الأضحية عن الوالدين: أحكام وشروط

جدول المحتويات

• الأضحية عن الوالدين خارج بيت الولد
• الأضحية عن الوالدين داخل بيت الولد
• وصية الوالدين بالأضحية بعد الوفاة
• الأضحية عن الوالدين الميتين دون وصية
• أحكام عامة حول الأضحية عن الوالدين
• المراجع

الأضحية عن الوالدين خارج بيت الولد

يجوز للولد أن يضحي عن والديه إذا كانا يعيشان خارج بيته، بشرط أن تكون الأضحية مستقلة ومخصصة لهما. ويجب أن يتم إخبار الوالدين بذلك لأن الأضحية عبادة تحتاج إلى نية صادقة. فإذا أراد الولد أن يضحي عن والده، فلا بد من استئذانه وأخذ موافقته على ذلك. وذلك لأن التضحية عن شخص دون علمه قد تسبب له الحزن أو الشعور بالضعف، وقد يعتبر ذلك منة عليه، وهو ما قد لا يقبله.

وقد أشار الفقهاء إلى أن الأضحية عن الوالدين من أعظم البر، ولكن يجب أن تكون النية خالصة لله تعالى، وأن يتم إعلام الوالدين بذلك لتنعقد نيتهما عليها.

الأضحية عن الوالدين داخل بيت الولد

إذا كان الوالدان يعيشان مع الولد في نفس البيت، فإن أضحية الولد عنه وعن أهل بيته تكفي عن الجميع. وهذا ما اتفق عليه جمهور العلماء، مستدلين بحديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- الذي قال: “كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ فَصَارَتْ كَمَا تَرَى”.

وقد اشترط المالكية أن يكون الوالدان يسكنان مع الولد في نفس البيت، حيث قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل: “إن سكن معه في حَوزٍ واحد -أو كالواحد- بأن كان يُغلق عليه معه”.

كما ورد في فتاوى الرملي الشافعي: “سُئل: هل تتأدى سنة التضحية عن جماعة سكنوا في بيت، وليس بينهم قرابة بتضحية واحد منهم؟ فأجاب: نعم تتأدى، وقال بعض المتأخرين يشبه أن يكون في حق من في نفقته منهم”.

وصية الوالدين بالأضحية بعد الوفاة

إذا أوصى أحد الوالدين قبل وفاته بأن يضحى عنه بعد موته، وترك مالاً يكفي لشراء الأضحية، فإن ذلك جائز باتفاق الفقهاء. وتعتبر الأضحية في هذه الحالة وكأنها نيابة عن الوالد المتوفى. وإذا كانت الأضحية واجبة، كأن تكون نذراً، فيجب على الورثة تنفيذها من التركة قبل توزيعها على الورثة.

ويجب أن يتم التصدق بجميع لحم الأضحية على الفقراء، ولا يجوز للموكل بتنفيذ الوصية أن يأكل منها، خاصة إذا كان من أولاد المتوفى. كما لا يجوز توزيعها على الأغنياء من الأقارب أو الجيران إلا إذا كان هناك نص واضح في الوصية يسمح بذلك.

الأضحية عن الوالدين الميتين دون وصية

إذا لم يوصِ الوالدان بالأضحية، وأراد الولد أو غيره أن يضحّي عنهما من ماله الخاص، فإن رأي الجمهور يميل إلى جواز ذلك، حيث يعتبر ذلك من البر بالوالدين. وقد أجاز المالكية ذلك مع الكراهة، بينما ذهب بعض الشافعية إلى عدم جواز الذبح عن الميت دون وصية أو وقف.

وقد ثبت في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: “أنَّ رجلًا قال للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: إنَّ أمِّي افتُلتَتْ نفسُها، وأظنُّها لو تكلَّمَتْ تصدَّقَتْ؛ فهل لها أجرٌ إن تصدَّقتُ عنها؟ قال: نعمْ”. وهذا يدل على أن الصدقة عن الميت تنفعه، والأضحية تعتبر من أبواب الصدقة.

أحكام عامة حول الأضحية عن الوالدين

تعتبر الأضحية عن الوالدين سواء كانوا أحياء أو أموات من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى. ويجب أن تكون النية خالصة لله، وأن يتم اتباع الشروط الفقهية المتعلقة بالأضحية. كما يجب مراعاة حقوق الوالدين في حال كانا أحياء، وعدم التعدي على رغباتهما في حال رفضهما الأضحية عنهما.

وقد أشار النووي إلى أن الصدقة عن الميت تنفعه، ويصل إليه ثوابها، وهذا ما أجمع عليه العلماء. كما أجمعوا على وصول الدعاء وقضاء الدين للميت، وكذلك الحج عنه إذا كان حج الإسلام أو حج التطوع.

المراجع

• أحمد حطيبة، الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 16.
• رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:1505، حسن صحيح.
• محمد بن عبد الله الخرشي، شرح مختصر خليل للخرشي، صفحة 34.
• شهاب الدين الرملي، فتاوى الرملي، صفحة 67.
• مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 106.
• وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 743.
• النووي، شرح النووي على مسلم، صفحة 90.
• رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1388، صحيح.