع لهما الأذان والإقامة.
إقرأ المزيد