فهرس المحتويات
مقدمة
يهتم علم الصرف بدراسة الكلمات وتراكيبها، وكيفية اشتقاق الألفاظ من بعضها البعض. وعند تحليل النصوص الأدبية، يمكننا ملاحظة كيفية استخدام الشعراء للكلام، واستغلالهم للإمكانات اللغوية الكامنة في اللغة. وفي هذا المقال، سنقوم بتحليل لبعض الأسماء المشتقة في قصيدة “واحر قلباه” لأبي الطيب المتنبي، مع التركيز على أنواع محددة من هذه المشتقات.
اسم الفاعل
يعتبر اسم الفاعل أحد أهم المشتقات في اللغة العربية، ويشتق من الفعل للدلالة على من قام بالفعل. يكتسب اسم الفاعل أهميته من استعماله المتكرر في الكلام، ودلالته التي تشبه الفعل المضارع في كثير من الأحيان. وقد ورد اسم الفاعل في قصيدة “واحر قلباه” عدة مرات، مما يدل على أهميته في بناء المعنى.
من أمثلة اسم الفاعل في القصيدة:
- “ناظر” في قول المتنبي: “وما انتفاعُ أخي الدُّنيابناظرِهِ إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ”
- “جاهل” في قوله: “وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ”
- “شوارد” (جمع شارد) في قوله: “أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها وَيَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ”
- “بارزة” في قوله: “إذا رأيتَ نيوبَ الليثِ بارزةً فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ”
- “صاحب” في قوله: “وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّصاحبها أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ”
- “حاسد” في قوله: “إن كانَ سرَّكمُ ما قالَ حاسدُنا فما لجُرحٍ إذا أرضاكُمُ ألَمُ”
- “الراحلون” (جمع راحل) في قوله: “إذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قدَروا ألا تُفارِقهُمْ فالرَّاحلونَهُمُ”
- “منفرد” في قوله: “صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِداً حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ”
اسم المفعول
يشتق اسم المفعول من الفعل للدلالة على من وقع عليه الفعل. وعلى عكس اسم الفاعل، لم يرد اسم المفعول بكثرة في قصيدة “واحر قلباه”.
من أمثلة اسم المفعول في القصيدة:
- “مُغمدة” في قوله: “قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ”
- “مُرهَف” في قوله: “ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ”
الصفة المشبهة
الصفة المشبهة هي نوع من المشتقات يدل على صفة ثابتة أو شبه ثابتة في الموصوف. وتأتي الصفة المشبهة على عدة أوزان، وقد وردت في القصيدة على الأوزان التالية:
وزن فَعِلَ
مثال على هذا الوزن في القصيدة:
- “شَبِمُ” في قوله: “واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ”
وزن فَعْل
مثال على هذا الوزن في القصيدة:
- “الخصم” في قوله: “يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتيفيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ وَالحَكَمُ”
وزن فَعَل
مثال على هذا الوزن في القصيدة:
- “الحَكَمُ” في قوله: “يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتيفيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ وَالحَكَمُ”
وزن فاعلة
مثال على هذا الوزن في القصيدة:
- “صادقة” في قوله: “أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ”
صيغة المبالغة
تدل صيغة المبالغة على الزيادة والمبالغة في الصفة، وتأتي على عدة أوزان، منها:
وزن فَعيل
مثال على هذا الوزن في القصيدة:
- “شديد” في قوله: “قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ”
وزن فَعّال وتأنيثه فَعّالة
أمثلة على هذا الوزن في القصيدة:
- “فرّاسة” في قوله: “وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ”
- “الوخّادة” في قوله: “أرى النَّوى يَقتضيني كلَّ مرحلَةٍ لا تَستقلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ”
اسم المكان
اسم المكان يدل على المكان الذي يقع فيه الفعل، ويصاغ غالبًا من الفعل المضارع. وقد ورد اسم المكان في قصيدة “واحر قلباه” في المواضع التالية:
- “معترك” في قوله: “عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ معتركٍ وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا”
- “مجلس” في قوله: “سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مجلسُنا بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ”
- “مرحلة” في قوله: “أرى النَّوى يَقتضيني كلَّ مرحلَةٍ لا تَستقلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ”
- “مكان” في قوله: “شرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ وشرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ”
استخدام المصدر كصفة
يلجأ البلاغيون أحيانًا إلى استخدام المصدر كصفة للمبالغة في المعنى. وقد استخدم المتنبي هذه الطريقة في بعض المواضع في القصيدة:
- “ظَفْر” في قوله: “فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ”
- “هَرَباً” في قوله: “أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ”
- “عَدَم” في قوله: “يا مَن يَعِزُّ علينا أن نُفارقهم وِجْدانُنا كل شيءٍ بعْدَكُ عَدَمُ”
المراجع
- ديوان أبي الطيب المتنبي.
- كتب في علم الصرف والنحو العربي.