الأصول التاريخية ليوم الحب

استكشاف أصول يوم الحب. تحليل للروايات المتضاربة حول يوم الحب. نظرة الأديان المختلفة ليوم الحب. المراجع.

مقدمة عن يوم الحب

يحتفل العالم في الرابع عشر من شهر فبراير بعيد يعرف باسم عيد الحب أو عيد العشاق. وقد أصبح هذا اليوم من بين الاحتفالات واسعة الانتشار، حيث يتبادل المحبون الهدايا، وخاصة الورود الحمراء وبطاقات المعايدة. ولكن ما هي الجذور التاريخية لهذا الاحتفال؟ وكيف بدأ؟ ومن هم الذين احتفلوا به للمرة الأولى؟ وما هي وجهة نظر الأديان المختلفة حول هذا العيد؟ هذه التساؤلات وغيرها سيتم استعراضها في هذه المقالة.

تحليل الروايات حول يوم الحب

تضاربت الحكايات المتعلقة بأصل هذا العيد، وتاريخه، والأسباب التي أدت إلى ظهوره. وقد تم جمع معلومات من مصادر موثوقة مثل دائرة المعارف الكاثوليكية، ودائرة المعارف الكولومبية، بالإضافة إلى كتب مثل “الأعياد الأمريكية” وقصص الأعياد العالمية “لهنفري”. كما قامت كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى بترجمة هذه المراجع وغيرها، بهدف استكشاف الحقائق والأصول التاريخية ليوم الحب.

الروايات المسيحية

أغلب القصص المسيحية التي ذكرت حول هذا اليوم تتحدث عن شخص يدعى “القديس فالنتاين”. هناك ما يقارب 13 قصة تروى عن هذا القديس، وتشترك جميعها في ذكر مقتل هؤلاء الرجال في فترة الاضطهاد الديني التي كانت سائدة في الإمبراطورية الرومانية. ومن بين هذه الروايات، تعتبر القصة التالية الأكثر شهرة:

قبل ما يقارب 1700 سنة، كانت الوثنية هي الديانة السائدة في المجتمع الروماني. وكان لديهم قديس يدعى فالنتاين. تحول هذا القديس من الوثنية إلى الديانة المسيحية، الأمر الذي أدى إلى سجنه وإعدامه بأمر من الحكم الروماني. وبعد مرور فترة من الزمن، انتشرت المسيحية في أراضي الرومان. لذلك، قاموا بتحديد اليوم الذي أعدم فيه فالنتاين كيوم للاحتفال، لتخليد ذكرى هذا الرجل والتكفير عن فعلتهم.

يذكر أيضاً أن رجلاً آخر يدعى فالنتاين قتل خلال فترة الاضطهاد على يد جنود الإمبراطور أورليان. وقد دفن في فلامينيا فيا، وتوجد رفاته في بازيليكا في مدينة تيرني.

الروايات الأخرى

هناك أيضاً روايات تعود إلى العهد الوثني الروماني، حيث كان لديهم آلهة للشمس، والبحار، والأمطار، وغيرها. هذه الروايات متعددة، ومن بين أشهرها:

يقال إن يوم 14 فبراير كان يوماً مقدساً مخصصاً لملكة الآلهة عند الرومان في العصر الوثني، والتي كانوا يسمونها “يونو”، وقد خصصوها بالنساء والزواج، لهذا السبب جعلوا هذا اليوم يوم عيد الحب.

قبل ثمانية قرون من ميلاد المسيح عليه السلام، كان الرومان يحتفلون بعيد “لوبركيليا”، وهو عيد مرتبط بتأسيس مدينة روما. تأسست روما على يد الأخوين رومولوس وريموس، ابني الحرب مارس، واللذين أرضعتهما الإلهة الذئبة لوبا عندما وجدتهما على ضفة أحد الأنهار. كان هذا العيد من بين الأعياد العظيمة لدى الرومان، لأنه يطرد الشر ويضمن لهم الخصوبة.

الرؤى الدينية ليوم الحب

الإسلام

يرى الإسلام أن هذا العيد من الأعياد التي لا يجوز الاحتفال بها لعدة أسباب، ومن أهمها:

  1. أنَّ المسلمين لا يعترفون بأيِ عيد آخر غير أعيادهم كعيد الفطر، وعيد الأضحى، ولذلك حرَّم المفتون الإسلاميون أن يحتفل المسلمون بهذاالعيد.
  2. يُحرِّم الدين الإسلامي للمسلمين التَّشبُّه بالأديان الأخرى، وخاصَّة ما يتعلَّق بالأمور الدِّينية التي تمسُّ صُلب العقيدة، وبما أنّ هذا العيد له علاقة قوية بما يخصُّ العقيدة النَّصرانية، أو العقيدة الوثنية الرومانية، فهو مُحرَّمٌ بإجماع أهل العلم قاطبة.

المسيحية

تضاربت مواقف المسيحيين فيما يتعلق بهذا العيد، ففي بعض الأحيان يحتفلون به وفي أحيان أخرى لا يحتفلون. وفيما يلي توضيح لاعتقاد المسيحيين حول هذا العيد وتاريخهم معه:

في البداية، رفض المسيحيون الاحتفال بهذا العيد لما يحمله من خرافات وثنية مرتبطة بالحقبة الوثنية الرومانية، ولكن في عام 496 ميلادية، أصدر القديس بوب جيلاسيوس أمراً بالاحتفال بهذا العيد كعيد للحب، ولكن تحت اسم القديس فالنتاين، ليكون أكثر ارتباطاً بالعقيدة المسيحية.

ألغت وتراجعت الكنيسة عن الاحتفال بهذا العيد رسمياً في عام 1969م، وذلك بسبب تضارب الروايات حول ما حصل بالضبط لهذا الرجل “فالنتاين” ومتى، وأي واحد هو المقصود بهذه الرواية من بين الرجال الثلاثة عشر.

المصادر والمراجع

  1. “Valentine’s Day”,britannica.com
  2. Patti Wigington (2018-2-13),”Valentine’s Day”،www.thoughtco.com
  3. “عيد الحب عبادة وثنية وعادة نصرانية “،ar.islamway.net، 2014-2-19
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نبذة عن يوم عرفة

المقال التالي

تامر حسني: نجم الجيل وأيقونة الغناء المصري

مقالات مشابهة