مقدمة حول الأسلوب الاستطلاعي
يُعد الأسلوب الاستطلاعي نمطًا من أنماط البحوث العلمية، يركز بشكل أساسي على تقديم توصيف دقيق لسمات وخصائص مجموعة معينة من الأفراد أو الظواهر. يتم ذلك من خلال تجميع البيانات والمعلومات ذات الصلة، بهدف الإجابة على أسئلة متنوعة وشاملة تتعلق بتلك المجموعة، مثل طبيعتها، وكيفية عملها، وتطورها عبر الزمن.
بعبارة أخرى، يقوم هذا الأسلوب بجمع البيانات القادرة على الإجابة عن تساؤلات مثل: ما هي النسبة المئوية للأفراد الذين يحملون شهادات جامعية ويعملون في البرنامج (X)؟ أو ما هو المعدل العام لمستوى القراءة لدى الأطفال في سن الخامسة عند دخولهم مرحلة رياض الأطفال؟ أو كيف تتغير طبيعة الخدمات المقدمة للأطفال في مراكز الرعاية مع تقدمهم في السن؟ والعديد من الأسئلة الأخرى المشابهة.
تجدر الإشارة إلى أن الأسلوب الاستطلاعي لا يسعى إلى الإجابة عن الأسئلة التي تتعلق بأسباب حدوث ظاهرة معينة، أو النتائج المترتبة عليها. هذه النوعية من الأسئلة تقع ضمن نطاق اهتمام مناهج بحثية أخرى. ومع ذلك، يمكن للبيانات التي يتم جمعها من خلال هذا الأسلوب أن تساعد في دراسة العلاقات الارتباطية بين المتغيرات والظواهر المختلفة.
تتوفر مجموعة واسعة من الأدوات والأساليب لجمع البيانات اللازمة للبحث الاستطلاعي، من بينها الاستبيانات والمقابلات، والملاحظة والمراقبة الدقيقة، ودراسة الحالات الفردية. يمكن أن تكون هذه البيانات كمية أو كيفية، ويتم تحليلها وتقديمها باستخدام الإحصاء الوصفي المناسب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.” [رواه البخاري ومسلم]
أشكال الأسلوب الاستطلاعي
تتعدد أنواع الدراسات الاستطلاعية، ومن بينها:
- الدراسة المسحية: يتم جمع البيانات حول مجموعة متنوعة من الموضوعات بهدف تحديد النسب والمعدلات في مجتمع أو مجموعة معينة، مثل تحديد نسبة المتعلمات بين النساء دون سن العشرين.
- الدراسة المعيارية: تتم مقارنة نتائج الدراسة بمعيار محدد، على سبيل المثال، مقارنة معدلات النمو لدى الأطفال في مدينة ما بمتوسط الأطوال والأوزان القياسية.
- دراسة الحالة: يركز هذا النوع على وصف المواقف الحياتية الواقعية بشكل كمي، لفهم العلاقة بين المتغيرات، كدراسة العلاقة بين الأداء الوظيفي والأجر.
- التحليل التفصيلي: يتم تحليل الموضوعات المدروسة بعمق أكبر، من خلال تحليل نتائج دراسة الحالة، مثل مقارنة إنتاجية الموظفين العاملين في المكاتب مع أولئك الذين يعملون من المنزل.
- التصنيف: يستخدم هذا النوع في العلوم البيولوجية لتصنيف الأنواع المختلفة بناءً على البيانات المجمعة.
- المقارنة: يتم المقارنة بين متغيرين لتحديد أيهما أفضل، باستخدام الاختبارات أو الاستبيانات للكشف عن المزايا والعيوب المرتبطة بكل منهما.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات: 13).
استخدامات الأسلوب الاستطلاعي
تتعدد الاستخدامات العملية للأسلوب البحثي الاستطلاعي، ومن أبرزها:
- تحديد خصائص المستجيبين: تستخدم الأسئلة المغلقة لاستخلاص استنتاجات حول المستجيبين، مثل دراسة أنماط وسلوكيات جيل الألفية في استخدام الإنترنت لاتخاذ قرارات تجارية.
- قياس التوجهات: يقوم الباحثون بقياس اتجاهات البيانات مع مرور الوقت لتصميم دراسات استطلاعية، على سبيل المثال، دراسة التركيبة السكانية لفئة عمرية معينة لإنتاج مجموعة ملابس جديدة.
- إجراء المقارنات: تستخدم المنظمات هذا الأسلوب لفهم كيفية استجابة الأفراد لخدمة معينة، وتحليل النتائج لتحديد الإيجابيات والسلبيات وتحسين الخدمات في المستقبل.
- التحقق من الظروف الراهنة: يستخدم الباحثون هذا الأسلوب للتأكد من الظروف السائدة والأنماط الأساسية لموضوع البحث، من خلال ملاحظة وتحليل المتغيرات المختلفة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة” [رواه مسلم].
