الأحكام المتعلقة بالصور الفوتوغرافية للكائنات الحية

استكشاف الأحكام الشرعية المتعلقة بنشر صور الكائنات الحية، وحكم الصلاة في الأماكن التي تحتوي على هذه الصور، بالإضافة إلى استعراض آراء العلماء حول التصوير الفوتوغرافي.

مقدمة

تتناول هذه المقالة بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالصور، خاصة صور الكائنات الحية، وتسعى لتوضيح الضوابط التي تحكم هذا الجانب من الحياة اليومية للمسلمين. كما نستعرض آراء العلماء حول قضايا مثل نشر هذه الصور، والصلاة في الأماكن التي تحتوي عليها، وحكم التصوير الفوتوغرافي نفسه.

الضوابط الشرعية لعرض صور الكائنات الحية

يحرم على المسلم رسم أو نحت صور الكائنات الحية، وذلك استناداً إلى نصوص شرعية عديدة. وتشير هذه النصوص أيضاً إلى أن الملائكة (ملائكة الرحمة والاستغفار) لا تدخل البيوت التي تُنشر فيها هذه الصور المحرمة. ويشمل هذا التحريم التماثيل والمنحوتات المصنوعة من أي مادة، والصور المرسومة باليد أو باستخدام الأجهزة الإلكترونية.

أما بالنسبة لصور الكائنات الحية التي توضع في أماكن مهينة كالأرضيات والوسائد، فلا بأس في استخدامها، وفقاً لما ورد في بعض النصوص. كما أنه لا يوجد مانع شرعي من الاحتفاظ بالصور الشخصية الفوتوغرافية إذا كانت هناك مصلحة مشروعة تقتضي ذلك.

حكم الصلاة في أماكن تتضمن صورًا

الصلاة في الأماكن التي تُعرض فيها صور الكائنات الحية صحيحة، ولكنها مكروهة إلا في حالات الضرورة. والسبب في ذلك يعود إلى أن الملائكة لا تدخل المكان الذي توجد فيه هذه الصور. والجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بإزالة جميع الصور التي كانت معلقة داخل الكعبة قبل أن يصلي فيها، وكانت تلك الصور من فعل كفار قريش.

والصلاة باتجاه الصور المعلقة تشبه صلاة الوثنيين للأصنام والتماثيل، لذلك يُنصح المسلم بتجنب الصلاة في هذه الأماكن إلا إذا اضطر إلى ذلك.

الرأي الشرعي في التصوير الفوتوغرافي

اتفق العلماء المعاصرون على جواز التصوير الفوتوغرافي للكائنات الحية إذا كانت هناك حاجة ضرورية لذلك، مثل استخراج الوثائق الرسمية وجوازات السفر وما شابه ذلك. كما اتفقوا على تحريم التصوير الفوتوغرافي الذي يهدف إلى نشر الفحشاء والرذيلة في المجتمع، مثل تصوير النساء العاريات وأهل الفجور.

أما بالنسبة لأنواع التصوير الأخرى، كالتصوير الذي يهدف إلى الذكرى (مثل تصوير الأب لأطفاله أو لأصدقائه)، فقد اختلف العلماء في حكمه. ذهب بعض العلماء إلى جوازه، بينما ذهب آخرون إلى تحريمه، ورأوا أن الأدلة التي تحرم تصوير الكائنات الحية تشمل هذا النوع أيضاً. والأولى بالإنسان أن يبتعد عن الشبهات قدر الإمكان إذا لم تكن هناك حاجة ملحة.

يجدر بالمسلم أن يحرص على معرفة الضوابط الشرعية المتعلقة بالتصوير، وأن يتجنب كل ما هو محرم أو مكروه، وأن يقتصر على التصوير الذي فيه مصلحة مشروعة.

المراجع

  • “الصورة الجائزة والمحرم اقتناؤها”،islamqa.info، 2009-10-8، تم الاطلاع عليه بتاريخ 2018-12-19. بتصرّف.
  • “حكم الصلاة في المكان الذي فيه صور “،ar.islamway.net، 2012-5-27، تم الاطلاع عليه بتاريخ 2018-12-19. بتصرّف.
  • “حكم التصوير الفتوغرافي لدى جمهور العلماء المعاصرين “،fatwa.islamweb.net، 2007-6-28، تم الاطلاع عليه بتاريخ 2018-12-19. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

بيان حكم خروج المذي في نهار رمضان

المقال التالي

تحريم إشاعة الخلاف بين المسلمين

مقالات مشابهة