الأسرار الكامنة وراء تشييد الكعبة المشرفة

استكشاف الأسرار الكامنة وراء تشييد الكعبة المشرفة، وأهمية اختيارها كقبلة للمسلمين، بالإضافة إلى مراحل بنائها عبر التاريخ.

الغاية من بناء الكعبة

تتجلى حكمة الله سبحانه وتعالى في بناء الكعبة المشرفة في كونها ملتقى للناس من كل فج عميق، ومكاناً آمناً يجتمع فيه المسلمون، مما يوفر لهم الأمان والسكينة. لقد قام النبي إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- ببنائها لتكون مهوى أفئدة الناس، ومقصدهم في العبادة. وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه الكريم: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ).

تحظى الكعبة بمنزلة رفيعة في قلوب المسلمين، فهي قبلتهم التي يتوجهون إليها في صلواتهم اليومية، كما أنها المكان الذي تُؤدى فيه مناسك الحج والعمرة، حيث يقوم المسلمون بأداء ما أمرهم الله به من أعمال، وعلى رأسها الطواف حول الكعبة المشرفة.

الدلالات وراء اتخاذ الكعبة قبلة

إن السبب الحقيقي وراء جعل الكعبة المشرفة قبلة للمسلمين في صلاتهم قد لا يكون معلوماً تمام العلم. قد يكون ذلك لأنها كانت قبلة إبراهيم عليه السلام من قبل، أو استجابة لرغبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تحويل القبلة إليها، حيث استجاب الله له وجعلها قبلته التي يرضاها. وقد ورد في القرآن الكريم: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).

ربما كان في تحويل القبلة قطع لدعاوى اليهود بأن قبلة المسلمين تتفق مع قبلتهم. أما موقف المسلم من الحكمة الكامنة وراء الأوامر والنواهي، فيجب أن يكون مبنياً على الإيمان بأن الله تعالى لا يأمر بشيء إلا لمصلحة، ولا ينهى عن شيء إلا لضرر أو مفسدة. لا ينبغي التعمق في السؤال عن الحكمة، فقد تخفى على المسلم ابتلاءً من الله ليمتحن إيمانه وتسليمه لأوامره، وقد يكشفها الله ليزداد المؤمنون إيماناً. يجب الإيمان بأن كل ما شرعه الله يحمل حكمة إلهية بالغة.

تاريخ بناء الكعبة ومراحله

مر بناء الكعبة المشرفة بعدة مراحل عبر التاريخ. يُقال إن الملائكة هم أول من قام ببنائها، ثم قام آدم عليه السلام ببنائها بعدهم، ثم شيث عليه السلام. إلا أن المرحلة الثابتة والموثقة في الكتاب والسنة هي مرحلة بناء البيت على يد إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. حيث أرشدهما الله تعالى إلى مكان البيت، فقاما برفع قواعده. كان إبراهيم عليه السلام يأتي بالحجارة، بينما كان إسماعيل يرفعها ويضعها في مكانها. ثم أتى جبريل عليه السلام بالحجر الأسود ليتم وضعه في مكانه.

المصادر والمراجع

  • سورة إبراهيم، آية: 37.
  • موقع إسلام ويب: “الكعبة والحكمة من بنائها”.
  • كتاب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: “بناء الكعبة”.
  • سورة البقرة، آية: 144.
  • موقع الألوكة: “بناء الكعبة قبل الإسلام” للدكتور محمود بن أحمد الدوسري.

© 2024 جميع الحقوق محفوظة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الغاية من كون الرسل والأنبياء من البشر

المقال التالي

أسباب تحريم الربا في الشريعة الإسلامية

مقالات مشابهة